العواصف المغناطيسية وتأثيرها في جسم الإنسان

تشرين:
تعدّ العواصف المغناطيسية من الظواهر الفلكية المعقدة التي تثير فضول الكثيرين، لتدفع العديدين للتساؤل عن أسباب حدوثها وطبيعتها وتأثيرها في صحة الإنسان والتكنولوجيا، إذ يصعب على الأشخاص الذين يشكون من صداع وألم في القلب وسوء حالتهم الصحية في فترة هطول الأمطار أو التغير المفاجئ بالطقس، تحمّل العواصف المغناطيسية التي تحدث ما لا يقل عن ست مرات في السنة، ويمكن أن تستمر أكثر من أسبوع في كل مرة، ويمكن أن تسبب خللاً في عمل الأجهزة الكهربائية والإنترنت والاتصالات الهاتفية.
العواصف المغناطيسية هي اضطرابات قوية في المجال المغناطيسي للأرض، تستمر من عدة ساعات لعدة أيام وتختلف في شدتها، وتنشأ بسبب تأثير الرياح الشمسية على المجال المغناطيسي للأرض، وهي ليست بالحدث الاستثنائي أو الجديد فهي موجودة منذ القدم.
ويقول علماء المناخ: أكثر أسباب العواصف المغناطيسية انتشاراً، هي التوهجات الحاصلة على سطح الشمس، التي بسببها تنطلق كمية هائلة من الطاقة والجسيمات المشحونة. والسبب الثاني – القذف الإكليلي، وهي انبعاثات من الهالة الشمسية، أو بشكل أدق، من مناطق ذات درجات حرارة منخفضة قد تحتوي جسيمات مشحونة ومجالاً مغناطيسياً، وهذه تؤثر في المجال المغناطيسي للأرض.
ويستخدم العلماء المؤشر G لتحديد مستوى خطورة العاصفة المغناطيسية الأرضية ومدى تأثيرها في الأجهزة الكهربائية والكائنات الحية والاتصالات. ووفقاً لذلك تقسم العواصف المغناطيسية إلى خمسة مستويات حيث يعدّ المستوى G5 – قوي جداً، يسبب مشكلات واسعة النطاق في شبكات الكهرباء، ما يؤدي إلى إغلاق كامل وأعطال خطيرة في تشغيل الأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية. ويمكن أن يحدث الشفق القطبي في المناطق شبه الاستوائية.
وعن تأثير العواصف المغناطيسية على حالة الإنسان وصحته، وهل هي خطيرة؟، تفيد الدراسات الرسمية، بأنه عند حدوث عاصفة مغناطيسية أرضية، يرتفع معدل الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية والجلطات الدماغية بشكل طفيف، ويشعر ثلاثة أرباع سكان الأرض بالتوعك. وبصورة خاصة الأشخاص الذين يعانون من حساسية الطقس والذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية. ولكن هذا لا يضمن السلامة حتى للشخص السليم الذي لا يعاني من أي مرض مزمن.
وتقول الدراسات: إن الأعراض الأكثر انتشاراً أثناء العاصفة المغناطيسية هي: الصداع الشديد ، الأرق، الضعف، عدم انتظام ضربات القلب، ارتفاع مستوى ضغط الدم. وإضافة إلى ذلك تسبب الصداع النصفي ويبطأ تدفق الدم في الأوعية الدموية الشعرية ويسوء المزاج. ويمكن أن تثير الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعاطفية مختلفة، وفي بعض الحالات قد يحدث التهاب في المفاصل وآلام في الظهر وثقل في الساقين.
إلى ذلك، يتعرض الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية للخطر بشكل خاص، لأن التعرض للعواصف المغناطيسية الأرضية يؤثر بشكل مباشر في الدورة الدموية. وقد تم إثبات هذه الحقيقة علمياً من قبل العلماء الروس، الذين وجدوا أن عدد المرضى في المستشفيات خلال العواصف المغناطيسية يزيد بمقدار 1.5 مرة، بسبب احتشاء عضلة القلب وعدم انتظام دقات القلب وتلف الأوعية الدموية في الدماغ.
وللحماية من تأثير العواصف المغناطيسية يجب الالتزام بالنصائح الآتية: يجب عدم الخوف والتحكم بضغط الدم، واستشارة الطبيب، والاحتفاظ بجميع الأدوية والمياه اللازمة في مكان قريب، وتجنب التوتر والمشاعر السلبية، والحد من الكحول والسجائر والوجبات السريعة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار