القراءة الإلكترونية تؤثر سلباً في مهارات الأطفال
خلصت دراسة نفسية أجريت مؤخراً إلى أن “القراءة الإلكترونية” أو “القراءة الرقمية” تؤثر سلباً في الأطفال، وليس كما كان يسود الاعتقاد سابقاً بأن التعليم المدرسي والجامعي يُمكن أن يتحول نحو الأتمتة، ويُمكن أن يستفيد الأطفال والطلاب من آلاف الكتب التي يُمكن توفيرها وتحميلها على أجهزة الحاسوب اللوحية من دون الحاجة لعناء حمل الكتب التقليدية.
وحسب تقرير نشره موقع “بيغ ثينك” المتخصص، فإن القراءة الرقمية تؤثر سلباً في مهارات فهم القراءة لدى الأطفال، حيث وجد الباحثون أن القراءة الرقمية تعمل على تحسين مهارات الاستيعاب، لكن فائدتها أقل بما يتراوح بين ستة وسبعة أضعاف فائدة القراءة المطبوعة، حيث تميل النصوص الرقمية، مثل محادثات وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات، إلى أن تكون أقصر بكثير وذات جودة لغوية أسوأ مقارنة بالأعمال المطبوعة، كما أن الهواتف وأجهزة الكمبيوتر تُعرّض أيضاً القراء لمشتتات من وسائل التواصل الاجتماعي و«يوتيوب» وألعاب الفيديو.
ويوصي الباحثون، الآباء والمعلمين، بتحديد وقت أطفالهم مع المحتوى الرقمي، أو على الأقل التركيز على الأعمال المطبوعة أو استخدام أجهزة القراءة الإلكترونية الأساسية مع شاشات الحبر.
وفي الدراسة الحديثة قام العلماء في جامعة “فالنسيا” في إسبانيا بجمع 26 دراسة مع ما يقرب من 470 ألف مشارك، واستكشفت كل دراسة تأثير القراءة الرقمية بأوقات الفراغ في الاستيعاب، حيث وجدوا أن القراءة الرقمية تحسن مهارات الاستيعاب، لكن التأثير المفيد أقل بما يتراوح بين ست وسبع مرات من القراءة المطبوعة، وهو ما يعني أن لها مردوداً سلبياً على الأطفال.
وكتب الباحثون: إن التعرض الرائع لأنشطة القراءة الرقمية قد يصرف القراء الأوائل عن بناء قاعدة تأسيس قوية للقراءة في فترة حرجة عندما يتحولون من تعلم القراءة إلى القراءة من أجل التعلم”.
وأكد مؤلفو الدراسة عدداً من النتائج، أولها أن الجودة اللغوية للنص الرقمي تميل إلى أن تكون أقل مستوى بكثير، حيث عند الدردشة الإلكترونية غالباً ما نستخدم لغة غير رسمية مع مفردات مبسطة، ونتجاهل القواعد النحوية. وعادةً ما يكون المحتوى أيضاً أقصر بكثير، ولا يتطلب التركيز والاحتفاظ بالأعمال الطويلة ذات السرد المعقد والشخصيات المتعددة والاستمتاع بها بشكل كامل.
في السياق، قالت نعومي بارون الأستاذة الفخرية للغات والثقافات العالمية في الجامعة الأميركية: إن الخصائص الفيزيائية للكتاب قد تعزز أيضاً بشكل فريد الاحتفاظ بالمعلومات، وإنه في حالة الورق هناك وضع حرفي للأيدي، جنباً إلى جنب مع الجغرافيا البصرية للصفحات المميزة.. وغالباً ما يربط الناس ذاكرتهم عما قرؤوه بمدى تقدمهم في الكتاب أو مكان وجوده على الصفحة.
وأضافت بارون: إن الخصائص الفيزيائية للكتاب أو المجلة مثل الرائحة والمظهر والملمس، يمكن أن تجعل القراءة أكثر متعة، وإذا وجد القراء المتعة في وسيلة القراءة، فلن يفاجئني أن مثل هذه المتعة من شأنها أن تؤدي إلى فهم أكبر. ومن المؤكد كما أخبرنا العديد من المشاركين في الدراسة، أن الطباعة أدت إلى زيادة استيعاب القصص.
ويؤكد الباحثون أيضاً أنه عند قراءة محتوى من المصادر الرقمية، غالباً ما تكون عوامل التشتيت من وسائل التواصل الاجتماعي و«يوتيوب» وألعاب الفيديو على بعد نقرة واحدة فقط، ما يعوق الفهم الكامل للنصوص.