هي أخلاق العصابات، ترتكب الجريمة وتتفاخر بها، والمصيبة تصبح أكبر عندما تلبس العصابات لبوس (دولة)؛ تحتل وتعتدي وتقصف وتدمر وتهجر، وبكل وقاحة تعد كل ذلك إنجازات، هذا ما فعلته وتفعله “إسرائيل” في عدوانها على غزة، جرائم على الأرض، ووقاحة في تباهيها بالإثم والشر والجريمة، و”طولة” لسان “إسرائيل” ووقاحة تباهيها بالجريمة، شخصت حالتها كـ( جنون إجرام). أسوأ وأفظع من جنون العظمة، و وفرت لدولة جنوب إفريقيا جزءاً من الأدلة، التي أتاحت لها (شحط) هذا الكيان ليمثل أمام محكمة العدل الدولية، كمجنون إجرام يرتكب جريمة الإبادة الجماعية.
المجرمون يرتكبون جرائمهم في الليل كي يستروا أفعالهم، و”إسرائيل” ترتكب فظائعها ضد غزة في وضح النهار، متباهية بما تفعل، متفاخرة بهمجيتها، المجرمون ينكرون أفعالهم بينما (إسرائيل) تتباهى بها بوقاحة وطولة لسان، ألم يرسل نتنياهو رسالة علنية إلى الجنود الإسرائيليين، قائلاً لهم (تذكروا ما فعله العماليق بكم)؟ وحسب الخرافة التوراتية فإن (قبيلة العماليق سكنت فلسطين خلال رحيل بني إسرائيل إلى “أرض الميعاد”) هذه القبيلة التي أصدرت الخرافة بحقها حكماً يقضي بـ(محو ذكرهم وأثرهم) أي إبادتهم.
دعوة نتنياهو الجنود الإسرائيليين للقيام بإبادة الفلسطينيين كانت علنية ووقحة، وهذا وزير الدفاع (جالنت) يقول بوضوح: (سنقطع الكهرباء والماء والطعام والوقود عن غزة وأهلها، سنوقف كل شيء، لأنهم أرادوا جحيماً وسيحصلون عليه منا)، وسانده وزير الخارجية الحالي (كاتس) عندما دعا إلى (إغلاق حنفية الماء عن غزة وأهلها). أما وزير التراث (إلياهو) فرجح أن (إلقاء قنبلة نووية على غزة هو الحل المفيد) وشرح أكثر (علينا إيجاد طرق للتسبب بمعاناة وعذاب أهل غزة)، حتى رئيس (إسرائيل) الذي يتظاهر باللطف قال بوقاحة مجنون: (ليس في غزة مدنيون غير إرهابيين، لذلك علينا قتلهم جميعاً). ولم يكتف هذا اللطيف المجرم بذلك. بل كتب اسمه ووقع على قذيفة صاروخية أطلقت على مدنيين عزل في غزة. هل من وقاحة أفظع من وقاحة “إسرائيل” هذه؟! وهل من طولة لسان مجرمة أكثر من طولة لسان “إسرائيل”؟ إنه (جنون الإجرام) النازي الهمجي.
محامو دولة جنوب إفريقيا الذي جروا (إسرائيل) إلى محكمة العدل الدولية، قدموا ضمن الأدلة التي قدموها تصريحات القادة الإسرائيليين المجرمين، وعرضوا على القضاة طولة لسان هؤلاء النازيين، فجاءت اعترافاً واضحاً من المجرم بارتكاب جريمته الموصوفة (الإبادة الجماعية) وصور قادة (إسرائيل) أنفسهم متباهين بجريمتهم كمرتكبين لـ(الإبادة الجماعية) وكمتفاخرين بما صنعت وتصنع أيديهم.. بالفعل (مجانين إجرام) نازيون.
العصابه حتى لو لبست لبوس الدولة، يظل مجرموها (قادتها) يطولون لسانهم بوقاحة تفضح حقيقة إجرامهم وفاشيتهم وعنصريتهم ونازيتهم، وتكشف مدى جنون الإجرام عندهم. و”إسرائيل” نموذج فاضح لمثل هذه العصابات الوقحة، المصابة بجنون الإجرام النازي، وبطولة اللسان الوقحة، ومحكمة العدل الدولية لا تحتاج إلى كثير تفكير لتقرر.. الجريمة واضحة والمجرم معترف.