إعادة تدوير الأقمشة.. حاجة ضرورية لمواجهة غلاء المعيشة وتأمين مصدر رزق “مساعد”

اللاذقية – نهلة أبو تك:

في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وغلاء المعيشة، توسّعت ظاهرة تدوير الأقمشة بوصفها حاجة ملّحة لتأمين بعض الحاجات الضرورية، وتأمين مصدر رزق لبعض السيدات اللواتي يتقنّ إعادة التدوير في صنع أشياء جميلة ومميزة، خاصة أن هذه العملية تعتمد على المهارة والفن والذوق، بالإضافة للخبرة في مجال تدوير بقايا الأقمشة، وتحويلها الى ضرورات وحاجات تهم الأسرة.
السيدة منال “ربة منزل” تتقن إعادة تدوير بقايا الأقمشة وصنع أشياء مميزة يمكن استخدامها كتحف وأدوات في المنزل، إذ تشرح قي حديثها ل”تشرين” أنه في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها أغلبية العائلات، أصبحت الحاجة  ملّحة للاستفادة من أي معرفة أو مهنة لسد الحاجة المتزايدة للأسر، وتضيف: في البداية كنت أقوم بالاستفادة من الأقمشة القديمة لبيتي وعائلتي، من خلال حاجتي إلى سجاد مع بداية الشتاء وعجزي عن  شرائه لارتفاع  أسعاره فقمت بصنع بسط  من بقايا أقمشة شتوية موجودة لدي، بالإضافة لصنع وسائد وستائر.
وأكدت منال أنه عندما لاقى ما تصنعه إعجاب الأقارب والأصدقاء، تولّدت لدي فكرة الاستفادة  من مهارتي وخبرتي في تدوير  البقايا وإيجاد أفكار وطرق عدة  للابتكار، وبالفعل حققت أعمالي نجاحاً  متميزاً من خلال الإقبال على شراء الأدوات التي أصنعها، ما جعلني أفكر في البحث عن مواد إضافية لتوسيع العمل، ولذلك أستعنت بجمع بقايا الأقمشة من  مخلفات معامل الأقمشة والإسفنج، بدلاً من أن ترمى كنفايات.
وتابعت منال: أعتمد على ما أصنعه في المنزل على  متابعة الأسواق وحاجة العائلات خاصة خلال فترات الأعياد، وحلول شهر رمضان المبارك من خلال  صناعة زينة تناسب كل مناسبة، مشيرة إلى أنها صنعت خلال فترة أعياد الميلاد زينة شجرة الميلاد، وقد لاقت اقبالاً كبيراً من قبل الزبائن الذين يترددون لمنزلي لشراء مستلزماتهم.
وأشارت منال إلى أن تدوير بقايا الأقمشة أو الاستفادة من أي بقايا موجودة في المنزل يعتمد على الذوق لابتكار قطع فنية جميلة تناسب الجميع  وبأقل التكاليف، ولا يقتصر العمل على بقايا الأقمشة بل يعتمد على أي شيء لا تحتاجه الأسرة  كقطعة بلاستيك لا فائدة منها، حيث أستفيد منها بإضافة لمسات فنية عليها لتحويلها إلى عبوة محارم أو  عبوة لأدوات الخياطة، خاصة أن مهارة التدوير لها أشكال وفنون كثيرة.
كما لفتت منال إلى الاستفادة من الأثاث المهترئ الذي لا يمكن تنجيده لتكلفته المادية، حيث يمكن إيجاد طريقة تحسّن من مظهره من خلال صنع أغطية أنيقة بسيطة تغني عن التجنيد.
وأضافت منال: إعادة التدوير لا يحتاج إلى رأسمال كبير، وإنما يحتاح للبحث عن الفكرة المميزة والذوق والمثابرة على العمل، وتابعت: إقبال الزبائن على شراء القطع التي يتم إعادة تدويرها، شجّعني على تطوير العمل والابتكار لصنع قطع وأدوات مختلفة تؤمن مصدر رزق لعائلتي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار