العطلة الانتصافية فترة للراحة أم فرصة لترميم النقص الحاصل…
دمشق- دينا عبد:
رغم قصر مدتها؛ إلّا أنّ العطلة الانتصافية تعدّ فترة للراحة بعد الالتزام بفصل دراسي كامل، بما يتضمنه من دروس واختبارات وامتحان فصلي؛ ولكي تكون العطلة ذات فائدة يجب استثمارها بالشكل الأمثل بما يعود بالمنفعة على الأهل والطلاب.
نشاطات داخلية:
تقول لمى( معلمة): تأتي العطلة الانتصافية في فصل الشتاء، وهنا غالبية النشاطات وأوقات الفراغ ستكون داخلية حتماً من دون الخروج من المنزل، ما يجعل الأهل أمام مشكلة تنظيم أوقات أبنائهم خلال مدة زمنية قصيرة حوالي عشرة أيام (على الأكثر)؛ تتوزع أنشطتها ما بين الترفيه والتعليم.
استشارية تربوية: لابدّ من استثمارها بالشكل الأمثل
ترميم نقص:
أما هناء (أم لتلميذين) فقد أوضحت أن وجهات نظر الأهالي تتعدد حول استفادة أولادهم من هذه العطلة، فمنهم من يعدها فترة استراحة بعد الامتحانات النصفية، ومنهم من يعدها فترة مهمة لترميم النقص في مستوى أبنائهم الدراسي، وآخرون يرونها فترة يجب أن تكون متنوعة بين الأنشطة الترفيهية والتعليمية، وقد تعود تلك الاختلافات في وجهات النظر لأسباب عدة، منها: (مستوى الطلاب التعليمي، مستوى الأهل الاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، والعلمي)، حيث نرى أن آباء الطلاب في المرحلة الإعدادية والثانوية يركزون بحزم وصرامة على الجانب التعليمي أكثر من الجانب الترفيهي والاجتماعي، على العكس تماماً من الطلاب في المراحل التعليمية السابقة الذين يولي آباؤهم اهتماماً أكبر بالجانب الترفيهي والاجتماعي.
دروس مستمرة:
بدوره زياد طالب في المرحلة الثانوية ( الفرع العلمي) بيّن أنه بالنسبة له لن تتوقف الدروس، لذلك سيحاول ترميم النقص الحاصل في بعض المواد الحفظية مثل القومية والديانة، لأنه حسب تعبيره قد أهملها وكان جل اهتمامه على المواد العلمية لكونها أساسية ومهمة.
أما ديالا في الفرع الأدبي فبينت أنها قررت إعادة مادتي اللغة الفرنسية والإنكليزية نظراً لكثافتهما.
تغذيه راجعة:
بدورها الاستشارية التربوية ربى ناصر ببنت ل”تشرين” أن العطلة الانتصافية فرصة الطالب، لأن يقوم بعملية تغذية راجعة للمعلومات؛ وبحسب اعتقادي أن عشرة أيام ليست بوقت كافٍ لتعويض النقص، وخاصة عند طالب أهمل دروسه، وتراكمت عليه بعض الأفكار فأصبح لديه نقص وتقصير في المعلومات، وأنا من وجهة نظري الشخصية فإن عطلة منتصف العام يجب ألا تقل عن ٢٠ يوماً، فنحن جميعاً بحاجتها سواء كادر تدريسي وأمهات وٱباء وطلاب على وجه الخصوص.
وأضافت ناصر: ينبغي على أولياء الأمور الاهتمام بالوقت أكثر خلال فترة العطلة الدراسية، وألا يضيع هدراً من دون أيّ فائدة، وذلك بأن يتعاون أفراد الأسرة، وعلى رأسهم الأب والأم، في تنظيم تخطيط إيجابي للاستفادة من العطلة، وقضاء وقت مميز ومليء بالفائدة، والاستمتاع والاستعداد لبدء الفصل الدراسي الثاني.
مبيّنة أن العطلة لابد أن تحتوي على فرصة للتلميذ يجد فيها وقتاً للترفيه والتسلية أكثر ما يمكن، فهي استراحة من الدراسة والامتحانات، لذلك على الأهل أن يوفروا هذه المساحة لأبنائهم، وأن يكونوا جزءاً منها، وبإمكان الأهل أن يجدوا في هذه العطلة فرصة لتسلية الأبناء، والتعلّم على بعض المهارات الفنية التي تنمّي موهبة التلميذ وتساعده على التفكير.