اعتماد سلالتي قمح وشعير في محطة أبحاث الجمّاسة الزراعية.. وضرورة إصدار صك تشريعي لحماية الأصناف والهجن النباتية وحقوق المربي

طرطوس-مصطفى برو:
تساهم البحوث العلمية الزراعية في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين جودته، من خلال استنباط سلالات محسّنة من مختلف أنواع الخضار والفواكه والمحاصيل الزراعية والنباتات الطبية والعطرية، كما تساهم في القضاء على الآفات والأمراض التي تصيب النبات وتعمل من خلال التجارب على تحسين مقاومتها للعوامل الجوية والمناخية المختلفة.
وفي محطة أبحاث الجماسة الزراعية القائمة منذ عام 1987 كمنشأة، ولكنها باشرت العمل فعلياً قبل 11 سنة لعدم توافر كوادر بحثية وعدم الاهتمام بهذا الجانب، ذكرت المهندسة امتثال خليل رئيسة المحطة أن الباحثين في المحطة يتوزعون ضمن تجاربهم البحثية على أربعة محاور هي: دائرة البستنة ودائرة المحاصيل ودائرة الوقاية وشعبة الأصول الوراثية.

عدد جيد من السلالات النقية
وفي البستنة يتابع الباحثون تنفيذ تجارب التحسين الوراثي لخضار “البندورة والكوسا والبازلاء والبامياء والفليفلة والخس والجزر” وتوصلت التجارب إلى عدد جيد من السلالات النقية واعتمد من الهيئة العامة في دمشق صنفان نقيان من الكوسا والبازلاء.
كما أجريت تجارب على سلالات منتخبة وتجارب تهجين للآباء المختارة لبعض الخضار وتقييم الهجن الناتجة عن التجارب، وسجلت بعض الهجن إنتاجية واعدة في التجارب الأولية.

إكثار الزعفران والمحافظة على أصله الوراثي
خليل أشارت إلى إجراء تجارب لمواعيد زراعة أصناف عدة من البطاطا لمعرفة مدى تأثرها بالطقس والمناخ، وجرى تقييم زراعة أصناف محلية وأخرى مدخلة من الزيتون لاختيار المناسب منها لظروف ومناخ المنطقة الساحلية، و يوجد في المحطة مجمع للنباتات الطبية والعطرية والتزيينية البرية المزروعة تحت ظروف البيئة الساحلية، إذ يعمل الباحثون على إكثار الزعفران والمحافظة على أصله الوراثي ونشر وتطوير زراعته.
ولم تُشِر المهندسة خليل بشكل مفصل إلى عدد وأسماء السلالات المحسنة والنتائج التي أعطتها والهجن التي سجلت إنتاجية عالية، بانتظار انتهاء برنامج التربية والتهجين واعتماد الصنف رسمياً من الهيئة العامة للبحوث الزراعية، ولكنها ذكرت أن النتائج النهائية للأبحاث تظهر بدءاً من الجيل السابع وتعتمد بعد إجراء تقييم للأصناف المعتمدة مدته من 3-7 سنوات، بعدها يتم اختيار الصنف الأفضل ثم تتم مخاطبة “إكثار البذار” لإنتاج بذار هذا الصنف وطرحها في السوق.

صنفان متفوقان في الإنتاجية ومقاومة الآفات
وأضافت: في دائرة المحاصيل يتم تنفيذ تجارب على القمح القاسي والطري والشعير والذرة الصفراء والفول السوداني والسمسم والبقوليات ضمن خطتين، شتوية وصيفية، بغية الحصول على الصنف المعتمد ، وتم التوصل إلى اعتماد صنفين متفوقين في الإنتاجية ومقاومة الآفات، أحدهما للقمح المروي في سهول حمص وحماة والغاب باسم “شام11” والثاني للشعير باسم “فرات 10″، ويتم إكثار بذارهما حالياً للمزارعين.
وبيّنت خليل أنه في دائرة الوقاية، تهتم الأبحاث بالآفات المرضية التي تعاني منها محافظة طرطوس، وأهمها دراسة ومعرفة السبب المرضي لظاهرة التلطخ البني على ثمار البندورة المحمية، ومتابعة نشاط وانتشار دودة الحشد الخريفية ودراسة حول نيماتودا التقزم الربيعي للفريز وذبول نبات الكرمة، ومتابعة الدراسة حول ذبابة ثمار الزيتون والأثر الجانبي لبعض المبيدات وتجارب اختبار فعالية بعض المبيدات والأدوية قبل طرحها في الأسواق.
وفي شعبة الأصول الوراثية تتم دراسة السلوك الوراثي للقمح الأولي في بيئات مختلفة، وتقييم أصناف وراثية من الذرة الصفراء لإغناء البنك الوراثي السوري.

عدم توافر الكهرباء لعمل المخابر يؤخر ويعرقل العمل
وعن الصعوبات التي تعرقل العمل ضمن الظروف الحالية، أشارت خليل إلى أن عدم توافر الكهرباء لعمل المخابر، وخاصة ما يخص أبحاث الأمراض الفطرية، يؤخر ويعرقل العمل. كما أن تجارب التحسين الوراثي لإنتاج الهجن المحسنة، تحتاج إلى تكاليف مالية كبيرة وعمل دؤوب وفترات زمنية طويلة ضمن ظروف عمل صعبة، كذلك لا بد من إصدار صك تشريعي لحماية الأصناف والهجن النباتية وحقوق المربي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار