غذاء ودواء في حقول السوريين .. فهل يصل بسهولة إلى موائدهم؟ البروكلي.. خضار تستحق انتظار موسمها القصير
تشرين – ولاء العمادي:
نبتة تنتمي إلى فصيلة الخضريات.. لاتقل قيمة غذائية عن غيرها من الخضار بل أكثر حتى.. وهي ليست قديمة على لائحة الزراعات الموسمية في سورية..
البروكلي أو البروكولي..تشبه القرنبيط “الزهرة” لكن لونها أخضر ولها طعم متميز..
هي من الزراعات الحديثة، تتزايد المساحات المزروعة بها في الساحل السوري، لاسيما في طرطوس وعلى الأخص منطقة الخراب ..
مردودها الاقتصادي جيد جداً وحسَن الدخل، وقد لاقت رواجاً متزايداً بعد انتشار الوعي والثقافة الطبية، ولعل أكثر ماحقق لها رواجاً لها، وسائل التواصل وقنوات اليوتيوب المتخصصة بالطب والصحة.
تزرع البروكلي في بيئة محمية داخلية ويقوم الفلاح بإعداد الحقل أثناء انتظار نمو الشتلات الصغيرة وتكون جاهزة للزرع خلال (٣٠ يوماً ) يحرثون الأرض ويزيلون أي بقايا وحشائش زراعية سابقة ويقومون بتصميم وتركيب نظام الري بالتنقيط، ويمكن حصاد المحصول بعد ٦٠ – ٩٠ يوماً من الزراعة.
يتحدث خبراء الزراعة عن البيئة المثلى لزراعتها..في مناطق معدل ارتفاعها عن سطح البحر لايتجاوز ٣٠٠ متر، إضافة إلى أن يكون معدل ph في التربة معتدلاً كما هو معظم تراب الساحل السوري..
ومن حيث المناخ فيناسبها المعتدل المائل للبرودة بشكل عام لأنه نبات دائم الأوراق ويتميز برائحة جيدة ولون أخضر لامع..
والعامل المقيد لزراعة البروكلي هو دائماً المناخ، يفضل النبات درجات الحرارة المعتدلة وهو نبات حساس للصقيع ويبدأ في مواجهة مشاكل في درجات الحرارة التي تقل عن صفر درجة مئوية ( ٣٢ درجة فهرنهايت ).
درجة الحرارة المرتفعة تسبب مشاكل خاصة للرؤوس التي تبدأ بالتفتح.
لأن فيه سعرات حرارية قليلة وفوائد غذائية كالمعادن وفيتامين ك ، ونسبة عالية من الألياف التي تحسن عملية الهضم..كما أنه يحارب جرثومة المعدة.
يحافظ على توازن ضغط الدم لاحتوائه على البوتاسيوم والمغنزيوم، ويعمل على تنظيف الجسم من السموم.
يحفز الجسم على بناء العضلات لاحتوائه على البوتاسيوم .
ويساعد على الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي والرحم، والتخلص والتقليل من مستويات الكوليسترول الضار ، ما يقلل من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. والتخفيف من الالتهابات في الجسم بما في ذلك التهاب المفاصل. وعلى مضادات الأكسدة التي تقوي جهاز المناعة.. وينقي الكبد ومفيد للشعر ويقي من الصلع.
وهو مصدر غذائي مهم للأطفال أيضاً،
يؤكل مسلوقاً أو مطبوخاً ولكن ليس أكثر من أربع دقائق على النار لأنه يتحول إلى مادة ضارة وسامة أو في أنواع الحساء وحتى يقدم كطبق سلطة..
وهناك من يجهل قيمته الغذائية وكيفية تحضيره؟
يقول بائع الخضروات ” أبو أحمد”: إن الناس تشتريه ولا أعرف لماذا، أظنهم يلقوه بالزيت كالزهرة ولكن من مدة عرفت إنه فقط يغطس بالماء الساخن ويتم إخراجه فوراً .. أو يؤكل نيئاً ولقد تذوقته .. حقاً له طعم مميز لذيذ.
وتقول السيدة نبيلة عن طهو البروكلي إن طعمه جيد ومحبب لدى عائلتي ..لقد قرأت عنه في الانترنت وعرفت قيمته الغذائية واحببت أن أجربه لذلك أحضرته وطهوته.
ويمكن أن يسلق ببخار الماء لفترة قصير كي لايفقد خصائصه، بعد أن يتم فصل الرأس عن الضلوع القاسية، ثم تضاف إليها صلصة البندورة أو تترك كما هي ويضاف إليها الحامض والثوم).
وتتم عميلة التسويق بسهولة لأن هذا النبات مطلوب بشكل جيد لقيمته الغذائية حيث يتم وضعه في أقفاص صغيرة وتوزع على بعض المولات ومراكز البيع التجارية الكبيرة والأسواق الشعبية وسوق الهال في دمشق..
موسم البروكلي قصير.. وأسعاره هذا العام كانت مرتفعة نسبياً بسبب تكاليف الشحن.. لكن فوائده كثيرة ومغرية وتستحق “التضحية”..