٦٥% من النساء يعانين منها.. المسكوت عنه في صورة المرأة ضمن مواقع التواصل الاجتماعي
تشرين- لمى بدران:
في المرحلة التي باتت فيها الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، انبثقت انعكاساتها على المجتمع بشكلٍ عام، فظهرت صورة للمرأة على مواقع التواصل الاجتماعي تتباين بين الأثر الفعّال لها ومعاناتها منها، ومما لا شك فيه أن هذه المواقع أثّرت في مشاعرنا، فهي لم تعد افتراضيّة أبداً لدرجة أن الموت والحياة والنجاح والمرض والأخبار الشخصية أصبحت منشورات متاحة أمام الجميع بسهولة كبيرة وبكلّ ما قد تتضمّنه من أحاسيس مختلفة، وذلك في مناحات متطابقة مع الواقع.
عن المشاعر
ولأنه لا بد لنا أن نتطلع نحو عناوين جديدة ومحاور متطورة لنتحدث عنها في جلساتنا، أقام مركز “إشارتي” بالتعاون مع مؤسسة إدارة الموارد البشرية جلسة توعية حول صورة المرأة في مواقع التواصل الاجتماعي وأثر مواقع التواصل الاجتماعي في المشاعر، وهذه الجلسات من النوع الذي نحتاج إليه بشكلٍ كبير في هذا الوقت، لأن التطور المفروض في المجتمعات العالمية عموماً على صعيد الإنترنت قد يتعارض مع أعراف وتقاليد البلدان العربية.. وهنا تبرز أسئلة كثيرة حول كيفية مواجهة هذه المرحلة بسلبياتها وإيجابياتها مع تحديد المسارات التي تراعي التنوّع الفكري في المجتمع.
حسابات النساء
يقدّم رئيس قسم الإعلام الإلكتروني أحمد الشعراوي ورقته البحثيّة في هذه الجلسة، ويؤكد من خلالها أن المرأة الآن لم تعد بحاجة إلى انتظار مقابلة تلفزيونية أو قلم ما، يكتب عن نشاطها أو مهنيتها أو دورها في المجتمع، بل إنّ حسابات النساء انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرزت ما لديهن من مواهب وثقافة في شتى مجالات الحياة.. ويذكر أنّ النساء العربيات وجدن على مواقع التواصل الاجتماعي متنفّساً بديلاً يتمتعن من خلاله بالحرية في التعبير عن رأيهن بمجمل قضاياهن، وأن التحولات التي تجتاح المنطقة العربية ساهمت في تمكين قطاعات اجتماعية عريضة مع تحوّل الشباب العربي ” مواطني الإنترنت” والنساء خصوصاً إلى قوة أساسية دافعة للتغيير.
الشعراوي: النساء العربيات وجدن على مواقع التواصل الاجتماعي متنفّساً بديلاً يتمتعن من خلاله بالحرية في التعبير عن رأيهن بمجمل قضاياهن
كما عرض الدكتور الشعراوي العديد من الدارسات العالمية والإحصائيات التي تثبت أن ٦٥% من النساء يعانين من الأذى عن طريق الفضاء الافتراضي، وهذا هو المسكوت عنه وهو ما يمثّل التابوهات المغلقة التي لا تتجرأ المرأة على أن تصرّح بها.. لكن في مقابل هذه الدراسات يقول الشعراوي لـ«تشرين»: إنً إمكانية الحلول متاحة وموجودة من خلال قانون الجريمة الإلكترونية الذي قد يخشى البعض من اللجوء إليه بسبب العرف السائد.. لكن اليوم أقول إنه الحل الكبير لتكون المرأة فاعلة وموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي من دون أي مضايقات.
مواطنو الإنترنت
بدورها أثناء الجلسة ركّزت المعالجة التربوية النفسية سوسن سلماوي على المشاعر الإنسانية التي يحملها الشخص الأصم أو الأبكم مثلما يحملها أي شخص عادي لكن تختلف عنده اللغة فقط.. وتحدّثت عن أهمية البنية الأساسية في المجتمع وهي الأسرة التي ينطلق منها الفرد في حياته والتي بسببها نشاهد اليوم الكثير من الحالات التي تعاني من صعوبات في التعلم، لذلك فإنّ نشر الوعي من أجل متابعة هؤلاء الأطفال ومراقبتهم فيما يخص المضامين التي يتابعونها على مواقع التواصل الاجتماعي وإبعاد المشاعر السلبية عنهم، هو ما يسعون إليه الآن من خلال هذه الجلسات المهمة.
وتقول سلماوي لـ«تشرين»: عشت تجربة خاصة في هذا الموضوع مما دفعني أكثر للانطلاق في فكرة نشر الوعي لهذه الفئات من الصم والبكم، وأركّز دائماً على المشاعر التي قد تقود الأطفال واليافعين وتؤثر فيهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وما يقابلها من مشاعر تنمّي الوعي والمسؤولية تجاههم.
من أجل الصم والبكم
يُشار إلى أن مؤسسة الموارد البشرية غير الحكومية وغير الربحية التي تأسست عام ٢٠٠٧ هي من قدّمت الدعم اللوجستي لهذه الجلسة، فهي تعمل على توقيع مذكرات تفاهم وتعاون مع الفرق التطوعية والمنظمات، وتقوم بالتشبيك بين الشركات والأفراد لإحياء فعاليات ذات قيمة، أو حتى لإيجاد فرص عمل، ومما يقوله لنا أحد المتطوعين فيها وهو الشاب ميزر العموري: تطوّعتُ منذ قرابة عامين وأَعتقد أننا كشباب علينا أن نراعي العديد من الجوانب المادية والمعنوية في حياتنا، لذلك أرى أن العمل التطوعي هو واجب من واجباتنا تجاه المجتمع.. أما رئيسة مجلس إدارة جمعية ” لغتي إشارتي” هدى محمد فتضيء وبلغة الإشارة على أن الجمعية هي الأولى التي تُعنى بدمج الصم والبكم معاً، حيث تقدم الكثير من الدورات التعليمية منها: لغات وحاسوب ورياضيات ورياضة وغيرها.. وأيضاً جلسات توعية عن التحرش الجنسي والدعم النفسي والقضايا الاجتماعية المهمة والتي قد تشمل الموضوعات التي طرحت في هذه الجلسة.. ومن هنا يأتي تعاون الجمعية مع مؤسسة إدارة الموارد البشرية والدكتور أحمد الشعراوي والمعالجة النفسية سوسن سلماوي للمساهمة في نشر الوعي نحو هذه الفئة في المجتمع.