الفطر الطبيعي بديلاً للأسر بعد جفاء اللحوم.. وحقول درعا تشهد كميات غير معهودة من ال(فقع)
تشرين – وليد الزعبي:
ساهمت الظروف الجوية التي سادت في الفترة الماضية في الإنبات الطبيعي للفطر بمختلف أرجاء محافظة درعا، وخاصةً في الريفين الغربي والشمالي، الأمر الذي حفز الأهالي وخاصة مع أيام العطلة الطويلة إلى التوجه للحقول وجني كميات من الفطر لتناول قسم منه على المائدة والفائض يباع في الأسواق.
وأشار المزارع أبو أحمد إلى أن هذه السنة وبعد بدء موسم الشتاء والهطلات الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة وحدوث الرعد، لوحظ إنبات الفطر بكميات غير معهودة في السنوات السابقة، مبيناً أن معظم الأهالي وبشكل عائلي خرجوا للمزارع المجاورة وخاصة المزروعة بالفول والقمح وغيرها وكذلك المزروعة بالأشجار المثمرة، وانتشروا في أرجائها لجني الفطر، ونالوا بالفعل كميات جيدة.
فيما أشار الموظف أبو زاهر إلى أن هناك متعة كبيرة في عملية البحث والتقاط حبات الفطر، مبيناً أنه نبت بكميات جيدة وبعضه بأحجام كبيرة، وهذه الوجبة محببة جداً لدى الأسر وفريدة من نوعها، وخاصةً مع ارتفاع سعر الفطر الذي تتم زراعته في المزارع، وتتفوق في مذاقها اللذيد عند البعض على اللحم.
وبدوره ذكر الطالب خالد أنه استطاع وثلاثة من رفاقه جني حوالي ١٦ كغ من الفطر في يوم واحد، وقاموا ببيعها لمحال الخضار في قريتهم بسعر ٢٠ ألف ليرة للكيلو الواحد، وقد واظبوا خلال العطلة على هذا العمل لتحقيق مردود يؤمن مصروفهم خلال الدوام في المدرسة لفترة ليست بقليلة.
ولدى تتبع أسواق الخضار يلاحظ وجود معروض معقول من الفطر الذي ينبت طبيعياً أو ذاتياً، لكن الأسعار تتفاوت بشكل كبير حسب القرب والبعد من أماكن جني الفطر، ففي الريف يتم عرض الكيلو بسعر ٢٥ ألف ليرة، أما في مدينة درعا فهو ما بين ٣٥ و ٥٠ ألف ليرة سورية، وهناك إقبال على الشراء لهذه الوجبة التي تعد سنوية أي لمرة واحدة أو اثنتين وليست دائمة، علماً أن سعر الكيلو من الفطر الزراعي المعلب يفوق الآن ٧٥ ألف ليرة، ونادراً ما يتم شراؤه لوضعه مع بعض الوجبات كالبيتزا والشوربه وغيرهما.
رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة درعا، أشار إلى أن الفطر الذي ينمو (يفقع) في الأرض بشكل طبيعي، هو نتيجة عملية انتشار الأبواغ من الصفائح الخيشومية في الهواء ووصولها إلى بيئة تتوفر فيها ظروف النمو المناسبة، حيث يحتاج إلى بيئة باردة ذات درجات حرارة منخفضة تتراوح ما بين ١٣ و١٦ درجة مئوية، ويرجح ظهور الفطر ضمن تلك الظروف بعد حوالي ٣٥ أو ٤٠ يوماً من بدء هطل أمطار الموسم، والتي ينبغي أن تكون غزيرة لدرجة تشكل مستقنعات في الأرض، وهو ما حدث بالفعل خلال الفترة الماضية في أرجاء كثيرة من محافظة درعا، وأسهم في (فقع) الفطر وخاصة في أراضي المحاصيل والأشجار ضمن الريف الغربي والشمالي.
لكن الشحادات نبه إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، وسؤال فنيين مختصين بالشأن الزراعي حول نوع الفطر الذي يتم جنيه وصلاحيته للاستهلاك البشري، وذلك لتفادي حدوث حالات تسمم من بعض الأنواع التي تعد سامة، علماً أن أسرة في مدينة داعل في محافظة درعا، تعرضت منذ فترة قريبة للتسمم بعد تناولها وجبة من الفطر السام، وعلى أثرها توفي رب الأسرة بعد المكوث لعدة أيام في المشفى، والذي يرجح أنه تناول كمية كبيرة من هذه الوجبة تزيد عما تناوله باقي أفراد عائلته، الذين تماثلوا للشفاء بعد العلاج.
وتطرق رئيس الدائرة إلى أن محصول الفطر غير وارد في الخطة الإنتاجية الزراعية للمحافظة، وزراعته قليلة تتم في بعض الأقبية من بعض الأسرّ ولنوعي الفطر الزراعي المشروم والفطر الزراعي المحاري، لتحقيق دخل يسند معيشتها.