أمام ضغط الطلب والريعية الجيدة.. زراعة النباتات الطبية والعطرية تلاقي إقبالاً متزايداً في درعا.. والمخطط ٢٦٦٩ هكتاراً

تشرين – وليد الزعبي:
يلاحظ في السنوات الأخيرة تزايد إقبال المزارعين في محافظة درعا على زراعة النباتات الطبية والعطرية، وخاصةً في مناطق الصنمين ودرعا والريف الشرقي، وحافزهم الأساسي وجود طلب كبير على محاصيلها، إضافة لأسعارها الجيدة التي تحقق ريعية مناسبة.
مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش أشار إلى أن الفلاحين يجيدون عمليات زراعة تلك النباتات منذ بدايتها وحتى جني المحصول، كما ولديهم خبرة بكيفة التعامل مع الإصابات المرضية وطرق مكافحتها، والملاحظ من خلال تتبع هذه المحاصيل أن زراعتها ناجحة إلى حد كبير وخاصةً إذا توفرت الظروف المناخية المناسبة، وباتت تنفذ في السنوات الأخيرة بمساحات أكثر من المخطط.
من جهته أوضح رئيس دائرة الإرشاد الزراعي المهندس محمد الشحادات، أن المساحة المخططة من النباتات الطبية والعطرية للموسم الشتوي الحالي تبلغ ١٦٧٢ هكتاراً وللموسم الصيفي القادم ٩٩٧ هكتاراً، لافتاً إلى أن الحبة السوداء (حبة البركة) تأتي في المرتبة الأولى ضمن المساحات المزروعة يليها الكمون، نظراً للاستخدام المتنوع لهما في التوابل والمشروبات الساخنة وكذلك في المجال الطبي، علماً أن إنتاجية الدونم الواحد من الحبة السوداء أو الكمون تصل إلى نحو ١٢٠ كغ، والأسعار مرتفعة نوعاً ما، وبالنسبة لموعد زراعة المحصول الشتوي فهو يبدأ في مثل هذه الفترة وخاصة بعد الهطلات المطرية الغزيرة التي شهدتها مختلف أرجاء المحافظة، وتستمر لغاية شهر كانون الثاني المقبل، ويفضل زراعة تلك النباتات في التربة الخفيفة المفككة ذات المحتوى الجيد من المادة العضوية، كما يفضل رش التربة بمبيد بذور التريفلان قبل الزراعة، لتخفيف محتوى التربة من بذور الأعشاب، لكن ما يربك الفلاحين هو عدم توفر حصادات ودَرّاسات خاصة ومكنات غربلة للمحصول، حيث إن هذه العمليات تتم بشكل يدوي وتفرض أجور عمالة ترفع تكلفة الإنتاج.
بدوره الخبير الزراعي المهندس عمران السموري، أكد تزايد رغبة وإقبال الفلاحين على زراعة الكمون، لافتاً إلى ضرورة الأخذ بمجموعة من العوامل التي تساهم بنجاح زراعته، حيث ينبغي أن يكون معدل البذار من ٢.٥ إلى ٣ كغ للدونم، وموعد الزراعة عادة يمتد خلال الفترة من منتصف كانون الثاني إلى أول شباط، لكن يمكن التكيف مع موعد الزراعة حسب كمية الأمطار الهاطلة، ففي المناطق كثيرة الأمطار يفضل تأخير الزراعة حتى نهاية شهر شباط، وبالنسبة لنوع التربة يفضل اختيار الأرض التي لم تزرع بالكمون سابقاً أو على الأقل لمدة أربعة مواسم سابقة، وأن تكون الأرض غير مزروعة صيفاً، ومطلوب الحراثة العميقة صيفاً لتقليل مسببات الأمراض الفطرية، واختيار البذار من مصدر موثوق والتعقيم تعفيراً بمادة (التيبوكونازول أو التوبسين أو البافستين)، ورش مبيد مغلف البذور (التريفلان) خلال فترة متوقع هطل الأمطار فيها، وقبل الزراعه بنحو ١٥ يوماً كحد أدنى.
ووفق الخبير الزراعي، ينبغي إضافة سماد السوبر فوسفات خلال مرحلة التأسيس، والكبريت الزراعي تعفيراً مع البذار بمعدل كيلو واحد لكل 25 كغ كمون لتقليل الأمراض الفطرية، والرش الورقي قبيل مرحلة الإزهار بمثبتات العقد، مبيناً أن الهدف من جميع هذه المعاملات هو عدم إصابة نبات الكمون بالمرض الفطري الذي يترك أثاراً سلبية كبيرة ولا سيما شلل الكمون الناتج عن عفن الجذور.
تجدر الإشارة إلى أن زراعة هذه النباتات تشمل -غير حبة البركة والكمون- كلاُ من اليانسون والحلبة والشومر لكن بمساحات أقل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار