سنة حلوة ياشهيد
إدريس هاني
أملٌ يجري سكيبا
على خدود الثكالى..
مجرى دموعٍ حرّى
والطفولة باكية
من هول النّار..
حافية القدمين
ترسفُ فوق الأنقاض
هنا الموتى أسراب
هنا الجوعى بلا شبع
هنا العطاشى بلا ساقي
والأرض..
تلك الحُبلى بالرُّفات
من تحت أقدامهم تتأوّه
سيحتفل العالم مُكابرا
بميلاد جديد..
وميلادكم بين الأنقاض
وجع..
هنا النار حارقة
بلا هُدن ولا أنيس
في مهرجان الإبادة
زَهّرَ طوفانكم الأخير
جاوز تخوم الهزيمة
ويلكم من أوسلو
والحلم بالنصر سخين
+ + +
أكوام لحمٍ بالعراء
سيول دمٍ جارية
شبح مدينة
في حالة احتضار ..
الطفل الذي كان يركض هناك
ويلهو بالباحة أمس
أتذكر تلك الصُّوَر؟
أبواب الحارة مشرعة
وفي المدرسة، أتَذْكُر؟
مازال هناك سبورة سوداء
وطبشور أبيض
ودرس الجغرافيا والتّاريخ
والمُعلّم الطيب
صاحب الشوارب المذهلة
حين ينهي الدرس يقول:
نحن لا ندرس التاريخ
نحن الحكاية..
والتاريخ المفترى عليه
ندرس كيف تُسرق الأوطان..
وكيف تُستعاد من تحت الرميم..
يختلط درس المقاومة بالاجتماعيات
الأحياء هنا أقلية
وعند الانتخابات الآتية
سيفوز الشهداء
تشكو المدينة قلّة الماء والغربة
بين الفينة والأخرى
ومن هنا وهناك
يهتف حنظلة
نعم، مازال حنظلة حيّاً
أخبرني المُختار
حنظلة هنا وإلاّ..
من سيحرر الحكاية؟
+ + +
من يشعل شموع ميلاد
لطفلة فقدت دميتها
بين الأنقاض والرميم؟
لخديج يتهجّى الحياة
تحت صبيب النّار
أن تموتوا فداء الوطن
تلك وثيقة ناذرة
كالكبريت الأحمر
أنكم من تراب الأرض
جذمور ممتدّ عريق
أبعد من الأنفاق
إن كانوا يعلمون
كلّ عام ونحن ميّتون
وسنبقى ميتين
ما لم تحيَ فلسط…ين .