* راصد:
متأزمون “باعة الحظ” هذا الموسم.. حتى لو “زوغلوا” بأسعار صكوك الأحلام ورفعوها ثلاثة أضعاف..سنتعاطف معهم لأنهم في ورطة لفظية مباغتة لانشتهيها لعدوينا.
مليار..الجائزة الكبرى لليانصيب مليار ليرة.. يالها من قفزة تنعقد عندها الألسن غير المدربة على نطقها، فتخرج مريال وأحياناً مريار، وتلوينات بريئة لمفردة غليظة كانت يوماً محصورة التداول في غرف إعداد الموازنات العامة للدولة، وبين الخبراء الماليين والصحفيين الاقتصاديين الذين يتربصون بها نقداً وتحليلاً، فباتت تتراشقها ألسن باعة بسطاء يرطنون بها بتكلّف ..مشكلتهم أنهم مضطرون لتكرارها بصوت عالٍ، بما أنها العنوان الجاذب لزبائن بطاقات الأحلام، وكلمة مفتاحية لتسويق أهم “حدث إستراتيجي” بنظرهم، سيستهل به السوريون عامهم الجديد.
شوارعنا اليوم ميدان ابتكار ألقاب جديدة لرقم الألف مليون، نكاية بمليار الفرنسيين و “بليون” الإنكليز.. كان لنا “مريالنا” نحن وليس سوانا، وليستعد “جماعة إكسفورد” لاستقبال مصطلح جديد وافد إلى قاموسهم من الشرق هذه المرة.
يحكى أن رجلاً يتأتئ ويتعثّر بلفظ بعض الأحرف الصعبة، بادر لإخطار الشرطة بوجود جثة مجهولة، وأخفق بعد عدة اتصالات بلفظ اسم الشارع بشكل مفهوم..وكان الحل بأن نقل الجثة إلى شارع آخر وعاود الاتصال وأنجز المهمة بنجاح.
لا نظن إن لدى باعة حظوظنا خيار لحل مشابه، لكن يكفيهم التلويح بدفاتر البطاقات، بما أن “اللبيب من الإشارة يفهم”.. وأغلب الظن لولا إغراء أسعار وعلاوات سوق بطاقات اليانصيب السوداء، لهجروا مهنتهم ..و”الرزق على الله”..
بالمناسبة.. لديّ أنا شخصياً استفسار ملحّ، بخصوص بطاقة يانصيب وردتني كهديّة، ومتيقن من أن “المريال” ستكون من نصيبي..رابح يعني رابح ..هل ستخضع الجائزة لإجراءات الدفع الالكتروني الملزمة، بما أنني سأقبض بعد بداية العام 2024 ؟؟
وإذ لم أتمكن من استلامها “كاش” وأودعوها في حسابي المصرفي..هل سأخضع لمحددات سقف السحب.. المتبدلة بين كذا…. مليون ليرة في اليوم..؟؟
ولمدة كم شهر ينبغي عليّ أن أراجع البنك لأسحب كامل استحقاقي.. و لاتنسوا إسقاط يومي العطلة كل أسبوع من الحساب..؟؟
إذا “الشغلة” كتير معقدة..خلونا نغض نظر عن الموضوع هذا العام.. لست قلقاً بما أن حظّي نار و”الجايات أكتر من الرايحات”، ومن يدري لعل “مريال” اليوم ستكون اثنين في سحب 2025..وكل عام وأنتم “بمريال” خير.