بعد انكسار حدّة أسعارها.. البطاطا تعود لتتصدر موائد الأسر من جديد
درعا – وليد الزعبي:
أخذت تشهد أسواق الخضار معروضاً وفيراً من البطاطا، توازياً مع ازدياد وتيرة حصاد المحصول في موسمه للعروة الخريفية، حيث ساهم ذلك في انخفاض الأسعار من حوالي ٧٥٠٠ ليرة للكيلو الواحد بالمفرق إلى ما بين ٣٥٠٠ و٤٠٠٠ ليرة حسب الجودة.
وأشار عدد من أرباب الأسر إلى أنه تم تقليل شراء البطاطا بشكل شبه كامل عندما ارتفع سعرها لما فوق ٧ آلاف ليرة، حيث كان المطروح هو كميات من المخزون في وحدات الخزن والتبريد، وغير السعر المرتفع لم تكن تلك البطاطا مرغوبة، لأن الكميات المخزنة منها تصبح غير ملائمة للقلي، ومعروف أن البطاطا المقلية هي أكثر وجبة محببة لدى الأبناء، لكن بعضهم أشار إلى أن أغلب المطروح من البطاطا مكسوّ بالوحول، وهي تزيد من الوزن بلا طائل ومربكة لربات المنازل لدى تنظيفها قبل تقشيرها وطهوها، وأملوا من المزارعين أن يعملوا على تنظيفها، كما يفعلون بمحاصيل أخرى مثل الجزر والفجل.
وبالنظر إلى أسعار البطاطا الخريفية الحالية بالمقارنة مع الموسم الفائت، يلاحظ أنها ارتفعت بنحو ثلاثة أضعاف، حيث لم تكن في الموسم الماضي تتجاوز لأحسن الأصناف ١٥٠٠ ليرة للكيلو، ويعيد الفلاحون السبب إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، وخاصة المحروقات اللازمة لعمليات الفلاحة والحصاد والري، وكذلك الأسمدة وأجور العمالة والنقل، وعبّر عدد منهم عن أمله في أن تبقى الأسعار مقبولة تحقق لهم ريعية مناسبة، لأنه مع ازدياد طرح المادة في الأسواق قد تنخفض أسعارها إلى حدود التكلفة أو أقل، علماً أن وحدات الخزن والتبريد لم تعد تستجرّ كميات مقبولة من الإنتاج في ظل غياب الكهرباء شبه الكامل، وارتفاع تكاليف تشغيلها بالوقود.
مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش، أشار إلى أن محصول البطاطا يتميز في المحافظة بجودته بشكل عام، لكون الفلاحين يجيدون العمليات الزراعية الخاصة به، وتقدم لهم المشورة من الفنيين في الوحدات الإرشادية التابعة للمديرية حول رعاية المحصول وكيفية تدارك بعض الأمراض أو المشكلات في حال حدوثها، وبيّن أن تكاليف البطاطا الخريفية أقل من البطاطا الربيعية، لأن بذورها محلية، وهي عبارة عن الحبة الصغيرة التي يعزلها الفلاح من إنتاج البطاطا الربيعية، في حين إن الأخيرة تعتمد على البذار المستورد وهي بأثمان مرتفعة.
من جهته، ذكر المهندس وائل الأحمد رئيس دائرة الإنتاج النباتي في المديرية، أن المساحة المخططة لمحصول البطاطا الخريفية بلغت ٨٤٠ هكتاراً، بينما المنفذ فعلياً فاق ضعفها، حيث وصل إلى ١٩٥٠ هكتاراً، أي بنسبة تتفيذ ٢٣٢٪ من المخطط، وتبلغ الكميات المقدر إنتاجها حوالي ٣٩ ألف طن، وبدأ جني المحصول منذ أواخر شهر تشرين الثاني ويستمر للفترة ما بين نهاية شهر كانون الثاني وبداية شباط من العام القادم، وذلك حسب الظروف الجوية والأسعار وموعد بدء الزراعة، مع العلم أن الإنتاج للموسم الحالي يزيد على الموسم الفائت الذي بلغت كميته نحو ٢٥ ألف طن.
ولجهة محصول البطاطا للعروة الربيعية للموسم القادم، التي تبدأ زراعتها في ١٠ شباط ولغاية ١٥ آذار القادمين، بيّن الأحمد أن المساحة المخططة منه تبلغ ٢٢٧٦ هكتاراً، وتتميز هذه العروة بزراعة البذار المستورد ذي الإنتاجية العالية، وأهم أصنافه” السبونتا والفابيلا والمونتريال والسنرجي والإيفرست” .