إصابات بأمراض تنفسية في اللاذقية.. و”الصحة” تؤكد: طبيعية لكن لا بد من المسحة المخبرية
اللاذقية- يوسف علي:
لوحظ في الفترة الأخيرة تسجيل عدة إصابات بالأمراض التنفسية ولجوء المرضى إلى شراء المسكنات التي تحتوي الباراسيتامول والصادات الحيوية من الصيدليات من دون استشارة الطبيب، إذ أكد عدد من المرضى الذين التقتهم “تشرين” في صيدليات أنهم يعانون من الزكام أو الرشح، وهو غير خطر وتمكن معالجته بالمسكنات، من دون الحاجة للذهاب إلى الطبيب.
بدوره، بيّن رئيس شعبة الأمراض السارية والمزمنة في مديرية صحة اللاذقية الدكتور مصطفى صالح لـ”تشرين” أنه في فصل الشتاء تزداد حالات الإصابة بالأمراض الفيروسية التنفسية كالإنفلونزا أو الكورونا، وأضاف: ما نلاحظه خلال هذه الفترة هو شيء طبيعي، ولا يمكن الحكم على الحالة المرضية من الأعراض السريرية على أنها إنفلونزا أو كورونا لأنها متشابهة سريرياً، ولذلك لا بد من إجراء المسحة المخبرية.
وبالنسبة لاستعدادات مديرية الصحة، أشار صالح إلى أن المشافي الحكومية في الخدمة على مدار 24 ساعة لاستقبال جميع الحالات، وخاصة أقسام الإسعاف والعناية المشددة وغرف العزل مع توفير المستلزمات والأدوية العلاجية والوقائية وأساليب الوقاية الفردية للعاملين الصحيين وكذلك
الترصد المستمر والإبلاغ عن الحالات، بالإضافة للتخلص الفني المستمر من النفايات الطبية، والتعاون المستمر مع الجهات الحكومية كافة.
وحذر من الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية التي قد يكون لها مفعول عكسي من خلال إضعاف المناعة، مشدداً على أن العلاج الدوائي حصراً يجب أن يكون عبر طبيب مختص.
وحسب صالح، الفيروسات الأكثر انتشاراً في هذه الفترة من السنة هي: الإنفلونزا، الفيروس المخلوي التنفسي، فيروس كورونا، الفيروسات الغدية، الالتهابات الرئوية، التهاب الجيوب، موضحاً أن أبرز الأعراض المشتركة للأمراض الأكثر انتشاراً في هذه الفترة هي: الحمى، الصداع، السعال الجاف، الوهن العام، انسداد واحتقان الأنف، بحة الصوت.
وشرح صالح بأن عوامل متعددة تساهم في الإصابة بهذه الأمراض، مدللاً بإغلاق النوافذ والأبواب في فصل الشتاء لمنع دخول الهواء البارد، حيث يساهم بارتفاع فرصة انتقال الفيروس بين الأشخاص، وهو ما ينطبق أيضاً على وسائل النقل العام، إضافة للهواء الجاف في فصل الشتاء ما يؤدي إلى بطء إنتاج المادة المخاطية في الأنف والمسالك الهوائية بشكل عام ما يسهل من دخول الفيروس إلى الجسم، وقدرة الخلايا المناعية على بلعمة الأجسام الممرضة تنخفض في الشتاء، ناهيك بنشاط الفيروسات وقدرتها على تخطي جدار الخلايا الذي يرتفع في فصل الشتاء.
وللوقاية، أكد صالح على ضرورة الحرص على تهوية المنزل بشكل جيد، واتباع آداب السعال والعطاس الصحيحة، وارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد المكاني، وغسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر خلال اليوم، والراحة في المنزل بحال تشخيص الإصابة بالمرض، ومراجعة الطبيب في حال اشتداد ظهور الأعراض التي تدل على الإصابة بالمرض، إضافة إلى تناول غذاء صحي غني بالفيتامينات خاصة فيتامين C، والإكثار من شرب السوائل الدافئة وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية.
وشدد صالح على حرص وزارة الصحة على اتخاذ وتنفيذ كل الإجراءات الوقائية والاحترازية في حال أي تغير بالمنحنى الوبائي لأي مرض كان، وزيادة الاستعدادات لتعزيز الاستجابة لأي مستجدات صحية مرتبطة بالأمراض السارية، إضافة لمتابعة كل المستجدات والتطورات التي تتعلق بالترصد والتقصي الوبائي والتصدي لمكافحة الأمراض السارية وتطوراتها عالمياً.
اختصاصي بالأمراض الداخلية وصحة الطفل الدكتور منير ريا بيّن أن أعراض الحالات التي ترد إليه تتمثل بارتفاع الحرارة وآلام عضلية وصداع وسعال واحتقان شديد بالبلعوم ووهن عام ولا إصابة رئوية، وحسب ريا تسمى هذه الحالة المنتشرة حالياً بشكل نسبي بالتهاب بلعوم فيروسي.
ولفت ريا إلى أن العدوى تنتشر بالرذاذ الناتج عن السعال فقط ولا ينتشر بالملامسة ولا بالطعام ولا بالشراب، وأضاف: يتمثل العلاج بتناول خافضات الحرارة (باراسيتامول) وفق إرشادات الطبيب إلى جانب الغرغرة بالماء المالح وتناول السوائل الساخنة والباردة، وتغذية متوازنة بعيداً عن تناول السكريات.