“حلويات للفقراء والدراويش” غير صحية في الأسواق
تشرين- حسام قره باش:
تتابع “تشرين” تركيزها على مواضيع الغش الملحوظ في بعض المواد الغذائية بالأسواق، وطالما نحن اليوم في فترة أعياد فسيزيد الطلب على الحلويات بكافة أشكالها والتي تفيض الأسواق بها بأسعار متفاوتة لا يقدر المواطن ذو الدخل المحدود على مجاراتها، ما يضطره للهروب من لهيب أسعارها المرتفعة، فيبحث عن الأرخص الذي يتناسب مع قدرته الشرائية مهما كانت جودته.
مديرية حماية المستهلك: دورياتنا ستتابعها للتأكد من سلامتها
طبعاً هذا المواطن لن يقترب من الحلويات الفاخرة جداً، غالية الثمن التي يصل سعر الكيلوغرام منها إلى 500 ألف ليرة، ولا حتى حلويات النوع الأول بسعر 400 ألف ليرة للكيلو غرام الواحد.
بل سيذهب المواطن إلى الحلويات “المقلدة” المشاهدة بكثرة اليوم في بعض أسواق دمشق التي تباع على بسطات وأمام المحلات بسعر 40 ألف ليرة للكيلو الواحد.
وحول الفارق السعري الواسع لهذه الأنواع من الحلويات يكشف أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة لـ” تشرين “حقيقة الحلويات المقلدة الخاصة بالفقراء والدراويش، كما يقول العامة بأن هذه الأصناف المباعة بأسعار منخفضة في الأسواق تستعمل فيها مواد أقل جودة كالسمن المهدرج أو بعض أنواع الزيوت كزيت النخيل إضافة إلى أن الحشوات الداخلة فيها المضاف لها البازلاء أو فستق العبيد المصبوغ باللون الأخضر، عدا عن أنها لا تكون (ناشفة) بل (معجنَّة)، وهذا دليل على ارتفاع نسبة الرطوبة فيها والقطر الصناعي بديل السكر وهذا كله غير صحي بالمطلق ويلجأ إليه المواطن تحت ضغط الحاجة وخاصة في المناسبات حسب قوله.
ورأى أن كل أنواع الحلويات المتوافرة في الأسواق حتى الفاخرة منها فيها غش، وهذا واقع سيئ كما وصفه، مضيفاً أن التكلفة الأساسية للحلويات تكمن في الحشوة والسمنة الحيوانية المرتفعة الثمن التي يخشى من خلطها بالسمن المهدرج الرخيص أو المنكهة بالسمن العربي، وكذلك الأمر في الحشوة التي تستعمل فيها أنواع متعددة من الفستق الحلبي التي بينها فوارق سعرية واضحة حسب نوعها ومصدرها إضافة لكمية الحشوة ونسب الرطوبة والقطر فيها، والتي يسميها أصحاب المهنة حلويات نوع أول وصل سعر الكيلو الواحد من 300 إلى 400 ألف ليرة.
حبزة: كل أنواع الحلويات المتوافرة في الأسواق حتى الفاخرة منها فيها غش
وذكر أيضاً حلويات النواشف كـ(الغريبة والبرازق والمعمول) المستعملة فيها السمون النباتية وليست الحيوانية وسعر الكيلو منها 75 ألف ليرة.
وقال: يلاحظ الغش أيضاً في حلويات القشطة المصنَّعة من نشاء مطبوخ والحليب البودرة والسميد والزيوت المهدرجة ويكون مادة القطر مرتفعاً فيها جداً، مبيناً الغش أيضاً بالتلاعب في وزن العبوات القائم والصافي والذي يكون كبيراً أحياناً.
مدير حماية المستهلك في دمشق محمد ماهر بيضة أكد في تصريحه لـ” تشرين” أن الموضوع يحتاج لمتابعة ودراسة أولاً ثم سحب عينات من قبل دوريات حماية المستهلك وتحليلها وبناء عليه يتم التأكد من هذه الحلويات المطروحة في الأسواق إن كانت مخالفة أم لا، حتى وإن كان سعرها أرخص من غيرها لأنه لا ينبغي الاكتفاء بآراء وتحليلات للبعض بأنها مغشوشة بل يكون وفقاً لتبيان علمي ومنطقي مبني على نتائج ملموسة.
واعتبر الكلام عن هذه الأنواع من الحلويات في الأسواق بمثابة شكوى وإخبارية ولن يحكم عليها مسبقاً بالعين المجردة إن كان فيها غش أو خلافه إلا بعد فحص العينات وتحليلها مخبرياً وهو الذي يوضح المواد الدسمة الداخلة فيها ونوعها والمواد إن كانت مصبوغة أم لا.
وقال: في فترة الأعياد دورياتنا منتشرة وتتابع كل المواد الغذائية المطروحة إن كان فيها أصبغة أو ملونات أو زيوت غير مسموحة وأغذية الأطفال وكل ما له علاقة بالصحة العامة وستعمل الدوريات على مدار الساعة دون توقف خلال العطلة كلها وأي مادة يشك في سلامتها وأثرها على المستهلك يسحب منها عينات فوراً وتحلل مخبرياً وتنظم الضبوط أصولاً وتصادر في حال كانت مخالفة.