حفاظاً على الثروة الحراجية وتجنباً لانجرافات التربة.. السماح باستيراد 10 آلاف طن من أحطاب التدفئة بشروط
دمشق- رشا عيسى:
أكد المدير العام للحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور علي ثابت في تصريح خاص لـ( تشرين) أن موافقة رئاسة مجلس الوزراء على استيراد 10 آلاف طن من أحطاب التدفئة جاء بعد ملاحظة الحجم الكبير للتعديات على الثروة الحراجية بالتزامن مع وجود مقترح للسماح باستيراد الفحم الطبيعي والمصنع.
وأرجع ثابت أهداف القرار لعدة نقاط أساسية منها تخفيف الاستنزاف الحاصل على الحراج، وحمايتها بالدرجة الأولى، وإيجاد مصدر بديل للأحطاب المستخدمة لغرض التدفئة وفق شروط معينة، أبرزها أن يكون قطر الأحطاب أقل من 7 سم ومنزوعة القلف، وذلك للتخفيف من احتمالية وجود الأمراض، لأن القشرة الخارجية تصاب وتنقل الأمراض، موضحاً أن منزوعة القلف تعني أنه يتم نزع القشرة الخارجية للجذع، ويبقى فقط الخشب من دون القشرة.
وجدد ثابت التأكيد على خطورة الاستمرار بالاحتطاب الجائر وغير المدروس لما له من انعكاسات خطيرة مباشرة وغير مباشرة في آن معاً سواء على التربة وعلى المناخ بشكل عام وسط تغيرات مناخية تعصب بالمنطقة والعالم عموماً.
وأمل أن يتحقق الهدف الأساسي من القرار وهو في تخفيض التعديات على الغابات الحراجية والتي سيكلفنا استمرار استنزافها فاتورة بيئية كبيرة جدا تتجاوز فاتورة الاستيراد، إضافة إلى الخطورة الكارثية لحجم القطعيات التي تحدث والتي لن تظهر آثارها بشكل لحظي بل لاحقاً، لأن القطع الجائر وفقدان الغطاء النباتي سيؤثر مباشرة على المناطق المجاورة للحراج، ولاحظنا انجراف التربة ووجود مناطق تركها سكانها بعد حدوث انجراف في التربة وفقدان الغطاء النباتي .
وتكمن خطورة الاستمرار بالتعديات وفقاً لشرح ثابت بعدة محاور، أولها الانجرافات التي تحدث سواء للتربة و أيضاً الانجرافات الصخرية التي سجل حدوث قسم منها في مدخل دمشق الشمالي مؤخراً، وثانيها فقدان الغطاء النباتي، ما يعني فقدان تلطيف الجو، وزيادة التلوث سواء من الغبار أو من الغازات السامة بالنسبة للأوكسجين وامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون، ما يعني أن الآثار السلبية سيكون لها أثر غير مباشر نلاحظه من خلال ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض الهطلات المطرية وتفاوت التوزع المطري الذي يتركز في فترات قصيرة.
الوضع الحالي كما يراه ثابت يشكل تحدياً كبيراً لأن أجزاء من الأرض عارية لا تحتوي غطاء نباتياً يخفف من هذه الصدمة ما يؤهب تماماً للمزيد من الانجرافات للتربة والانجرافات الصخرية أيضاً، فضلاً عن خسارة الصفة الجمالية مع خسارة الغطاء النباتي الذي يحقق هذه الصفة وفقدانها يترك أثراً مؤذياً للعين.
ثابت: استنزاف الحراج سبب الانجرافات التي تحدث سواء للتربة أو الانجرافات الصخرية التي سجل حدوث قسم منها في مدخل دمشق الشمالي مؤخراً
وأوضح ثابت أنه للمرة الأولى من عام 2010 حتى تاريخه يتم استيراد الأحطاب بغرض التدفئة لأنه قبل الأزمة والحرب الإرهابية لم يسجل ضغطاً في موضوع المحروقات التي كانت متوافرة وتغطي الاحتياجات المنزلية من التدفئة، وبالتالي استخدام الأحطاب كان محدوداً وخاصاً بالاستخدام لأغراض شخصية، أما حالياً فتتم المتاجرة فيه بشكل حقيقي وتحقيق أرباح كبيرة من الأحطاب والفحم والذي كان مصدره الأساسي حراج الدولة، لافتاً إلى أنه سابقاً كان يتم استيراد الفحم المصنع في فترة من الفترات.
وقال ثابت: إن السبب الرئيسي المسجل حالياً لهذا الاحتطاب الجائر هو للحصول على أحطاب وتحويلها إلى فحم، وخاصة فحم للنرجيلة التي تسجل انتشاراً كبيراً في الأوساط المحلية ، ومن هنا كانت نقطة انطلاق الفكرة لتوفير هذه المادة في الأسواق.
وحول جهات الاستيراد، بيّن ثابت أن هذا الأمر خاص بجهات أخرى غير وزارة الزراعة، متمنياً أن تكون العملية منضبطة ومنتظمة، وتحقق الهدف الأساسي منها، وهو تأمين الأحطاب للاستخدام المنزلي، وتخفيف الضغط الحاصل من التعديات على الحراج.
وكان رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس وافق على توصية اللجنة الاقتصادية بتأييد مقترح وزارة الزراعة بالسماح باستيراد كمية 10 آلاف طن من أحطاب التدفئة الجافة منزوعة القلف شريطة التأكد من خلوها من الآفات الحجرية، وتكليف وزارات الاقتصاد والتجارة الخارجية والمالية (مديرية الجمارك العامة) ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، ومصرف سورية المركزي للتنسيق المشترك لتحديد البند الجمركي الذي سيتم استيراد الأحطاب أعلاه عليه، ووضع الآلية اللازمة لذلك تمهيداً لإصدار القرار اللازم.