تصل إلى 100 ألف ليرة في الأسبوع.. أهالٍ يضطرون لاستئجار مولدات كهربائية تزامناً مع اقتراب الامتحانات النصفية
دمشق – دينا عبد:
تفاقمت أزمة انقطاع التيار الكهربائي لتصل في بعض المناطق إلى أكثر من 12 ساعة متواصلة يومياً، الأمر الذي زاد من قلق واضطراب الطلاب لعدم قدرتهم على الدراسة ومراجعة دروسهم.
وحسب فتون الطالبة في الصف الثالث الإعدادي فإن الإضاءة باتت خافتة وجميع البطاريات لا تشحن، نظراً لعدم مجيء الكهرباء سوى ساعة واحدة، وهذه المدة غير كافية لشحن بطاريات وشواحن وهواتف نقالة وغير ذلك.
مجبر أخاك
لم تجد السيدة وصال وهي أم لثلاثة أبناء في مراحل دراسية مختلفة حلاً إلا أن تستأجر مولدة كهربائية كي يدرس أولادها خلال فترة الامتحان، وتشير إلى أنها اضطرت لاستئجار مولدة صغيرة بمئة ألف ليرة لمدة أسبوع؛ لإنارة غرف أولادها (إضاءة فقط)، نظراً لعدم توفر الكهرباء، وتالياً لأن البطاريات يلزمها ساعات أطول كي تشحن، فالكهرباء تغيب لمدة ١٠ ساعات وأكثر بعدها تعود لمدة ساعة واحدة فقط وضمن هذه الساعة تجري الصيانة والإصلاحات، الأمر الذي يؤدي إلى وصلها وقطعها مرات عديدة بحجة الأعطال.
نداء
بدورها هناء ( ثانوية عامة) كتبت عبر صفحتها الشخصية نداء إلى وزارة الكهرباء طلبت منهم أن يأتوا بالكهرباء مساءً لمدة ثلاث ساعات فقط حتى تتمكن من الدراسة ليلاً، ففي الصباح لا تحتاج إنارة لأنها تدرس بالقرب من نافذة غرفتها، أما مساءً فالوضع غير مقبول نهائياً.
النوم وقت التقنين
عبير ( ثانوية عامة) وجدت الحل.. فقد قررت أن تتبع أسلوب الدراسة نهاراً لمدة خمس ساعات متواصلة، وأن تنام عند قطع الكهرباء وهكذا دواليك..
مرشدة تربوية: انقطاع التيار الكهربائي يؤثر سلباً في مستوى التحصيل الدراسي
بدوره باسل علي ( مدرس فيزياء) بين أن معظم الطلاب عادوا إلى أساليب الإنارة القديمة مثل ضوء ( اللوكس) الذي يعمل على الغاز، وهم يضطرون إلى تعبئته بالكيلو وسعر الكيلو الواحد ٣٥-٤٠ ألف ليرة و( لمبة الكاز) و( الشموع) وغير ذلك، نظراً لانقطاع الكهرباء لساعات تتجاوز العشر، فلا مفر أمامهم والامتحانات باتت قاب قوسين أو أدنى.
يؤثر سلباً
المرشدة الاجتماعية والنفسية صبا حميشة بينت أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر سلباً في مستوى التحصيل الدراسي، نظراً لعدم توفر الإضاءة الكافية، إضافة إلى شعور الطالب بالاكتئاب، فالدراسة أصبحت مرهونة بوقت مجيء التيار الكهربائي، والأهالي يشكون التأخر الدراسي لدى أبنائهم بسبب انقطاع الكهرباء، لذلك، وحسب حميشة، فإن الحل يكمن في بقاء الأهل بجانب أبنائهم وقت انقطاع الكهرباء ومراجعة الدروس ولو كان ذلك على أضواء خافتة، وتوفير بيئة تشجيعية للدراسة ووضع برنامج يومي يتوافق مع مواعيد انقطاع ومجيء الكهرباء.
الأكثر تأثراً
بدوره خبير التنمية البشرية محمد خير لبابيدي يرى أن الكهرباء شريان حياة، والمجتمع النشط الفعال عماده وجود الكهرباء وتأمينها بيسر وسهولة وبأسعار اقتصادية، وعندما تصبح الكهرباء شيئاً تغلب الندرة والصعوبة والغلاء على وجوده تتعطل عجلة الحياة فيه وتسوده القلة والبطالة والكآبة المصاحبة للظلام الذي يسود حينئذ.
ولعل من أهم الشرائح المجتمعية التي تتأثر بانعدام الكهرباء هي شريحة الطلاب الذين للأسف انصرف جزء كبير من اهتمامهم بدراستهم ومذاكرتهم إلى ملاحقة الكهرباء ومحاولة تأمينها، وهذه مشكلة كبيرة، فالطالب حتى يدرس وينجح ويعطي لابد من أن تؤمن له الضروريات وأهمها الكهرباء.
وهنا لابد من أن نذكر أن مأساة الطاقة الكهربائية مضاعفة على طلابنا، فهي من جانب قليلة ونادرة، ومن جانب آخر ليس لها مواعيد ثابتة للوصل والفصل، وهذا ما يجعل الطالب غير قادر على الاستفادة منها وقت مجيئها.
خبير تنمية بشرية: من الضروري الاعتماد على الدراسة النهارية وخاصة في المكتبات والأماكن المزودة بالكهرباء وبأجور رمزية
وأضاف: لذا فإننا نطالب الجهات المسؤولة بتحسين الواقع الكهربائي والتقليل ما أمكن من التقنين، وخاصة في أوقات الامتحانات، والتقيد بشكل كامل ببرنامج تقنين مقبول هذا من جهة الجهات المسؤولة، أما من جهة أبنائنا الطلبة فإننا ننصح بالتأقلم مع هذه الحالة الصعبة والاعتماد على الدراسة النهارية ما أمكن مع إمكانية ارتياد المكتبات وبعض الأماكن المخصصة للدراسة والمزودة بالكهرباء وبأجور رمزية.
ونوه خبير التنمية البشرية بدور الأسرة في مساعدة أبنائها الطلبة، والتوفير في استهلاك مصادر الطاقة المتوفرة ما أمكن لتأمينها للطلاب ولاسيما وقت الامتحانات.
يذكر أن وزارة التربية تستعد مع نهاية الأسبوع القادم لبدء طلابها وتلاميذها في الحلقة الأولى والثانية والتعليم الثانوي بتقديم امتحانات الفصل الدراسي الأول في جميع مدارسها العامة والخاصة والمستولى عليها، حيث تبدأ في ٤ كانون الثاني وتستمر لمدة أسبوع واحد.