اختصاصي يشخّص السبب رقم واحد لمعظم الأمراض العضوية لنا كبشر.. ونصائح دسمة حيث «كانت النصيحة بجمل»

تشرين- إلهام عثمان:
كشف رئيس جمعية الباحثيين في علوم التغذية والعلاج الطبيعي في سورية د.هيثم زوباري” أنّه حتى يكون المستوى مثالي لحمضية الدم في الجسم، يجب أن يكون هناك توازن صحيح لحمضية الدم Ph، حيث يجب أن “يميل إلى القلوية أكثر” فتكون درجة حمضية الدم ما بين 7.35 و 7.45، وكي نحافظ على التوازن الحمضي والقلوي في الجسم، وهذا يعني أنه يجب تنظيم تركيز أيون الهيدروجين في سوائل الجسم.
كما أوضح زوباري خلال تصريحه لـ”تشرين” أنه لكي تكون الصحة جيدة يجب أن يكون هنالك توازن بين الحمضي والقلوي، وغالباً ما يطلق على الوسط القلوي (قاعدي)، حيث أنّ مقياس درجة الحموضة Ph في الدم تكون من 0-14، فكلما انخفض وكان أقرب لـ 0 يكون الوسط أكثرحمضية، وكلما ارتفع واقترب لـ 14 فهو أكثر قلوية، أمّا درجة حموضة المعدة 1، والماء 7 وهو (محايد) قياساً مع ماء البحر 8.5، وأمّا بيكربونات الصودا تكون 12.

المفاهيم الخاطئة
تصنف الأطعمة بأنّها حمضية أو قلوية تبعاً لتأثيرها في الجسم هذا ما أكدّه زوباري، فالمواد الغذائية المكونة من الحمض تؤثر في أيون الهيدروجين بالجسم فيكون حمضياً أكثر، أمّا المواد الغذائية قلوية التكوين”تزيل” أيونات الهيدروجين من الجسم، مما يجعله أكثر قاعدية، والاعتقاد الخاطئ الشائع بين الناس، هو أنّ الأغذية التي يكون مذاقها حامض فهي حامضية في Ph ، فالليمون مثلاً مذاقه حامض لكنه ليس حمضياً، فتركيبته قلوية لأنه يعمل على إزالة أيونات الهيدروجين من الجسم، وبالتالي تنخفض نسبة الحموضة في الجسم، وليس شرطاً أنه كلما كان مذاقه حامض فهو حمضي، فالأطعمة يستند تأثيرها في الجسم إمّا قلوياً أو حامضياً بعد عملية الهضم.

زيادة الوزن
يتمتع دم الإنسان بوسط قلوي خفيف(7.3 – 7.4) وتعدّ المحافظة على هذا المدى الضيق من أهم الوظائف الحيوية للجسم، إذ أنّ أيّ خلل في هذا التوازن يمكن أن تصحبه اضطرابات قد تصل إلى حدّ الخطورة أحياناً، ومن هذا المنظور والكلام لزوباري، ينبغي أن يحوي الغذاء في تركيبه على 80% من الأغذية القلوية و20% من الأغذية الحمضية.

يقوم الجسم بتحويل الحمضية الزائدة فيه إلى دهون وشحوم تتراكم في أجزاء مختلفة من الجسم

ولفت إلى أنّ اللحوم بأنواعها كافة تشكّل غذاءً حمضياً أمّا الليمون بدايةً يكون حمضياً، و لكن بعد دخوله إلى الجسم يتحول إلى قلوي، وفيما يخصّ السكر الأبيض ينصح باستبداله بالسكر البني، وأمّا الخضروات والفواكه الطازجة تشكل غذاءً قلوياً رائعاً تفيد الجسم حسب رأيه.
ويعود ليوضح لنا زوباري أنّه في حال ركّز الأشخاص على الأكل الحمضي، فإنّ نسبة الحموضة تزيد في الجسم، وكي يحاول الجسم التخلص من الحمضية الزائدة فيه، يقوم بتحويلها لدهون وشحوم تتراكم في أجزاء مختلفة من الجسم.

القلوية المرتفعة
ويوضح زوباري أنّه إذا كانت نسبة القلوية عالية في جسم الإنسان، فإنّ ذلك يعطيه شعور بالطاقة في جسمه، وروح معنوية مرتفعة، مناعته أعلى والتقاطه للعدوى أقل، ويكون الذهن نشيطاً وأكثر تركيزاً، وذاكرته أقوى، ويكون تأثير الأزمات النفسية فيه أقل من الجسم الحمضي.

إذا كانت نسبة القلوية عالية فإنّ ذلك يعطي شعوراً بالطّاقة وروحاً معنوية مرتفعة ومناعة جيدة

أمّا في حال إذا كانت الحمضية عالية في الجسم، فذلك يعود إلى العادات الغذائية اليومية الخاصة بنا وفق رأيه، بالإضافة إلى العادات اليومية البعيدة عن الغذاء مثل قلة حركة الجسم، وعدم استنشاق الأوكسجين، والخروج إلى الأماكن المفتوحة الصحية لفترات طويلة، وبالتالي يشعر الشخص بتعب دائم، واكتئاب وحزن، كما أنّها السبب الرئيس والأول لمرض السرطان المنتشرة.

حل للتخلص من البدانة
“تشرين” سألت زوباري: أصحاب الأجسام الحمضية فهم غالباً أشخاص بدناء، ما هو الحل؟
فيجيب بأنّ الحل يكون بتغيير العادات الغذائية والنظام الغذائي كله، وهذا القرار يجب أن يكون دائماً وليس مؤقتاً، كما أنّ الطّاقة في الجسم هي المسؤولة عن حرق السعرات الحرارية للأغذية، وهي المسؤولة عن عملية الهضم، لذلك يجب تغيير العادات الغذائية والميل إلى الأطعمة القلوية أكثر.
ويشدد على أنّ المحافظة على طاقة الجسم مهمة، وتكون من خلال خطوات مهمة، أولها عدم الإكثار من أكل اللحوم، فيكفي مرة واحدة في الأسبوع على الأكثر، والنوم لمدة 8 ساعات يومياً، وممارسة الرياضة بشكل يومي إن أمكن في الهواء الطلق من أجل استنشاق الأوكسجين، والمحافظة على الهدوء النفسي، وعدم الأكل بعد السادسة مساءً، والاستعاضة والاكتفاء بالفواكه والخضروات أو بكأس من اللبن الرائب، والإكثار من شرب المياه يومياً.

علاج الحموضة بالأعشاب

وعن إمكانية العلاج بالأعشاب كبديل عن الأدوية الكيماوية، أكدّ زوباري أنّ في الطّب البديل هناك أعشاب عدة لعلاج الحموضة مثل “الريحان”: فإذا كانت الحموضة بسبب سوء الهضم فيمكن استخدامه، فهو من أفضل المكونات التي تساعد في علاج سوء الهضم، وحذّر من استخدام النعناع لكونه يؤدي إلى ارتخاء صمامات المعدة، ما يؤثر في حالة الحموضة لدى المريض، لذا يُفضّل الريحان على النعناع وفق منظوره، لأنه لا يحوي على المينتول، كما يساعد على ارتخاء عضلات المعدة وتقليل الإحساس بالحموضة، حيث نضع القليل من أوراق الريحان في المياه الساخنة، ثم نغلي الأوراق مع المياه لمدة 5 دقائق، ونتناول شاي الريحان مع العسل بعد كل وجبة.
أمّا “جوز الهند” فيعدّ –وفق زوباري- من المشروبات المتعادلة التي تحوي على التوازن الطبيعي بين الأحماض والقلويات كما في دمائنا، وهو من المشروبات السحرية التي تحسن الحالة الصحية، ومن ضمنها التخلص من الحموضة، حيث يقوم جوز الهند بالتفاعل مع الأحماض في المعدة لتجد مفعوله السحري بدأ على الفور، مما يعطي شعور بالراحة، فهو يحوي على العديد من المعادن مثل البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والفوسفور والحديد والنحاس والكبريت وفيتامين “ب “بأنواعه وكمية صغيرة من البروتين، وعن استخدام جوز الهند لعلاج الحموضة، يمكن تناول جوز الهند من 3-4 مرات يومياً، وتناول كوب من جوز الهند مرة في الصباح حتى وإن لم يشعر المريض بالحموضة، فهي تعمل كواقٍ منها أيضاً.
أمّا العلاج الطّبيعي والثّالث فهو”عصير الليمون”، لأنّه من المعادلات الطبيعية، ويحوي على حمض الستريك، والذي يساعد على تغير بيئة الأحماض في المعدة إلى القلويات، مما يساعد على التخلص من الحموضة.
وعن سؤال “تشرين” كيف يمكن لأحد الأحماض كالليمون أن يخلص المريض من الحموضة، والتي تسببها الأحماض في المعدة، فيؤكد زوباري أنّه بمجرد دخول الليمون إلى المعدة تتم معادلته لفصل المعادن التي يحويها، وبالتالي لا يصبح من الأحماض ما يسهل فصل المواد الغذائية التي يحويها.
أما عن كيفية استخدامه في العلاج حسب رأي زوباري فيكون عبر استخلاص نصف ليمونة مع كوب من الماء الدافئ مع القليل من العسل، ويتم تناولها في الصباح على معدة خاوية، وتناول كوب منه قبل كل وجبة مع العسل أو بإضافة السّكر.
أما “الكزبرة الخضراء” والتي تعدّ من البهارات المفضلة في المطبخ وخاصة في الدول الآسيوية، ولكنها تُستخدم في الصين والهند كنوع من الأدوية، ويستخدمها الأوروبيون لعلاج سوء الهضم والحموضة، فهي تحوي على البورنويل واللينالول، واللذين يساعدان في تحسين الهضم، وتحسين وظائف الكبد، وتنظيم إفراز أنزيمات الهضم داخل المعدة.
وعن استخدام الكزبرة في علاج الحموضة يضيف زوباري: نقوم بطحن مجموعة من أوراق الكزبرة بمساعدة المياه للحصول على عُصارتها، وخلط ملعقة من عصارة أوراق الكزبرة مع كوب من الحليب المخفوق، وتناولها عقب كل وجبة من 2-3 مرات يومياً، أو نضع مجموعة من أوراق الكزبرة في المياه ونغليها من 5-8 دقائق ونتناولها مع العسل من 2-3 مرات يومياً.

كما يُستخدم الكمون بشكل مكثف في المكسيك وإسبانيا والهند والشرق الأوسط في الطهي، وهو يحوي على العديد من المعادن كالحديد والفيتامينات، ووفق رأيه فقد أثبتت الدراسات أنّه يساعد في تحجيم إفرازات أنزيمات الهضم، مما يقلل من الإحساس بالحموضة، وذلك من خلال وضع ملعقة من الكمون في كوب من المياه مدة، ومن ثم غليها من 5-6 دقائق ثم تُشرب، ومن أجل التخلص الفوري من الحموضة يمكن تناول حبوب الكمون بشكل “مباشر”.
وأيضاً يمكن استعمال الموز من أجل التخلص من الحموضة، والذي يحوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم، وهو أحد المعادن التي تسهم في معادلة الأحماض داخل المعدة مما يقلل الحموضة، وهو يحفز المعدة على إفراز المادة الكيميائية التي تحميها من أحماض الهضم، لذلك فهو جيد في حالات قرحة المعدة، إذ أنّه يحوي على كثير من الألياف مما يحسن الهضم، لكنه حذّر بشدة من تناول الموز غير الناضج، حيث أنّ البوتاسيوم فيه يكون على شكل نترات البوتاسيوم والتي تزيد من حرقة المعدة.
أما البطيخ فهو من الأطعمة ذات الأحماض القليلة التي تساعد بشكل عام في تقليل حموضة المعدة والحرقة، التي يُشعر بها، ويعدّ من أكثر المأكولات المتعادلة أيضاً، والتي تحسّن حالة المعدة بنسبة 95%، ومن أمثلة المأكولات المفيدة في هذه الحالة “الجريب فروت” والبروكلي والخس والكرفس، كما يعدّ اليانسون من أقدم الأعشاب الهندية، والتي يعتمدون عليها في الوجبات كلها تقريباً، وهو مفيد جداً ناهيك عن أنّه يسهّل عملية الهضم، ويقلل من درجة حموضة سوائل المعدة وهو طارد للغازات.

نصائح:
ونصح زوباري لتجنب الإصابة بحموضة الدم، وللحدّ من احتمالية الإصابة بهذه الحالة، الإكثار من شرب المياه، وإضافة مواد أخرى إليه مثل خل التّفاح الذي يساعد في التخفيف من الحموضة بشكل ملحوظ، والتقليل من الأطعمة التي تعمل على رفع مستوى الحموضة مثل: الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطّاقة، والتقليل من السكر والحلويات والقهوة، والتقليل من المخللات وخاصة التجارية، والاعتماد على الخضار والفواكه في غذائنا اليومي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب