250 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة استفادوا من خدمات مشروع “قنديل” التعليمي…والهدف دمجهم في المدارس العامة
حلب- رحاب الإبراهيم
فقرات متنوعة تحاكي حال ذوي الاحتياجات الخاصة وطريقة تعاطي المجتمع معهم، وحقهم في التعليم والاندماج مع محيطهم، طرحت في الفعالية التي نظمتها مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بحلب وجمعية الإحسان الخيرية التنموية ومنظمة اليونيسف في اليوم العالمي للإعاقة، التي كان خير من يمثل تخطيها مشروع قنديل التعليمي، الذي يعمل على منح الأطفال ذوي الإعاقة ممن لم تتح لهم فرصة التعليم في المدارس العامة، التعليم في أحد مراكزه بغية تمكينهم بعد فترة من الالتحاق بالمدارس العامة ضمن خطة هدفها اندماجهم مع محيطهم والمجتمع عموماً.
مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بحلب أحمد حمزة شدد في حديثه لـ”تشرين” على أن الغاية من تنظيم فعالية “زهور دوار الشمس” بما تحمله من معانٍ كثيرة، والتركيز على تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة عبر الإضاءة على مشروع قنديل التعليمي، التأكيد على ضرورة دمج هذه الفئة مع المجتمع والاستفادة من قدراتها ومنحها التعليم اللازم من أجل تسهيل عملية الاندماج وتعزيز ثقتهم بأنفسهم ودروهم في المجتمع وخاصة عند حصولهم على التعليم اللازم كغيرهم من أبناء المجتمع الآخرين.
بدوره مدير جمعية الإحسان الخيرية التنموية عمار قباني أكد أهمية تعليم الأطفال ذوي الإعاقة وحقهم في إكمال تعليمهم ودمجهم في المجتمع، مبيناً أنه من هنا أتت فكرة مشروع قنديل التعليمي، مشيراً إلى مساهمة الجمعية في تأهيل 38 مدرسة وتأسيس مراكز عديدة منتشرة في جميع مناطق مدينة حلب لمنح الأطفال ذوي الإعاقة فرصة التعليم والاندماج في المجتمع عبر تأهيلهم أولاً في مراكز مشروع قنديل وصولاً إلى دمجهم في مدارس التعليم الرسمي.
المشروع الوحيد
مديرة برنامج قنديل التعليمي الدكتورة نهى قطان أكدت لـ”تشرين” أن مشروع قنديل التعليمي يعد الوحيد في مدينة حلب وسورية الذي يعنى بتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم بالتعليم الرسمي لاحقاً، إضافة إلى دمجهم مع أقرانهم الأطفال من أعمار مختلفة عبر ممارسة حقوقهم الطبيعية وأهمها حق التعليم، مشيرة إلى أن فكرة المشروع بدأت مع جمعية الرجاء بالتشارك مع منظمة اليونيسيف عام 2020، وقد حقق المشروع نجاحاً كبيراً أدى إلى فوز منظمة اليونيسيف بجائزة عالمية على المستوى التعليمي، لذلك تجدد المشروع لمدة عامين مع جمعية الإحسان ، التي تعد المظلة لكل الجمعيات التي تعنى بتعليم الأطفال ذوي الإعاقة.
وبينت الدكتورة قطان وصول البرنامج إلى مختلف المناطق في حلب بالتعاون مع الجمعيات الخيرية الأخرى التي تعنى بالتعليم، حيث يوضع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في صفوف تعليمية خاصة بهم، إضافة إلى وجود صفوف دامجة تضم أطفالاً ذوي إعاقة وأطفالاً أسوياء بغية تحقيق فكرة الدمج وصولاً إلى دمجهم في التعليم الرسمي.
خارج المنظومة التعليمية
وأكدت د.قطان أنه بعد انطلاقة المشروع بـعشرة أشهر استفاد 250 طفلاً ممن كانوا خارج العملية التعليمية من خدمات المشروع، حيث دمجوا في التعليم العام بمبادرة كانت تسمى جسور الأمل.
من جهته إبراهيم ماسو مدير التربية السابق والخبير التقني في جمعية الإحسان حالياً، أكد العمل على استقطاب الأطفال ذوي الإعاقة خلال الفترة الماضية في أحياء عديدة بمدينة حلب ممن هم خارج المنظومة التعليمية بغية تمكينهم من ممارسة حقهم في التعليم وإكمال تحصيلهم العلمي عبر تأهيلهم للاندماج في المدارس الرسمية، التي كانت تضم عدداً خجولاً من الأطفال ذوي الإعاقة بسبب النظرة المغلوطة في المجتمع حولهم، لذا عملت جمعية الإحسان ضمن مشروع قنديل التعليمي على تأهيل هؤلاء الأطفال ومنحهم فرصة للاندماج في المجتمع عبر برنامج تدريبي وتعليمي مكّنهم من الالتحاق بالمدارس العامة، وقد استطاع المشروع تحقيق نتائج مهمة وكسر الحاجز بين الأطفال ذوي الإعاقة والمحيط المجتمعي.
ت-صهيب عمراية