تستحوذ على اهتمام الطلبة الخريجين.. دورات ريادة الأعمال والتسويق حاجة ملحة للشباب

تشرين- سراب علي :
تستحوذ ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة على اهتمام الأفراد في المجتمع وخاصة الطلبة الخريحين من الفروع التقانية والتطبيقية لما لها من دور مهم في دعم الأفراد والأسرة والمجتمع، وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني، ولكن تفتقر العديد من الاختصاصات للتركيز على ريادة الأعمال، باستثناء ما يقام من دورات تدريبية وورشات عمل تفاعلية لبعض المعاهد والاختصاصات في الكليات من قبل مؤسسات وأفراد وفرق تطوعية تهتم بهذا الجانب وتقوم بتلك الورشات مع الطلاب.

إذ أكد طلاب المعهد التقاني لإدارة الأعمال والتسويق في جامعة تشرين حاجتهم الماسة لدورات تدريبية وورشات عمل تفاعلية تعزز المعلومات الأكاديمية والنظرية التي يتلقونها في المعهد، وذلك بعد خضوعهم لدورة لمدة ٤ أيام في ريادة الأعمال التي وجدوا فيها المفاتيح الأساسية لمشاريع لم تستطع سابقاً أن تتبلور أفكارها عندهم، إذ لا يمتلكون المهارات الكافية للبدء في أي مشاريع صغيرة خاصة بهم بعد التخرج.

الثقة بالنفس
أشارت الطالبة نور حبور سنة ثانية، التي تخضع لأول مرة لهذه الدورة لـ”تشرين” إلى أنها وجدت فيها الكثير من الفائدة وتلقت المهارات والمعلومات المهمة لأي شخص ليكون له مشروع خاص، وأكدت أنها تبلورت لديها الفكرة لتبدأ بمشروع صغير خاص بها، فيما أوضحت كل من بشرى حاج أحمد وبيان دوغنجي سنة أولى أن الإفادة من الدورة ملموسة، حيث قدم المدربون معلومات مهمة ومهارات عززت ثقتهما بأنفسهما، كما تبلورت لديهم فكرة عدم الاستسلام في حال الفشل، فالفشل في أي عمل أو مشروع وارد ولكنه ليس نهاية الطريق، وأشارتا إلى ضرورة زيادة الورشات التدريبية لما لها فائدة علمية وعملية.

إبراهيم: نسعى أن يكون لكل خريج تقني مشروعه الخاص لتعزيز المعلومات الأكاديمية والنظرية

وأضاف جود رحمون ومجد شامي سنة أولى: تعلمنا أن الانطلاق بأي مشروع يحتاج للثقة بالنفس وبأهمية عملنا الذي نقوم به، كما أن للتسويق أهمية كبيرة وكذلك وضع الخطط والبرامج الحقيقية القابلة للتحقيق، وهذا يتطلب من القائم بالمشروع الدراية الكافية بالأسس التي هي انطلاقة المشروع الناجح.

كوادر تمتلك المهارات
بدوره، بيّن مدين إبراهيم مدير المعهد والمدرّس في كلية الاقتصاد بجامعة تشرين أهمية التعليم التقاني كونه أحد الدعائم الأساسية لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً الحاجة الماسة له في ظل ظروف الحرب الصعبة التي تعيشها بلدنا وخصوصاً لمرحلة إعادة الإعمار، وأضاف: لذلك فإن الاعتماد على تخريج كوادر تقنية تمتلك مجموعة من القدرات والمهارات والخبرات مهم جداً، حيث تساعد على إعطاء خريجنا فرصة عمل في المستقبل كون سوق العمل يتطلب هذه الخبرات والمهارات، من هنا كان تعاوننا مع مراكز تدريبية وبحثية وعلمية وحالياً نقوم بدورة تدريبية للمشاريع الصغيرة في ريادة الأعمال، وأضاف: نعلم أن من المعايير المهمة لنجاح أو فشل المشروع يرتبط بنوع المشروع وطبيعته وعمره، وندرك أن المشاريع الصغيرة لا تبدأ بتحقيق الأرباح إلا بعد ٥ سنوات على الأقل وهذا متعارف عليه في مجال تطوير وتخطيط المشاريع والأعمال، بسبب أن قياس المشاريع أصبح يتبع سياسة الاستدامة، من هنا يجب على الفرد استخدام المعرفة حتى يتيح له فهم هذا المجال أكثر كما تتوجب دراسة جدوى اقتصادية بهذه المشاريع ومن هنا تأتي أهمية الدورة وغيرها من الدورات في تمكين الطلاب والخريجين من امتلاك الخبرات والمهارات والقدرات والثقة بالنفس والتواصل الفعال مع الآخرين والتخطيط والتنظيم، لنصل في نهاية هذه الدورة إلى هذه الخبرات والمهارات التي نحن بحاجة لها بالتعاون مع الزملاء المدرسين.
وأكد مدير المعهد استمرار هذا النوع من الدورات بشكل دائم ومجانيته لما لحظه من إقبال وفائدة وتطوير للطلاب، وربط التعليم التقاني بسوق العمل بشكل جيد للوصول إلى هدف هو أن يكون لكل طالب مشروع خاص به، مشيراً الى أن الدورات السابقة التي خضع لها الطلاب كانت في فن المحاسبة والآن هناك تعاون مع بعض المؤسسات في هذا المجال وغيرها.

خير بيك: هدفنا تمكين الموارد البشرية الدخول لسوق العمل بهذه الخبرات والمهارات

ولفت إبراهيم إلى أن طلاب المعهد في السنتين الأولى والثانية يخضعون لدورات تدريبية لمدة شهر في فصل الصيف، حيث يتم رفد الطلاب إلى مؤسسات القطاع العام ليكتسب الطلاب بعض المهارات والخبرات وهذا شرط أساسي للتخرج من المعهد، حيث يبلغ عدد الطلاب في المعهد للسنتين الأولى والثانية ١٥٠٠ طالب وطالبة، منهم ٥٠ يخضعون لدورة ريادة الأعمال حالياً.
الموارد البشرية المتمكنة
من جانبه أكد مدير مؤسسة أكون للتدريب والتعليم والخدمات الاجتماعية الدكتور أحمد خير بيك لـ”تشرين” أنه انطلاقاً من أن تأسيس أي مشروع هو مشروع عمل حر والأعمال الحرة هي الداعمة للاقتصاد، ولأن المشاريع الصغيرة هي أساس انطلاق الاقتصاد الوطني، فإن هدف المؤسسة الأساسي التماهي مع القطاع العام ومع الجامعات السورية لتقديم مجموعة من الدورات التدريبية بشكل مجاني بما يسهم في دعم الاقتصاد بشكل أساسي ورفع مستوى التنمية وخاصة المهارات البشرية الموجودة لدى الطلاب، ويبقى هدفنا الأساسي ربط الجامعات والمدارس وأي منشأة تعليمية بسوق العمل.
وأوضح أن الدورة التي تقام حالياً في المعهد التقاني لإدارة الأعمال والتسويق تتضمن مجموعات عمل حقيقية، ومحاور تدريبية فعالة وتفاعلية تتضمن ورشة عمل حقيقية تضع الطالب في جو العمل، حتى يكون الطالب جاهزاً لسوق العمل ومكتسب مهارات اقتصادية واجتماعية ومهارات تمكين الذات التي تمكنه من دخول سوق العمل بشكل جدي وقوي، لافتاً إلى حاجة سوق العمل للموارد البشرية ولكن إذا كان هذا المورد البشري لا يملك الخبرات والثقافة الأساسية للدخول إلى سوق العمل فسيعاني من مشكلة العمل، لذلك أتت المؤسسة بالتماهي مع إدارة المعهد لردم الفجوة للوصول إلى المكان الصحيح، إذ لاحظنا من خلال الدورة أن لدى الطلاب أفكاراً لمشاريع جديدة ولكن لا يعرفون كيف ينطلقون فيها.
وأضاف: نقدم في هذه الدورة للطلاب أسس الانطلاق والتنفيذ وكيفية الإدارة المالية والتسويق وأسلوب التعامل مع الزبائن وهي خطوة أساسية بالتدريب والتنظيم .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار