“العافوق” يضرب الدجاج الأهلي في ريف حماة.. وجدل حول إهمال المربين وتقصير الوحدات الإرشادية؟
حماة – محمد فرحة:
في عالم زراعي مضطرب يموج بالانتكاسات والتراجع، مازلنا نرى دعوات لإقامة ورشات عمل وملتقيات لبحث تداعيات هذا التراجع، والشاهد على قولنا هذا أن كل المحاصيل الزراعية أصبحت ساحة تتلاقى عليها كل عناصر الخيبة، وإذ بنا اليوم نرى العدوى قد انتقلت لتضرب قطاع الدواجن البلدي الريفي، ووجود التبريرات لدى المعنيين بمناسبة وبلا مناسبة، هو اعتراف بكل ما يجري لأهم قطاع اقتصادي سوري اليوم.
ومع ذلك مازال المعنيون يتساءلون: لماذا يحدث هذا؟ من دون أن يسألوا أنفسهم: لماذا لم يوفّروا ما يجب توفيره لتجنّب كل هذه الانتكاسات والإشكاليات، بدلاً من تراشق الاتهامات بين المزارعين والمربّين من جهة والمعنيين من جهة أخرى؟!
إذ حدث لطيور الدجاج البلدي في ريفنا، وحماة مثال، أن تعرّضت لحالة نفوق ملحوظة، وهي التي عاد الريفيون لتربيتها مجدداً، علّها تخفف وطأة الفقر، وتوفّر لهم البيض، في زمن وصل فيه سعر البيضة إلى 2200 ليرة .
عن كل ذلك أوضح مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير، أن العديد من المواطنين تناولوهم بالتقصير، وأنهم مسؤولون عن نفوق الدجاج البلدي، لكن الواقع غير ذلك تماماً.
مدير زراعة حماة: المربون لم يراجعوا الوحدات الإرشادية والطبيب البيطري الموجود فيها.. فهم من يتحمّل مسؤولية ما حدث!
وبيّن أن نفوق الدجاج بهذا الشكل ليس بجديد، فمنذ زمن بعيد ونحن نسمع بمرض طاعون الدجاج، وكان يسمى ( العافوق )، حيث يضرب الدجاج الريفي بشكل كبير، غير أن ما حصل هو أن المربين لم يراجعوا الوحدات الإرشادية والطبيب البيطري الموجود فيها، فهم من يتحمّلون مسؤولية ما حدث من نفوق لدجاجهم.
وأضاف مدير زراعة حماة: إن جلّ موظفي الوحدات الإرشادية غير مخصصين بشيء، ولا يلقون أي شيء من وسائل التدفئة، وحتى لا توجد دراجة لدى الطبيب البيطري في هذه الوحدات الإرشادية، تمكّنه من القيام بجولات تفقدية اطلاعية.
واستطرد أن هناك وحدات إرشادية لا يوجد فيها طبيب بيطري، ومع ذلك فكل طاقم هذه الوحدات يعمل بجدّ واهتمام، وفقاً لما يلزم ويُطلب.
خاتماً حديثه بأن ما حدث لقطاع الدواجن الريفي، يتحمّل مسؤوليته المربون أولاً وأخيراً، فهم لم يكلّفوا أنفسهم بإخطار من يلزم لإعطاء اللقاح المطلوب لهذه الجائحة “إن صحت التسمية” ولا أعتقد، فطيور الدجاج تعطى لقاحاً عندما تضطر الحاجة، وليس لقاحات وقائية دورية كالأبقار والأغنام.
الخلاصة: مسؤولية ما حصل للدجاج البلدي من نفوق ملحوظ، وهو ما كان يسمى في الحقبات الماضية بالطاعون الذي يضرب الدجاج، ومحاولة نكران ذلك وعدم الاعتراف والتقليل منه هو مجرد هروب، وللعلم أيضاً اتصلت “تشرين” مرتين بنقيب أطباء بيطريي حماة فلم يرد أحد.
وهكذا، فالأفكار التي تطرح ونسمعها، غالباً ما تذهب مع الريح، في الوقت الذي يجب أن تتكامل مع برنامج عملي – علمي مابين المعنيين والمزارعين والمربين، لكن أين كل هذا؟ لا جواب!