جرحانا و التطور الرياضي
ماذا يعني أن يكون لجرحى الوطن محطات رياضية دورية خاصة بهم تظهر بعضاً من إضاءات تلك الهامات الشامخة التي حملتنا بتضحياتها و إقدامها في ساحات الشرف ديوناً كثيرة لابد لنا من وفاء بعضها من خلال تكريمهم و تقديرهم و خلق مناخات الدعم و الرعاية الدائمة لهم بجميع أشكالها، و هذا ما سعى إليه مشروع جريح الوطن من خلال فعالياته و نشاطاته المتعددة التي تعلي ثقافة الوفاء و تقدير التضحيات لمن هم أهل لها، مساهمة منه في دمج هؤلاء الأبطال في مجتمعاتهم بشكل إيجابي و طبيعي، ومن هنا ولدت فكرة مشروع جريح الوطن بإقامة الدورة الأولى لألعاب جريح الوطن البارالمبية الأولى في العام ٢٠٢١ و التي نالت الإعجاب و الرضا من الجميع و من ثم تلتها النسخة الثانية العام الماضي من هذه الفعالية الرياضية الخاصة و التي أظهر فيها جرحى الوطن تطوراً رياضياً تجلى أثره في تعزيز قدراتهم الجسدية و الصحية و رفع مستوى طموحاتهم الرياضية و حضورهم الفاعل في المحافل الرياضية التي تواجدوا فيها و توجوا بالميداليات البراقة بها، و أما النسخة الثالثة و المقامة حاليا بدمشق من هذه الفعاليات الرياضية الخاصة بجرحى الوطن فقد صبغت بطابع دولي واسع لمشاركة كل من دول العراق و روسيا و إيران و أندونسيا، إضافة لمنتخب سورية الوطني للرياضات الخاصة و منتخب جرحى الوطن الذي يضم ٩٢ جريحاً محترفاً اجتازوا التقييمات الرياضية التي أجرتها اللجنة الفنية للرياضات الخاصة وفق معايير و تصنيفات عالمية، ليتنافسوا في عدة ألعاب و يسعوا إلى تسجيل سيناريو جديد في تاريخ إنجازاتهم الرياضية منذ دمجهم بمنتخب سورية للرياضات الخاصة قبل عامين، فالشكر الكبير للقائمين على هذا المشروع الداعم لهذه الشريحة المضحية في سبيل الوطن و أبناء الوطن، و التقدير الكبير لهؤلاء الجرحى الأبطال الذين اكتسبوا خبراتهم و مواهبهم من ساحات الشرف و الكرامة، و كما جمعهم مشروع جريح الوطن في هذه الفعالية الرياضية و بمباركة وطنية و جهود تنظيمية رائعة، كان قد جمعهم سابقا حب الوطن و الذود عن حياضه في معارك البطولة و الفداء، نتمنى النجاح و التوفيق لجرحانا في الدورة الدولية الثالثة لألعاب جريح الوطن، و نأمل أن تكون ثقافة التقدير و الامتنان حاضرة و فعالة في مجتمعاتنا، و نستطيع أن نترجمها واقعاً ملموساً على الأرض بكل محبة و رضا لمن يستحق من أبناء هذا الوطن، و من أغلى من هؤلاء الجرحى.