أدباء سوريون وطوفان الأقصى… نشاط ثقافي تضامناً مع أطفال غزة في فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب
طرطوس- ثناء عليان:
استضافت قاعة الأنشطة في اتحاد الكتاب العرب بطرطوس نشاطاً ثقافياً تضامنياً مع أهلنا في (غزة) خصَّت به الطفولة وشهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع (غزة)، حيث قدمت اللقاء الشاعرة غنوة مصطفى، واستهلَّته بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الجيش العربي السوري وشهداء غزة.
رفض التطبيع
وفي كلمة للشاعر منذر يحيى عيسى رئيس هيئة فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب ترحم فيها على أرواح شهداء سورية وفلسطين، وبيّن أن ما قامت به “إسرائيل” من إجرام استهدف الفلسطينيين في هذه الحرب يفوق الخيال، وقد تفوقت فيه إسرائيل على النازية في نزعتها التصفوية الهمجية.
وفي تصريح لـ “تشرين” أكد الشاعر عيسى أن المشكلة الحقيقية هي مساندة دول العالم الكبرى لهذا العدوان، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تسيطر على منظمة الأمم المتحدة، وتجيير القرارات لصالح الكيان الصهيوني المجرم، ومن المؤسف أيضاً– يضيف عيسى- تزوير الحقائق التي تقوم بها وسائل الإعلام في الدول الكبرى، والتي تشير إلى قطع رؤوس الأطفال من الإسرائيليين من قبل المقاومة متجاهلة جرائم الحرب الصهيونية، والتي يندى لها جبين الإنسانية.. وأضاف عيسى: إننا في سورية حكومة وشعباً نعلن إدانتنا للجرائم المرتكبة في قطاع غزة، ودعمنا اللامحدود لنضال إخوتنا في فلسطين، نحن في اتحاد الكتاب العرب، والذي أعلن بوضوح النهج المقاوم في كل نشاطاته ومنشوراته ومطبوعاته، وأعلن رفض التطبيع بكل أشكاله، وقد صدرت بيانات وتصريحات عديدة على لسان رئيس اتحاد الكتاب؛ تدين آلة الحرب المجرمة والإصرار على تحرير كافة الأراضي العربية المحتلة، ووقوفنا اليوم مع أطفال غزة تأكيد على النهج المقاوم ومقاومة الاحتلال، وإعلان صريح لموقف اتحاد الكتاب العرب في سورية..
ناتالي إسماعيل
الطفلة ناتالي إسماعيل أحبَّت أن تشارك أترابها الفلسطينيين بقصيدتين جميلتين أبدعت في إعدادهما وإلقائهما.. وألقى الشاعر محي الدين محمد قصيدة وطنية بعنوان (كيمياء الروح) جاء فيها:
يا إلهي فوقَ إرثِ الموتِ نحيا
لستُ أدري كيف نختارُ المكان؟
كيف نختارُ الأوان؟
بحرُنا كان صديقاً للسماء
وزمانُ القهر دُنيا في الحنين
يا جراحَ القدسِ عاشِري كلَّ النوايا
ملحمة نضالية
بدوره أكد الأديب حسن إبراهيم الناصر، خلال مشاركته في تصريح لـ “تشرين” أولوية قضية فلسطين بالنسبة إلى سورية، وتحدث عن طوفان الأقصى وملحمتهِ النضالية، التي أعادت إلى الواجهة القضية الفلسطينية، وبرأيه أن العدو الإسرائيلي يتوهم بأنه بقتل أطفال فلسطين سيقتل الذاكرة العربية، مبيناً أن الغرض من هذه الحرب تجريد المقاومة من سلاحها، وتحويلها إلى أحزاب سياسية تغرق في وحل الحروب الداخلية، لهذا أصبح من المؤكد بأن المتغيرات التي عصفت بالوطن العربي مع بدء الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق ثم بدأت رياح “الفوضى الخلاقة” في تونس ومصر وليبيا واليمن” هي المقدمة الحقيقية لتقسيم “سورية ولبنان”، وقد استطاعت أمريكا ومعها الغرب الاستعماري من زرع مجموعات ظلامية تتخذ من الدين عباءة تخفي دورها التآمري المأجور للغرب ولأمريكا في تفتيت عزيمة الأمة، وتقسيم الدول التي تمتلك قوة جيش عقائدي يؤمن بتحرير كل الأرض العربية المحتلة وقضيته المركزية “فلسطين “وحق العودة.. وأكد الناصر أن صمود الشعب والجيش السوري ومعهم محور المقاومة والحلفاء الشرفاء الأوفياء سيجعل النصر اليقين لأبطال المقاومة البواسل في غزة وعلى كامل تراب فلسطين العربية المحتلة نصر يقين.
كما ألقى الشاعر محمد عمران مقطوعات شعرية بعنوان (غزة)، و(لأن الوصال مباح) إضافة إلى قصائد وجدانية.
الشاعرة أحلام غانم قدَّمت قصيدتين، قصيدة استهلالية وأخرى بعنوان (يا أقصى هذي فلسطين) وقالت في تصريح لـ “تشرين” لقد هزّ صراخ الأطفال نتيجة القصف الهمجي والإبادة الجماعية، التي قام بها الاحتلال الصهيوني ضد أهلنا المدنيين في فلسطين وغزة تحديداً ضمائر الشعراء في سورية، وأججت مشاعرهم منذ أن شهدت أرضها أروع ملاحم الإباء وأسناها، وتجسدت على ثراها أنبل المواقف الإنسانية وأسماها، وخالطت تربتها أطهر الدماء وأزكاها، فاستلهموا المعاني السامية والمبادئ العظيمة للفداء والشهادة والدفع بالغالي والرخيص دفاعاً عن المقدسات والأرض والعرض، التي أصبحت شعاراً لكل إنسان يرفض الظلم والطغيان وينشد الحرية والكرامة.
وعليه كان لنا هذه الوقفة التضامنية مع أبطال “طوفان الأقصى في فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب للتنديد بالجرائم الصهيونية ومطالبة الأمم المتحدة والمحكمة الدولية باتخاذ أقسى العقوبات بحق الكيان الصهيوني وداعميه.
الشاعر جهاد سليمان شاركَ بقصيدة (دم عربي رخيص)، سخرَ فيها من مواقف أغلب الحكام العرب من القضية الفلسطينية، وعدم نجدتهم لأهل غزة.
إسكات صوت الحق
وخُتمت الوقفة التضامنية مع الأديبة الشاعرة ميرفت أحمد علي، التي ألقت الضوء على مُناضل فلسطيني كبير ربطَ القول بالفعل، والشعار بالسلوك الوطني الصادق، فتحدثت عن فنان الكاريكاتير الساخر (ناجي العلي) وعرَّجت على محطات من إبداعهِ وحياته التي دفعها ثمناً لريشتهِ ولمهاراته في السخرية من الواقع السياسي المشوَّه، فهو المناضل الوحيد الذي ابتدعَ شخصية كاريكاتورية ساخرة هي شخصية الطفل حنظلة، الذي يشيرُ اليوم إلى كل الأطفال العرب المخذولين من الكبار، وقد حاولَ القادة الإسرائيليون والأمريكيون وسواهم من قادة الغرب إسكاتَ صوت الحق في ريشة ناجي العلي، وإغرائهِ بالمال والحظوة مقابل التخلِّي عن فنِّه الداعم للقضية الفلسطينية، وعندما رفضَ تمَّ اغتياله.. وأسكتَ الظلم مرة أخرى صوتاً فلسطينياً من كبار الأصوات وأجهرها بالحق.