الصرافات والمعاناة الدائمة
يعاني المواطنون مع نهاية كل شهر من التعامل مع الصرافات وأعطالها، وعدم تغذيتها في المصارف العامة والخاصة، لدرجة أنهم يترحمون على أيام المحاسبين الذين كانوا يقومون بتسليمهم رواتبهم وتعويضاتهم مباشرة باليد بعد نهاية الشهر، ومن دون أي تأخير أو انتظار، مع أن التوجه الحكومي للتحول إلى الدفع الإلكتروني ينبغي أن يرتقي عند الجهات المعنية والقائمة على الصرافات في القطاعين العام والخاص لمستوى هذا التوجه.
المواطن ليس معنياً بتدني الخدمات لتلك الصرافات في هذا الإطار، نتيجة الكهرباء وشبكة الإنترنت وعدم وجود مازوت للسيارات لتزويد تلك الصرافات بالأموال، وما يتطلب ذلك من حماية وفنيين وو … لتشغيلها، وعلى الجهات المعنية البحث عن السبل الكفيلة بتجاوز الهنّات، فيكفيه ما يعانيه من ظروف معيشية قاسية على الصعد كلها، ومن حقه الحصول على راتبه وتعويضاته بأيسر وأسهل الطرق وأسرعها.
المعاناة في التوجه إلى كوات الصرافات العاملة، تدفع المتقاعدين والعاملين في العديد من المؤسسات الوظيفية الرسمية إلى قضاء الكثير من الوقت للحصول على الراتب الشهري، والتعويضات في حال كان هناك أي تعويضات أخرى، فهل يعقل ذلك؟
المسألة ليست وليدة أيام، بل عدة أشهر وسنين، ولم يتمكن المعنيون حتى الآن من وضع الحلول لتجاوز تلك المعاناة، مع أن مجمل تلك المصارف تتحدث عن أرباح جيدة خلال العام الجاري، ويفترض أن جزءاً منها يستخدم للتطوير والصيانة وزيادة فاعليتها وأدائها، لكن اللافت أنه حتى تلك المحيطة بإدارات بعضها لا يعمل، إلا قلة منها في أحيان كثيرة، وفقاً لشهادة عدد من الإعلاميين، مع أن مخاطر نقل الأموال لتغذيتها تكون صفراً، إذا ما قيس بالصرافات البعيدة، وما يتطلب ذلك من نقل وحماية وفني وكهرباء لتشغيلها، ورغم ذلك حالة الانتظار عليها تكون لأوقات عديدة نتيجة الازدحام.
السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا لا تتم تغذية تلك الصرافات بالمال، والتي تعطي إشارات ضوئية بأنها تعمل؟ ولو قمنا بتغذيتها كاملة ألا نساهم في تخفيف الازدحام وحالة الانتظار الطويلة، وهناك من يضطر للعودة أكثر من مرة إلى المكان ذاته، ليتمكن من الحصول على راتبه وتعويضاته؟
ليبقى السؤال: مادامت هناك أحاديث وتصريحات عن عمليات الربط بين المصارف، لتقديم خدمات مشتركة عبر الصرافات العائدة لها، فهل سنجد حلاً من خلال ذلك للمشكلات التي يعاني منها المواطنون، بغية تجاوز تلك المعاناة المستمرة منذ وقت طويل ولا تزال حتى الآن.