القبض على 935 شخصاً للتعاطي والمتاجرة بالمواد المخدرة خلال ستة أشهر في حلب
تشرين – رحاب الإبراهيم:
بين الحين والآخر، تُضبط كميات ليست بقليلة من المخدرات في مدينة حلب، بعد رصد وتعقّب من فرع مكافحة المخدرات لشبكات التهريب، وخاصة بعد انتشار هذه الآفة الخطيرة بفعل الحرب وتداعياتها، وتحديداً بين جيل الشباب، لذا يتم العمل على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة من قبل الجهات المعنية لمكافحتها وتشديد العقوبات على كل من يتاجر بها ويتعاطاها أيضاً.
“تشرين” تواصلت مع رئيس فرع مكافحة المخدرات في حلب، العقيد زهير عبود للحديث عن الإجراءات المتخذة لمكافحة المخدرات ومنع انتشارها بين أبناء المجتمع، الذي ينبذ هذه الظاهرة الخطيرة بالعموم، حيث شدّد على بذل جهود كبيرة على نحو متتابع، بإشراف ومتابعة من وزير الداخلية وقائد شرطة حلب في ملاحقة ومتابعة كل من يتاجر أو يروّج أو يتعاطى المواد المخدّرة بغية الحدّ من انتشارها بمنعكساتها السلبية على المجتمع وتحديداً شبابه.
وبيّن العقيد عبود، أنه نتيجة هذه الجهود أُلقي القبض على 935 شخصاً من متعاطي ومروجي المواد المخدرة والمتاجرين بها خلال الأشهر الستة الفائتة، مع ضبط أكثر من 47 كيلو غراماً من مادة الحشيش، ومليون و400 ألف حبة كبتاغون، و61 ألف حبة دوائية نفسية، كما ضبط 328 غراماً من مادة “الاتش بوز” المخدرة “كريستال ميث” و5920 دولاراً أمريكياً مزوراً، إضافة إلى ضبط أربع قنابل يدوية وبارودة روسية وتسعة مسدسات حربية، وأكثر من مئة طلقة حيّة وأكثر من عشر قطع أثرية مختلفة وأدوات حادّة متنوعة وسلاح أبيض.
رئيس فرع مكافحة المخدرات لـ”تشرين”: متابعة شبكات التهريب الخارجية وتشكيل لجان فرعية للتوعية
وأكد العقيد عبود أن مكافحة المخدرات تتم على مرحلتين، الأولى مرحلة الردع من خلال تسيير الدوريات “السيّارة أو الراجلة ” في كل أحياء وشوارع مدينة حلب ليلاً ونهاراً، فالهدف من تواجد الشرطة على أرض الواقع الحدّ من الأشخاص الذين يتجرؤون على تعاطي وترويج المخدرات في الشوارع وعلانية، منعاً من تحوّل ذلك إلى ظاهرة اجتماعية متفشّية بين عامة الشعب، أما المرحلة الثانية، فهي مرحلة القمع والمنع، عبر إلقاء القبض على متعاطي ومروجي وتجار المخدارت والتحقيق معهم وتنظيم الضبوط بحقهم وإحالتهم إلى المحاكم المختصة، لينالوا جزاءهم العادل، ويكونوا عبرة ورادعاً لغيرهم ممن تسول لهم أنفسهم السير في هذا المجال الخطر على كل الصعد.
وأوضح أن وزارة الداخلية، قامت بتشكيل لجان فرعية في كل المحافظات برئاسة ضابط من قيادة الشرطة وعضوية معظم مؤسسات الدولة، حيث تقوم هذه اللجان بإقامة ندوات توعوية في المراكز الثقافية والجامعات والمدارس لتوعية المجتمع بخطورة هذه الظاهرة، علماً أنّ المتعاطي يُعامل معاملة المريض ويعالج في مصحّات حكومية، ليعاد سليماً معافى إلى المجتمع.
وأضاف رئيس فرع مكافحة المخدرات في حديثه لـ”تشرين”: بالإضافة إلى ذلك تعمل قيادة شرطة حلب على متابعة شبكات التهريب الخارجية، الذين يقدمون على تهريب المواد المخدرة وإدخالها إلى القطر عن طريق المنافذ الحدودية، مؤكداً إلقاء القبض على عدد كبير منها ومصادرة كميات ضخمة كانت مخبأة بطريقة سرّية ومحكمة ضمن شاحنات أو آلات صناعية.
وأرجع العقيد عبود انتشار هذه الظاهرة إلى أسباب عديدة، أهمها الحرب الإرهابية التي شنّت على البلاد وتداعياتها الكبيرة على مدار سنواتها الطويلة على الأسرة والمجتمع.
وشدد العقيد عبود على نقطة غاية في الأهمية، تتمثل في الدور المجتمعي في مكافحة المخدرات، حيث يسهم تعاون المواطنين في الإبلاغ وتقديم أي معلومة تتعلق بالإتجار أو تعاطي المخدرات في الكشف عن شبكات التهريب والإتجار، مؤكداً أن ذلك يتم بسرّية تامة، حفاظاً على خصوصية المعلومات وحماية من يقدمها، وتحقيق الغاية المشتركة في صون المجتمع وسلامة أبنائه من هذه الظاهرة الخطيرة بكل أشكالها.
ت – صهيب عمراية