إشكالية استيراد ٥ آلاف طن من بذار البطاطا مازالت متعثّرة.. والبحث عن حلول مازال جارياً
تشرين – محمد فرحة:
على غير العادة هذا العام، رفضت الشركات الهولندية المنتجة لبذار البطاطا تصدير أي كمية لسورية، أفراداً كانوا أم قطاعاً حكومياً، ممثلاً بالمؤسسة العامة لإكثار البذار.
ورغم الإعلان عن استدراج عروض الاستيراد لمرات عدّة، لم تبدِ الشركات الهولندية أي تجاوب، الأمر الذي دفع المعنيين للتوجه نحو فرنسا، التي أبدت استعداداً لتصدير بذار البطاطا لسورية، لكن حتى الآن لم تتوضّح الأمور؛ هل يتم التصدير مباشرة إلى سورية أم إلى لبنان؟
لكن كل ما يتم طرحه من تساؤلات، نستورد أم لا نستورد، وبأي طريقة كانت، يستحق النظر فيه بإمعان، لما له من تأثير اقتصادي على وجود البطاطا الغذائية الصيف القادم في أسواقنا المحلية، فالمسألة أوسع من قضية زراعية.
مدير فرع “إكثار البذار” في حماة المهندس لؤي الحصري ذكر لـ”تشرين” أن الشركات الهولندية المنتجة لبذار البطاطا رفضت في هذا العام تصدير أي كمية لسورية، رغم إننا أعلنّا عن ذلك مرات عدّة، ما دفع اللجان الفنية للتوجه نحو فرنسا لهذه الغاية، إذ ذهبت أول لجنة إلى هناك وعادت، ثم ذهبت الثانية وعاينت الوضع والتقت مع الشركات المنتجة لبذار البطاطا وعادت، وقريباً ستذهب لجنة أخرى لاستكمال ومعرفة بقية التفاصيل، من دون أن نعرف كيف ستسير الأمور.
مضيفاً: حتى الآن لا نعرف كيف، وما الكميات التي سيخصصونها من أصل الكمية والمقدرة بـ ٥ آلاف طن أم البعض منها؟ وكيف ستجري عملية الاستيراد؟ في كل الأحوال نأمل أن تُحلّ الإشكالية بكل يسر.
بدروه، بيّن مصدر في غرفة زراعة حماة، أنه لأول مرة هذا العام ترفض الشركات الهولندية بيعنا بذار البطاطا، وهي التي درجت منذ عقود من الزمن على تصدير البذار لسورية، أفراداً كانوا أم قطاعاً حكومياً، وحتى الآن هناك تجار سوف يستوردون بذار البطاطا، لكن كيف.. هذا هو السؤال؟
مشيراً إلى أنه من الأرجح أن يكون من خارج هولندا وعن طريق لبنان، وكلنا يدرك أن الشروط اللبنانية تختلف عن الشروط السورية في هذا المجال.
وحسب المصدر المذكور، فإن حدث ذلك فإن تكلفة شراء الطن ستتضاعف وقد تصل إلى مليون ليرة، وهذا لا طاقة للعديد من مزارعي البطاطا به، حيث إن إجراءات العبور وتكلفة ذلك مادياً باهظة.
بالمختصر المفيد : كل ما يتم طرحه وارد، غير إن الافتراضات قابلة أن تكون صحيحة، وقابلة في الوقت نفسه ألا تكون .
من هنا، نرى أنه يجب التركيز على المشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا ودعمه بكل ما يحتاج، تمهيداً ووصولاً إلى الاكتفاء الذاتي لحاجتنا من بذار البطاطا والتي تقدر بـ ١٢ ألف طن سنوياً، ووفقاً للمساحات الزراعية المراد زراعتها.