من إعلام العدو: إقامة حزام أمني في غزة لن يوفر لـ”إسرائيل” الأمن الذي فقدته
تشرين- غسان محمد:
في ظل حديث مسؤولي الكيان الإسرائيلي عن إقامة حزام أمني في قطاع غزة، سارع محللون وخبراء إسرائيليون إلى التحذير من مغبة الرهان على جدوى مثل هذه الخطوة، في ضوء فشل خطوات مشابهة في الماضي.
محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” تسفي برئيل، قال: إن إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على الاحتفاظ بحزام أمني في عمق قطاع غزة بعد انتهاء الحرب على القطاع، لن يضمن تحقيق الأمن لـ”إسرائيل”، وأضاف: إن إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع غزة، ليست فكرة جيدة، وقد أثبتت التجربة أن هذه الخطوة لن تضمن الأمن لـ”إسرائيل” في المستقبل، كما أنها لن تؤدي إلى إنهاء التطلعات الوطنية للفلسطينيين، ولن يغيّر حقيقة أن الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال، ولا يقل اهمية عن ذلك، أنها لن تقضي على التهديدات التي تواجهها “إسرائيل”، ولن تضمن القضاء على المقاومة الفلسطينية.
وأعاد برئيل، التذكير بالشريط الأمني الذي أقامته “إسرائيل” على الحدود الشمالية مع لبنان قائلاً: إنه فشل في تحقيق أهدافه، وتحوّلت المنطقة إلى ساحة قتال دائمة مع حزب الله، وبالتالي فإن منطقة الحزام الأمني التي يدور الحديث عنها، ستجعل من جنود الاحتلال الذين سيتمركزون في هذه المنطقة أهدافاً للمقاومة الفلسطينية التي ستواصل عملياتها وتستهدف الجنود الإسرائيليين.
ورأى برئيل، أن الاعتبارات والمنطق الذي يواجه “إسرائيل” لإقامة الحزام الأمني بعد انتهاء الحرب، يقوم على افتراض مفاده أن قطاع غزة سيظل مصدراً لتهديدات برية على “إسرائيل”، حتى لو توقف إطلاق الصواريخ، حيث تعتقد دوائر صنع القرار في “إسرائيل” أن الحزام الأمني سيحبط هذه التهديدات، أو على الأقل يمنح الجيش فرصة الاستعداد لمواجهتها.
وتابع برئيل: حتى لو تمكنت “إسرائيل” من إنهاء وجود المقاومة في قطاع غزة بعد الحرب، فإن الحزام الأمني لن يوفر الأمن لها، ما لم يترافق مع ترتيبات أمنية يتم التوصل إليها مع الجهة التي ستتولى إدارة القطاع بعد الحرب.
وأشار برئيل، إلى أن كل قطعة أرض ستصادرها “إسرائيل” في قطاع غزة لغرض إقامة الحزام الأمني سينجم عنها طرد آلاف المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم، ودفعهم للإقامة في عمق القطاع، الذي يوصف بأنه قفص مغلق، بسبب ضيق مساحته الجغرافية.
وختم برئيل بالقول: حتى في سيناريو يتم فيه اجتثاث المقاومة من غزة، فإن حزاماً أمنياً لن يمنح الإسرائيليين الأمن الذي فقدوه، من دون اتفاقيات أمنية مع الحكم الفلسطيني الذي يفترض أن يقوم في القطاع في المستقبل، والنتيجة المتوقعة من تنفيذ فكرة الحزام الأمني، لا تحتاج إلى تكهنات، فمن دون تسويات سياسية، ستكون مستوطنات غلاف غزة غير آمنة، وسيتحول “الجيش الإسرائيلي” إلى هدف مباشر للمقاومة.