ارتفاع أسعار الأسمدة يرهق مزارعي اللاذقية.. ومركز تحليل تربة واحد لا يكفي
تشرين- يوسف علي:
يتكبّد المزارعون دفع تكاليف مستلزمات الإنتاج وفي مقدمتها الأسمدة التي تشهد أسعارها ارتفاعاً كبيراً، بينما أكد مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا لـ”تشرين” أنه يمكن ضبط استخدام كميات الأسمدة والتخفيف من إضافتها للتربة وفق معايير علمية مدروسة، مشيراً إلى أن الوحدات الإرشادية تحفز المزارعين لضرورة التوجه لإجراء عملية تحليل التربة على اختلاف أنواعها لما له من أهمية لمعرفة محتواها من العناصر الغذائية وتعويض النقص إن وجد في تلك العناصر المستنزفة بغية المحافظة على إنتاجيتها.
وحسب دوبا، تعطي تحاليل التربة مؤشرات إلى مدى إتاحة العناصر الغذائية المتنوعة للنباتات، ومدى خطورة وجود زيادة أو نقص في تلك العناصر بالنسبة للأنواع النباتية المزروعة أو التي ستتم زراعتها، حيث تعد تحاليل التربة أساساً لتقدير الاحتياجات السمادية لمختلف الأنواع النباتية بما ينعكس بشكل إيجابي على الإنتاج وتحقيق المعادلة السمادية الملائمة لمختلف الزراعات.
وعن تكلفة إجراء تحليل التربة وإجراءاته، أوضح دوبا أنه عند مراجعة المزارع للوحدة الإرشادية في منطقته وطلبه تحليل تربة أرضه، يتم أخذ العينة اللازمة للتحليل وتوضيبها عبر الكوادر العاملة في الوحدة، ومن ثم يتوجه المزارع إلى مركز البحوث الزراعية في اللاذقية، لتقديم طلب تحليل عينة تربة بقيمة رمزية باعتبارها عينة مزارع وتشمل التحاليل: تحليل الخصوبة – آزوت – فوسفور – بوتاس- مادة عضوية – EC – PH بأسعار رمزية.
وأضاف دوبا: بالنسبة لموضوع تكاليف الإنتاج فهو موضوع معقد وشائك ولا يتعلق فقط بالأسمدة وتوفرها من عدمه، بل هو حلقة متكاملة تبدأ من موضوع نوع التربة واختيار الأصناف النباتية الملائمة والتحليل الدوري للتربة لمعرفة الاحتياجات السمادية المناسبة وإضافة العناصر المستنزفة فقط، عدا تكلفة العمليات الزراعية المختلفة من حراثة وتقليم وغيرهما، لذلك يمكن للمزارع بهدف خفض تكاليف الإنتاج قدر الإمكان، اتباع النظم الزراعية الملائمة لكل منطقة واستشارة الفنيين الموجودين في الوحدات الإرشادية للتزود بالمعلومات الفنية اللازمة بما ينعكس إيجاباً على تحقيق الفائدة الربحية وخفض تكاليف الإنتاج في ظل الظروف الحالية.
وأشار دوبا إلى وجود مخبر تحليل تربة زراعية معتمد من وزارة الزراعة في محافظة اللاذقية، وذلك في مركز بحوث الهنادي، لكنه لا يكفي حاجة المحافظة، مبيناً أنه تم بحث إمكانية إقامة مخبر مع ممثلي منظمة “فاو” باعتبار أنه يحتاج إلى إمكانات مادية كبيرة وتقنيات اختصاصية، مضيفاً: حتى اليوم لم يتم الحصول على استجابة من “فاو”.
وعن فوائد ومزايا تحليل التربة، أوضح دوبا أنه يوفر استخدام الأسمدة ويحقق إنتاجاً أفضل وديمومة استخدام الأرض من خلال الدورات الزراعية، وكذلك وضع خطة زراعية أكثر دقة وجودة حسب محتوى التربة.
بدورها، بينت الدكتورة ريم علي مديرة مركز البحوث العلمية الزراعية أن محطة بحوث الهنادي تتضمن مخابر تحليل التربة والنبات والأسمدة والمياه، حيث يمكن إجراء بين 40- 50 ألف تحليل خلال العام، مشيرة إلى أنه يتم تلقي العينات بموجب كتاب من الوحدة الإرشادية للمزارعين بموجب “وصل” بقيمة 3000 ليرة، أما بالنسبة لعينات الأبحاث، فيتم ذلك بكتاب رسمي من مركز البحوث، وبالنسبة للقطاع الخاص يتم إجراء تحليل العينة بموجب “وصل” بقيمة 10 آلاف ليرة لكل عينة، كما يتم تحضير العينات ضمن مخبر تحليل العينات، ويتم إدخالها على شكل وجبة تحليل التي تأخذ وقتاً حوالي أسبوع بعد إكمال عملية التحليل، وبناء على ذلك يتم إعطاء توصية سمادية للمزارعين بهدف ترشيد استخدام الأسمدة والمساهمة في الحد من التلوث.
ولفتت إلى أن المركز يجري تحاليل التربة لـ( PH EC للآزوت، فوسفور، بوتاس، كالسيوم، مغنيزيوم، عناصر صغرى(حديد، ونحاس)، كما يقوم المخبر بتحليل السماد لعينات مجهولة المصدر للآزوت، فوسفور، بوتاس، كلور الصوديوم، وحموضة التربة ودرجة الملوحة وعينات النبات فيتم تحليل الآزوت، الكالسيوم، المغنيزيوم (كلي ومتاح)، مؤكدة أن المخبر حائز شهادة ضبط الجودة من منظمة “فاو”.