أسعار البيض والفروج تخرج عن نطاق السيطرة.. الأسباب باقية.. ومربون يعلّلون النفس بالتفاتة حكومية
تشرين – عمار الصبح:
استقرت أسعار البيض والفروج عند أعلى مستوى وصلت له، مدعومة بانخفاض المعروض من المادة في الأسواق وارتفاع أسعار مادة العلف، فضلاً عن الأخبار المتداولة عن الإصابات المرضية، التي أدت إلى نفوق نسبة كبيرة من الطيور لدى المربين.
وفي تفاصيل الأسعار، كسر سعر الفروج الحي حاجز الـ43 ألف ليرة للكيلو، مقارنة مع 18 ألف ليرة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، فيما تجاوز سعر طبق البيض 62 ألفاً، مقابل 25 ألف ليرة، بنسبة ارتفاع للمادتين تجاوزت 130%.
مربون أعادوا السبب الرئيسي لهذه الارتفاعات القياسية في الأسعار، إلى قلة الوارد إلى الأسواق من المادتين وضعف الإنتاج في المداجن، وخصوصاً بعد خروج نسبة كبيرة من المربين من العملية الإنتاجية بعد الخسائر التي تكبدوها خلال الفترات الماضية، مشيرين إلى ارتفاع أسعار المادة العلفية ،التي تشكل 70% من تكاليف الإنتاج، وتلعب أسعارها دوراً رئيساً في ارتفاع أسعار المنتج، علماً أن كمية العلف التي يستهلكها طير الفروج خلال الدورة “شهرين” تبلغ 4 كيلو، والتي يستهلكها طير البياض تبلغ 7 كيلو علف.
بدوره، أوضح رئيس لجنة مربّي الدواجن في درعا معتز العيسى، أن أسعار المنتج سواء من البيض أو الفروج، وإن بدت مرتفعة بالنسبة للمستهلك قياساً بمستوى دخله، إلا أنها لا تزال دون الطموح بالنسبة للمربين، وذلك بالنظر إلى التكاليف المرتفعة التي باتت تخضع لها عملية تربية الدواجن، ما أعاد حسابات الكثيرين من أهل المهنة، ممن لم تعد لديهم القدرة على تحمّل مزيد من الخسائر، وهو ما أرغم كثيرين على ترك التربية، فيما ينتظر البعض حتى ينتهي مما لديه من أفواج ليودع “الكار”، حسب وصفه.
وكشف العيسى عن تراجع ترتيب محافظة درعا في قائمة المحافظات المنتجة للبيض والفروج بعد أن كانت في الطليعة، معرباً عن أمله بعودة الألق لقطاع الدواجن في المحافظة بتدارك الأسباب التي أدت لتراجعه، ولاسيما أن المنشآت والكوادر موجودة، وكثيرون هم أولئك الذين يرغبون بالعودة إلى المهنة، فيما لو توفرت الظروف الملائمة للعمل.
وأشار إلى أن المطلوب في الفترة القادمة، هو الحفاظ على ما تبقى من مربين وتشجيعهم على الاستمرار بالمهنة، بما يضمن على الأقل استقرار الأسعار في السوق، وهذا يحتاج – حسب رأيه – إلى التفاتة لهذا القطاع الهام والحيوي ودعمه، وتوفير مستلزماته كالعلف والمحروقات بأسعار تشجيعية، وتوسيع دور مؤسسات التدخل الإيجابي في عملية استجرار الإنتاج في أوقات الذروة للحفاظ على سعر مجدٍ للمربين.