لا جائحة لفيروس (نيوكاسل) ولا تأثير له على صحة الإنسان قطنا: شراء أعلاف بقيمة 500 مليار ليرة .. للدواجن الحصة الأكبر منها
تشرين – رشا عيسى
لا جائحة لفيروس ( نيو كاسل) تضرب قطيع الدواجن المحلي.. هذه خلاصة الاجتماع الذي عقدته وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي اليوم السبت، ليبين الخبراء المجتمعون أن الوضع تحت السيطرة دون أن تكون نسبة النفوق التي سجلها الفيروس خارج المعدلات الطبيعية، مؤكدين عدم صحة التصريحات التي تناقلت معلومات مغلوطة تتحدث عن ارتفاع كبير بالأعداد النافقة حدّ وصف الوضع بالجائحة، نافين تماماً انتقال العدوى إلى الإنسان وفقاً للاثباتات العلمية التي قدمها أهل الاختصاص، بينما كشف وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا أنه تم شراء ما قيمته 500 مليار ليرة من الأعلاف للثروة الحيوانية بحيث يكون جزء كبير منها موجها لقطاع الدواجن.
تتبع واقع الثروة الحيوانية
وأكد قطنا أن الاجتماع يهدف إلى تتبع واقع الثروة الحيوانية والواقع الصحي لقطاع الدواجن، حيث إن الظروف الجوية تكون ذات أثر سلبي على الدواجن من حيث اختلافات درجات الحرارة وكان هناك إصابات بمرض “نيوكاسل” ولكنها إصابات طبيعية وليست بمرحلة الوباء أو الجائحة، وهناك بعض الإصابات سجلت في بعض المداجن التي حدث فيها نفوق وتشكل نسبة بسيطة جداً.
وبين قطنا أن هذا منتج غذائي له أثر كبير على الأمن الغذائي الوطني، وكانت هناك بعض التصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي البعيدة عن الواقع، ووددنا في هذا الاجتماع نقل الواقع كما هو وأن هذه الإصابة طبيعية وموجودة ليس فقط في سورية بل أيضاً في دول الجوار.
ولايوجد أثر لهذه الإصابة على الإنسان، وهي ذات أثر على الدواجن، وعندما يكون هناك نقص مناعة وإصابة، هنا يحدث نفوق في المداجن التي لاتلتزم بالتعليمات الفنية للتربية، كما تم رصد ذلك على الأرض.
ونحن أمام ظروف نعاني منها لفترة طويلة، كما تحدث قطنا ونحاول تحقيق الاستقرار في قطاع الدواجن بعد نكسات يعاني منها، و كان الاستقرار حتى عام 2010 من حيث كان إنتاج لحوم الدواجن وبيض الما ئدة يحقق الاكتفاء الذاتي، ويتم تصدير الفائض إلى العديد من الدول، أي كان يوجد استقرار وتوازن بالتربية بوجود كوادر بيطرية متخصصة يشرفون على موضوع التغذية والرعاية والتربة بمختلف تفاصيلها.
في الحرب أصبحت هناك مشكلة في هذا القطاع، مع توقف عدد من المداجن عن الاستثمار، وتعرض قسم آخر للتدمير، إضافة إلى صعوبات التخزين وتأمين المستلزمات والتحكم بالأسعار، وبنفس الوقت خسارة التمويل الآجل لقيمة الصيصان والدواجن التي كانت تحقق التكامل بين المربي والتاجر والمصنع.
اليوم وبعد تحقيق الاستقرار على الأرض سعت الحكومة لإعادة هذاالقطاع إلى وضع الاستقرار وتطوير قطاع الدواجن بالتعاون مع اتحاد الفلاحين ونقابة الأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين.
تعديل القانون
وبين قطنا أنه تم تعديل قانون الثروة الحيوانية، ما يعد تطويراً لبيئة التربية، ومعالجة لمشكلات المربين والمنتجين، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة إيجابية جداً سواء بتأمين سلف مالية لتأمين الأعلاف وزيادة الإنتاج وتحقيق استقرار السوق.
وقال قطنا: أصدرنا قرارات متعددة حول إلغاء قرار كان يتضمن سابقاً، إلغاء رخصة كل مدجنة لا تستثمر لفترة، وإنما الآن يودع رخصة استثمار لتنظيم عملية التربية وتأمين المحروقات والاحتياجات المختلفة، فلا توجد مدجنة يسمح باستثمارها وتربية الدواجن فيها إلا إذا كان هناك طبيب بيطري متعاقد مع صاحب المدجنة، ويشرف على مراحل التربية والتعقيم بالتعاون مع المربين، ويوجد قرارات ناظمة تنظم العلاقة بين المربي والطبيب و المستثمر وهناك أيضاً عقوبات للمخالفات.
ولفت قطنا إلى أن القطاع الزراعي هو قطاع ينتظر الجميع أن يكون منتجاً واقتصادياً، ويوفر الحاجة الغذائية للمجتمع، ومربح من أجل التصدير وتأمين القطع الأجنبي وحاجات الإنتاج، وأي تراجع في هذا القطاع يعد كارثة وطنية.
وكشف قطنا أنه تم شراء أعلاف بقيمة 500 مليار ليرة لدعم مربي الثروة الحيوانية وجزء كبير منها لقطاع الدواجن، مشيراً إلى أن الحكومة اتخذت جملة من الإجراءات لدعم هذا القطاع كتقديم سلف مالية للمؤسسة العامة للدواجن لتأمين الأعلاف وزيادة الإنتاج من البيض واللحوم والصوص، ودعم المؤسسة العامة للأعلاف لفتح دورات علفية.
وحالياً أخذنا الإجراء لإعادة استثمار كل مدجنة مرخصة وغير مرخصة لنزيد من موضوع التربية، ونظمنا موضوع المحروقات وتم توحيد السعر بقيمة 2000 ليرة للتر الواحد في كل المحافظات، ودخل بالإنتاج حوالي 2000 مدجنة.
وطالب قطنا بضرورة وجود تقارير طبية صحيحة وحقيقية تخرج من منشآت الدواجن ليتم تقييم الواقع بشكل صحيح ورصد أي مرض بشكل مباشر، مشدداً على أنه لن يتم السماح بالتربية إلا لمن يلتزم بجميع إجراءات الأمن الحيوي وفقاً للقوانين والقرارات.
وحول اللقاحات المتوافرة أوضح قطنا أنه تم السماح باستيراد اللقاح ليكون اللقاح المستورد متاحاً مع اللقاح الوطني، لافتاً إلى أن اللقاحات المحلية المنتجة من قبل وزارة الزراعة متوافرة، ويتم توزيعها مجاناً.
وبين قطنا أهمية العمل كمنظومة متكاملة بين المربين والمهندسين والخبراء والأطباء البيطريين واتحاد الفلاحين لتطوير هذا القطاع ومعالجة المشاكل التي تواجه المربين للوصول إلى الاستقرار في الإنتاج، لافتاً إلى ضرورة الالتزام بشروط الأمان الحيوي في المداجن والاعتماد على الفنيين والأطباء البيطريين في التعامل مع أي حالة وضرورة الالتزام بالتعاقد مع طبيب بيطري في كل منشأة.
بدوره، الدكتور باسم محسن مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة أكد على موضوع الالتزام بالأمن الحيوي وأن أي خلل به يجدد العدوى باستمرار، ما يتطلب تخلصاً نوعياً من الطيور النافقة لتجنب العدوى ونقل المرض إلى مناطق وطيور أخرى.
برامج التحصين الوقائي مهمة جداً وضمن التوقيت المناسب كما يوضح محسن، إضافة إلى نوعية اللقاح وطريقة إعطائه مع عدم إغفال أي من اللقاحات المطلوبة.
“نيوكاسل” من الأمراض الموجودة سابقاً وانتشاره ليس فقط في سورية، بل أيضاً في محيطنا، وكانت توجد بعض البؤر رصدت في الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وتم احتواؤها والوصول إلى آلية مناسبة للتعامل مع الأفواج الأخرى والأمور تحت السيطرة.
المدير العام للمؤسسة العامة للدواجن الدكتور سامي أبو دان شرح وجود المرض في أغلب دول العالم، محملاً المسؤولية للأخبار غير الصحيحة التي انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، نافياً وجود جائحة.
وقال أبو دان: لجأ معظم المربين لعدم اتخاذ الإجراءات الصحيحة لأسباب مادية، وهذا أدى إلى تراكمات، وما جرى من نسب نفوق فوق المتوسط العادي بشكل بسيط.
وأكد أبو دان أنه يوجد في القطاع العام 800 ألف من قطيع الدواجن بعدة خطوط ولم يحدث أي انحراف فوق الطبيعي من أصل 106حظائر تجري فيها عمليات التربية، مجدداً أن هذا المرض لا يؤثر على الإنسان وذلك مؤكد بالإثبات العلمي.
نقيب الأطباء البيطريين الدكتور إياد سويدان أوضح أنه من خلال متابعة الإشراف على مزارع الدواجن بعد ما تم تداوله عن وجود مرض “نيوكاسل”، تبين أن الأمر مبالغ فيه والإصابات محدودة ومسيطر عليها، والفروج يصل للمستهلك بشكل صحي وسليم وآمن وهذا المرض لايؤثر على صحة الإنسان.
رئيس غرف الزراعة محمد كشتو نوه بضرورة توخي الحذر في نقل المعلومات وعدم تضخيم الأمور، مكرراً أن واقع مرض( نيوكاسل) وفقا للخبراء والمختصين ضمن الحدود الطبيعية.
عرض من المحافظات
رؤساء الدوائر الحيوانية في المحافظات قدموا عرضاً لواقع تربية الدواجن نافين حدوث جائحة لمرض (نيوكاسل) كما أشيع خلال الفترة الماضية، مؤكدين وجود بؤر في بعض المحافظات وتمت السيطرة عليها، وتبين من خلال المتابعة أنه لم تسجل حالات نفوق في المحافظات الساحلية بينما سجلت بؤرة في نبل، نتيجة الارتفاع في الحرارة خلال فصل الصيف إضافة إلى واقع التربية الموصوف بالمزري وتشكل نبل 2%من إنتاج محافظة حلب.
وفي ريف دمشق أيضاً نفوا حدوث جائحة في المحافظة التي تغطي 40% من الإنتاج المحلي، مؤكدين ظهور بعض الحالات المشتبه بها وكانت نسبة الانخفاض من 10 إلى 14% بالإنتاج.
إجراءات الأمن الحيوي معدومة وتسبب انتقال الحالة المرضية من منشأة لأخرى، إضافة إلى أن الإشراف الفني يحتاج إلى تنظيم.
السويداء وحماة والقنيطرة أيضاً الوضع فيها جيد، وفي درعا كانت هناك بؤر إصابة خلال الارتفاع الحراري في الصيف وحالياً الوضع جيد.
مازن مارديني مربي دواجن ظهر عنده مرض (نيوكاسل)، أكد أنه لم يلتزم بإعطاء اللقاح بالوقت المناسب لأسباب خاصة قد يكون خطأ داخلياً، وحدثت عندي وفيات بين 30 و40% معتبر أنها خطأ فني داخلي.
وعقد الاجتماع الموسع بالتشارك مع غرف الزرارعة واتحاد الفلاحين ونقابة الأطباء البيطريين وحضور واسع من المربين والخبراء والمهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين والمستثمرين.