حلب تحيي الذكرى 84 لجريمة سلخ لواء اسكندرون.. رئيس جمعية أبناء اللواء لـ«تشرين»: سيبقى أرضاً سورية وسيعود إلى أهله مهما طال الزمن
حلب – رحاب الإبراهيم
أحيت محافظة حلب اليوم الذكرى الرابعة والثمانين للذكرى المؤلمة لسلخ لواء اسكندرون عن الوطن الأم سورية وذلك تحت شعار “اللواء عربي سوري من الأزل إلى الأبد” وبحضور عدد من أبناء اللواء المصرين على التمسك بهويته السورية واسترجاع أرضه عاجلاً أم عاجلاً من الاحتلال التركي، إضافة إلى نخبة من المسؤولين يتقدمهم أمين فرع جامعة حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور إبراهيم حديد وحشد شعبي من المهتمين وطلاب الجامعة الشباب، الذين يشير حضورهم الكثيف إلى وعيهم وإصرارهم على استرجاع كل الأراضي المحتلة من اللواء إلى الجولان، اللذين هما أراض سورية وستتم استعادتهما مهما طال الزمن.
رئيس الجمعية الخيرية لأبناء اللواء شاهين الحجي أكد لـ”تشرين” أن إحياء ذكرى سلخ لواء اسكندرون سنوياً بنفس توقيت سلبه التعسفي من الاحتلال التركي، تأكيد على الإصرار على استعادته إلى أرضه الأم سورية، مبيناً أن جريمة الاحتلال العثماني بسلب اللواء من أهله بالتآمر مع فرنسا، وموقف العدو التركي الجبان اليوم في اقتطاع أراضٍ جديدة يعد استمراراً لجرائم أردوغان التي لا تعد ولا تحصى، وهو ما يذكر السوريين بصورة دائمة بجرائم الدولة العثمانية بحق السوريين على مختلف العصور.
وشدد الحجي على أن الاحتفاء بذكرى السلخ الرابعة والثمانين تأكيد على الحق السوري في استرجاع كل أراضينا السورية وخاصة اللواء الذي هو أرض عربية سورية، فالأرض لا بد أن تعود إلى أصحابها مهما طال الزمن.
وأضاف الحجي: لنا في التاريخ عبرة، فبعد 400 عام من الاحتلال العثماني كان مصيره الزوال، ومن هذه العبرة نؤكد أن الأراضي السورية ستعود إلى أهلها بهمة الرئيس القائد بشار الأسد وبواسل الجيش العربي السوري الذين يعدون العدة لتحرير معركة الشمال واستعادتها من هؤلاء الغزاة، وغداً لناظره قريب.
وأكد أن النصر الكبير سوف يتحقق ولو بعد حين، وستتم عودة ما سلب من أراضينا في أقرب وقت، مشيراً إلى أن معركة طوفان الأقصى تشكل مثالاً واضحاً على إمكانية تحرير كل التراب السوري من الجولان وإدلب وعفرين واللواء السليب.
بدوره أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في جامعة حلب الدكتور إبراهيم حديد أكد أن الحق لا يموت بالتقادم، وستتم استعادة الأراضي المحتلة، ولن يتم التخلي عن أي شبر من الأراضي السورية المحتلة، فالمشروع القوي لتحرير كامل الأراضي مستمر رغم الجراح والعدوان والحرب الظالمة، معتبراً أن اتفاقية “سايكس بيكو” وسلخ اللواء واحتلال فلسطين ونكسة حزيران كلها مخططات كان هدفها تقسيم الوطن العربي والأمة إلى أن جاءت حرب تشرين التحريرية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد وتمت استعادة الكرامة العربية وبعض الأراضي المحتلة، لكن للأسف “الجفاف” العربي الذي يسمونه ربيعاً كان كارثياً على البلدان العربية وخاصة سورية بعد الحرب العدوانية الظالمة عليها، لكن بفضل القيادة الحكيمة والجيش العربي السوري والتحام الشعب دحرت هذه الحرب وفشلت مخططات منظميها.
ولفت حديد إلى العملية النوعية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في ملحمة طوفان الأقصى، التي تعد جزءاً من حركة التحرير العربي، داعياً العرب إلى الاستفاقة والصحوة، فاليوم من خلال طوفان الأقصى تبين أن الوعي العربي لا يزال حاضراً، بالتالي النصر على الاحتلال قادم لا محالة، وقريباً لن يكون هناك احتلال إسرائيلي وستتم استعادة كل الأراضي المحتلة من اللواء إلى الجولان إلى فلسطين المحتلة.
من جهتها صفاء قدور نائب عميد كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية في جامعة الشام الخاصة استعرضت المراحل التاريخية التي نفذها الاحتلال التركي بالتعاون مع الاستعمارين الفرنسي والبريطاني من أجل سلب لواء اسكندرون، الذي قدم كرشوة من أجل وقوف تركيا مع هذين الاحتلالين، وفعلاً اتخذت كل السبل والطرق المخالفة من أجل تغيير هوية اللواء بعد تهجير أهله وتغيير اسمه إلى “هاتاي” مع أنه قانونياً هو المحافظة 15 لسورية، مشيرة إلى أن أهالي اللواء بعد خطة التتريك والتعسف التي اتبعت ضد أهله السوريين المتمسكين بسوريتهم هاجروا إلى المحافظات السورية الأخرى كحلب وطرطوس واللاذقية ودمشق وغيرها، وقد واجهوا صعوبات عديدة لكن يمكن القول إنهم الوحيدون من بين الشعوب التي هجرت التي لم تطلب مساعدة من الدول الأخرى ولا حتى من بلدهم الأم سورية، حيث اعتمدوا على أنفسهم رغم العقبات والمشاكل الكثيرة التي واجهتهم وبنوا أنفسهم بالعلم والثقافة، لاعتقادهم الراسخ أنه السلاح الأجدى في كل الأزمان، مشددة على أن عملية سلخ اللواء غير قانونية بالمطلق، لذا مهما طال الزمن سيعود إلى أهله وسيكون كما كان جزءاً من الأراضي السورية.
ت-صهيب عمراية