أمراض تصيب الدواجن والأبقار في اللاذقية وتتسبّب بحالات نفوق.. و«السورية للتأمين» تكشف عن اتفاق تأميني سيبصر النور
تشرين- يوسف علي:
يواجه مربّو الدواجن والأبقار في محافظة اللاذقية، خلال العام الحالي، مشكلة إصابة الدواجن، وخاصة المزارع الصغيرة “الدجاج البلدي”، وكذلك الأبقار، بأمراض عدة، هذا الواقع تأثر به المربّون الصغار بخسائر أجبرتهم على الخروج من العملية الإنتاجية، فيما لم يتأثر كبار المربين كثيراً، باعتبار أن لديهم الإمكانية لتعويض خسائرهم من بقية القطيع.
عن ذلك، بيّن رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة اللاذقية، الدكتور أحمد ليلا لـ”تشرين”، أن الدجاج تأثّر بموجة من داء شبه طاعون الدجاج -نيو كاسل-“مرض فيروسي سريع الانتشار”، حيث ينتشر بالهواء والماء الملوث عبر أيدي العمال من نفايات المداجن نتيجة التقلبات الحيوية” فروقات الحرارة”، وهذا ينطبق على الدواجن البلدية فقط، فالدجاج البلدي ، تعرض لأمراض تنفسية، خلال شهري الحرّ في فصل الصيف، سبّبت الإجهاد للقطيع، مثل أمراض “ميكوبلازما،الكوريسار،الإيكو لايف”.
وأوضح ليلا أن هذه الأمراض تؤثر في مناعة الطير بشكل عام وتكسرها، ما يمهد لظهور أمراض (نيو كاسل)، مشيراً إلى أن خطة دائرة الصحة الحيوانية السنوية، تركزت على توزيع وتحصين لقاح شبه الطاعون (الكوماروف ) عبر حملات التحصين على مدار العام مجاناً من قبل العناصر الفنية البيطرية والمرافقين في الوحدات الإرشادية والمراكز البيطرية، لكن بعض المربين يؤجلون اللقاح إلى فصل الخريف، أي فترة ظهور المرض، مؤكداً أن نسبة النفوق لم تتجاوز 5%، في حين لم تظهر أي إصابات في المداجن لوجود برنامج تحصيني وقائي دائم فيها.
وعن الأمراض التي أصابت مزارع الأبقار, وخاصة الصغيرة، بيّن ليلا أن بؤراً مرضية أصابت قطعان قرى ومزارع محدودة تابعة للوحدات الإرشادية في “بستا، مزرعة الحجر”، حيث ظهر فيها مرض (الجمرة العرضية)، وهو مرض جرثومي يتكاثر بالفضلات، إما من المراعي أو من أعلاف ملوثة خشنة، حيث نفق حوالى 13 رأساً بقرياً، مؤكداً أن دائرة الصحة الحيوانية، توجهت على الفور إلى المنطقة وأطلقت حملة تحصين، شملت المَزارع وقطعان المربين الفرديين، وتم طلب إتلاف الحيوانات النافقة بطريقة الطمر، كما تم إطلاق حملة تحصين ضد الجمرة العرضية في المحافظة.
ولفت ليلا إلى أن جميع الحملات ضد الأمراض السارية والمعدية مجانية وتوزع الأدوية حسب الإمكانات، وعلى الرغم من ظروف الأزمة، لم تتراجع الخطة وتم تقديم الخدمات والعلاج والاقتراحات وفق خطة وزارية ضد الحمى القلاعية والجمرة العرضية والجمرة الخبيثة للأغنام والخيول و طاعون المجترات الصغيرة للأغنام والماعز، إضافة للقاح “الانترونوكسيميا”، ولقاح الفيروسات اللقاح “الباستروويلا” ولقاح “الكوماروف” للدجاج المحلي، موضحاً أن هذا لا يمنع من ظهور جوائح وبؤر صغيرة وهذا أمر طبيعي.
خروج من العملية الإنتاجية
“تشرين” التقت بعض مربي الأبقار الصغار، أي (لدى المربي رأس بقر أو رأسان)، إذ أكد إياد حسن من قرية الحارة أنه كان لديه رأسان من البقر الحلوب، يعتمد على إنتاجهما في تأمين وارد مادي للعيش، ولكن تعرضتا لمرض، فأخبر الوحدة الإرشادية في “العنّاقية” وحضر الطبيب البيطري على الفور ولكن المرض كان مستفحلاّ فنفقت البقرتان وقيمتهما حوالى 50 مليون ليرة، وأضاف: خسارة فادحة، ولا أستطيع أن أشتري بقرة وقد حاولت الحصول على تعويض ولو جزئي، لكنني لم أتمكن من ذلك.
تعويض محدود
بدوره، أوضح مدير فرع صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية، المهندس زاهر تويتة، أن الصندوق يقدم التعويضات بشكل نسبي ضمن شروط محددة، فمثلاً فيما يتعلق بنفوق الأبقار أو المواشي، تم التعويض فقط لعدد من المربين الذين نفقت لديهم خمسة رؤوس بقرية في بلدة زغرين خلال العام، إثر صاعقة جوية، وذلك بمبلغ إجمالي 7 ملايين ليرة، لكن لم يتقدم أي مربي مواشي أو أبقار أو دواجن لإدارة الصندوق طلباً للتعويض.
مشروع تأميني لم ينجح
من جانبه أوضح رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية أديب محفوض، أن الاتحاد تقدم منذ سنوات بمشروع لإحداث مكتب صندوق التأمين على الماشية والأبقار، ولكن لم يتقدم أحد للتسجيل والاشتراك به وتراجع المشروع ولم ينجح.
قريباً..
مدير فرع المؤسسة السورية العامة للتأمين محسن زيود، كشف أن هناك اتفاقاً بين هيئة الإشراف على التأمين ووزارة الزراعة لإمكانية تأمين كل مفاصل ومنتجات الزراعة، وتم البدء بالبيوت المحمية، وحالياً تتم إعادة الدراسة وتلافي الثغرات وتعديل عقد التأمين، مشيراً إلى تشميل بقية أقسام ومنتجات الزراعة، ومنها حظائر ومزارع الأبقار والدواجن والماشية المرخصة وسواها، وتتم حالياً دراستها من قبل هيئة الإشراف على التأمين ووزارة الزراعة.