“السورية للنفط” تعوّل على الخبرات الوطنية و التكنولوجيا لتحسين الواقع النفطي
تشرين – لمى سليمان:
بعيداً عن الحصار والعقوبات الغربية والصعوبات التي فرضتها على قطاع النفط، تستمر الخبرات الوطنية بالمحاولات الجمّة لاجتراح الحلول لمحاولة كسر الخناق على مكونات الطاقة والخروج ببدائل تكون مناسبة للوضع الراهن.
عن آخر ما تم وضعه في الخدمة من آبار نفطية، أوضح المدير العام للشركة السورية للنفط، المهندس سليمان ديب لـ”تشرين” أن آخرها بئر “التياس” الغازي 3 بواقع 300 ألف متر مكعب من الغاز الخام يومياً. منوهاً بالدور الكبير للخبرات الوطنية في عملية الحفر، وبأهمية العمل على الاستثمار في تكنولوجيا الحفر والاستكشاف الحديثة و تطوير مهارات ومعرفة فريق العمل، من خلال توفير برامج تدريبية متخصصة للموظفين وتطوير المهارات اللازمة لاستخدام التقنيات الحديثة والمعدات.
ولفت ديب إلى أن “السورية للنفط” تهتم بالتعاون مع الشركات الأخرى والمؤسسات البحثية والحكومية ذات الصلة بتبادل المعرفة والخبرات، الأمر الذي يساعد الشركات في تسريع عملية التطوير التكنولوجي وتحقيق تحسينات في العمل.
وعن كيفية تحقيق التوازن بين زيادة الإنتاج وتقليل التكاليف وتخفيض النفقات لدعم الصناعة النفطية، أكد ديب أنه يمكن اتباع عدة استراتيجيات وتبنّي ممارسات فعالة، منها تحسين الكفاءة العملية من خلال تحسين تقنيات الاستخراج والإنتاج، وتحسين عمليات الحفر والتكرير، وتحسين إدارة المخزون والتوزيع.
إضافة إلى التحوّل لتقنيات وعمليات متقدمة، من خلال اعتماد تقنيات حديثة لتحسين عمليات الاستكشاف والإنتاج والصيانة، وتحسين إدارة التكاليف من خلال تحليل وتقييم التكاليف وتحديد المجالات التي يمكن تحسينها وتقليل التكاليف فيها. ويمكن أيضاً تحسين عمليات الشراء والتوريد والتعاقد لتحقيق توفير في التكاليف. وبالنسبة لاستراتيجية البحث والتطوير يمكن تحقيق زيادة في الإنتاج وتقليل التكاليف من خلال البحث والتطوير، لتطوير تقنيات جديدة وعمليات محسنة باستخدام هذه الاستراتيجيات والممارسات.
وفيما يتعلق بالأفكار والرؤى الحالية، التي ستساهم في تطوير القطاع النفطي وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات والصعوبات، أوضح ديب أنه تم أثناء الأسبوع العلمي طرح العديد من الرؤى والأفكار، وأهمها تعزيز التعلم والتدريب المستمر، إذ سيتم التأكيد على أهمية توفير فرص التعلم المستمر والتدريب المستمر للعاملين في القطاع النفطي، بما في ذلك تبادل الخبرات والمعرفة مع الخبراء في مجالات مختلفة، وهذا بدوره سيساهم في تطوير المهارات والكفاءات الفنية والإدارية وتحسين الأداء العام للشركات النفطية.
إضافة للتحول إلى تكنولوجيا المعلومات والتقنيات الحديثة، ليتم تسليط الضوء على أهمية استخدام التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والتحليل الضخم للبيانات في تحسين عمليات الاستكشاف والإنتاج والتسويق في القطاع النفطي. هذه التقنيات يمكن أن تساهم في زيادة الكفاءة وتقليل التكاليف وتحسين إدارة المخاطر، ومن ثم التأكيد على أهمية الالتزام بمعايير الحماية البيئية وتطبيق أفضل الممارسات في جميع مراحل عمليات النفط والغاز. كما يجب أن يكون هناك توازن بين زيادة الإنتاج والحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة للمجتمعات المحلية.