ما بعد غزة.. مزيد من المقاومة

بينما العدوان الإسرائيلي يستعر على غزة، وبينما جريمة الإبادة الجماعية بأهل غزة تتفاقم، تبحث أمريكا بكل وقاحة ما يسمى «اليوم التالي».. ويبحثون أي شكل للحكم في غزة في «اليوم التالي»، متجاهلين «اليوم الحالي» كما قال الرئيس الفلسطيني، فكيف يرون اليوم التالي؟ وكيف هي الوقائع والحقائق التي ستنتج عن اليوم الحالي؟

‏تتوهم الإدارة الأمريكية بمجرميها الصهاينة بأن إحراق غزة وقتل المدنيين وتهجير أهلها ستتيح لها أن تنصب سلطة «دمية» تخدمها في إنهاء القضية الفلسطينية، وفي تذويب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وترى الإدارة الأمريكية أن الهمجية الإسرائيلية القاتلة في غزة ستكون مفيدة لسياساتها في المنطقة، ولم يسمعوا حتى لفريد زكريا الذي كتب في «واشنطن بوست» أن هذه الحرب على غزة «لن تكون مفيدة لهم»، هذا الرأي الأمريكي العاقل لابد أنه يتلمس حقائق التاريخ بعيداً عن التوهم.
الإدارة الأمريكية ومجرموها الصهاينة لا ينتبهون ولا يبحثون الحقائق على الأرض، لأن ما يسمونه «اليوم التالي» لعدوانهم لن يكون مسرحاً فارغاً لهم يحركون عليه دمى يصنعونها لتخدمهم.. اليوم التالي في غزة سيكون امتداداً ونتيجة لليوم الحالي، أي إن العدوان والهمجية اللذين يمارسان على غزة لن ينتجا إلا المزيد من التصميم الفلسطيني على النضال من أجل الحصول على حقوق الفلسطينيين واستعادة الحياة الوطنية الفلسطينية وكرامة الشعب الفلسطيني الإنسانية.. الهمجية والعدوان الإسرائيلي- الأمريكي على غزة لن ينتجا إلا مقاومة أكثر قوة واندفاعاً.. وجرائم إسرائيل بحق أهل غزة ستجعل كل فرد فلسطيني مقاوماً سواء كان في تنظيم أو فصيل، أم كان منفرداً وحده.. ما تقوم به إسرائيل وأمريكا بحق حياة وكرامة واستقرار وحقوق الفلسطينيين، أفراداً وجماعات في غزة، سينتج مقاومة شديدة وقوية وأكثر بأساً وإصراراً وأشمل في امتداداتها بين أطياف الشعب الفلسطيني.
‏كم من الغباء يلزم السياسي، الذي يقتل الشعب ويحاصره ويجوعه ويهجره؟ كم يلزم هذا السياسي من الغباء كي يعتبر أنه بعد جريمته سيرتاح وسيتصرف كما يريد؟ وكم هي غبية السياسة الأمريكية الصهيونية التي لم تتعلم من دروس التاريخ، خاصة أنها بعد كل عدوان قامت به، وكل جريمة ارتكبتها بحق شعب من الشعوب، تصدت لها مقاومة أقوى وأشد.. غزة بعد العدوان الهمجي ستكون في اليوم التالي أكثر مقاومة للعدوان، وستكون إسرائيل في اليوم التالي للعدوان على غزة.. ستكون إسرائيل والمشروع الأمريكي- الصهيوني أمام مقاومة أشد بأساً وأعظم قوة وأعمق إيماناً بحقها بأرضها ودولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
القضية ليست غزة.. القضية فلسطين وعروبتها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار