العقاب الرياضي حاجة أم ضرورة
عندما نتحدث عن بعض التصرفات الغريبة و المفاجئة، و كذلك المشاهد السلبية التي نراها في المباريات أو اللقاءات الرياضية للاعبين أو الحكام أو المدربين أو الإداريين، و من يدور في فلكهم من جمهور و مراقبي مباريات، ولاسيما عندما تكون المباريات هامة و حساسة و نتائجها مصيرية ، ندرك تماماً كم نحن بعيدون عن ترجمة ألف باء الرياضة بمفهومها الإنساني و الحضاري الواسع، و كم نحتاج من زمن قد يطول أو يقصر لفك شيفرة أن الرياضة هي فعل و نشاط إنساني مميز يهدف إلى إظهار جوانب الأخلاق والمعرفة قبل كل شيء.
فقد أظهرت بعض الجماهير الرياضية المحبة لرياضة كرة القدم وتحت عنوان المشجعين في مباريات الدوري الكروي الممتاز بفئتي الرجال والشباب ما تختزله من ضيق في صدرها الرياضي وعدم احترام لمشاعر الغير والتسبب في إرباك الحكام بطريقة أو بأخرى من خلال ممارستهم لحقهم في التشجيع بطريقة بعيدة عن السيطرة العقلية والمنطقية ما عكس ابتعاداً وتهميشاً لثقافة احترام حقوق الجمهور الآخر في المتابعة الهادئة.
وأيضاً عدم الاكتراث بضرورة المحافظة على الأجواء المريحة للاستمتاع بمجريات اللقاءات بين الفرق المشاركة في هذا الدوري الكروي الأمر الذي بدد الأجواء الرياضية إلى توتر وقلق وإرباك للجميع، وهنا السؤال المهم الذي يطرح نفسه دائماً في مثل هذه الحالات وهو: من أعطى الحق لهؤلاء المشجعين المفترضين والمنفلتين من عقال الأخلاق الرياضية بافتعال الفوضى وتأجيجها للتعبير عن غضبهم أو انزعاجهم وأحياناً فرحهم بإقدامهم على ممارسة جميع أشكال اللامسوؤلية في التخريب و الأذية المادية والمعنوية وما يتبعها من انتقاص للمشاعر الإنسانية وتعمد الإساءة للغير بالألفاظ إلى درجة السوقية؟
وهل العقوبات والتوقيفات التي أصدرتها لجنة الانضباط بحق بعض الأندية واللاعبين والمدربين المتجاوزين للخطوط الحمراء والتي تنوعت بين الغرامات المادية والحرمان والتي شملت كلاً من أندية الطليعة والساحل وحطين وأهلي حلب والحرية، كافية وتفي بالغرض وتقطع الطريق مستقبلاً لأي حالة مشابهة؟.
نحن هنا لا نهين أحداً ولا نتعدى على كرامة أحد، وإنما نوصف حالة مجتمعية تخص الشريحة الرياضية في بلدنا ومتابعيها، هذه الحالة آن لها أن تنتهي أو تضبط بالحدود الدنيا لأن العقوبات الآنفة الذكر خجولة وهي لا تسمن ولا تشبع من جوع، وحسب رأي بعض المراقبين تقع ضمن دائرة التحذير والإنذار الناعم ولم ترقَ إلى حالات رادعة وقاسية وإلى غير رجعة، نتمنى من الجميع الوعي ثم الوعي والتصرف بأخلاق رياضية وألّا يتم التهاون بأي تصرف يسيء لسمعة رياضتنا و سمعة بلدنا في النهاية .