تسارع وتيرة قطاف وعصر الزيتون.. أسعار الزيت تتضاعف ثلاث مرات ومخاوف من أن تقع في قبضة التجار
تشرين – عمار الصبح:
ارتفعت وتيرة العمل في معاصر الزيتون بمحافظة درعا خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع تسارع القطاف من المزارعين الذين بدؤوا توريد إنتاجهم إلى المعاصر، وسط توقعات متفائلة بتحسن الموسم هذا العام بالمقارنة مع موسم العام الماضي.
ووفقاً لتقديرات مديرية الزراعة بدرعا تبلغ كميات الإنتاج المتوقعة للموسم الحالي قرابة 25 ألف طن من ثمار الزيتون، وهي كميات تفوق تلك المنتجة في الموسم الفائت والبالغة 22.275 ألف طن، فيما تشير التقديرات إلى إنتاج ثلاثة آلاف طن من الزيت هذا الموسم.
وتتفاوت نسبة الزيت المستخرجة حسب رأي صاحب أحد معاصر الزيتون في منطقة الصنمين، حسب نوع الزيتون ومدى العناية المقدمة له من ري وتسميد ومكافحة حشرية، لافتاً إلى أن نسبة الزيت يمكن أن تتجاوز لدى البعض 18٪ اذا كانت نوعية الثمار جيدة وعصيرية، ويمكن أن تتدني لدى البعض إلى 13٪ فقط.
وبالمقابل يساور كثير من المزارعين شكوك حول نسبة الزيت المستخرجة، محملين جزءاً من المسؤولية في هذا الشأن إلى المعاصر التي قد لا يلتزم بعضها بالشروط الفنية للعمل، ومنها تخفيض المدة المحددة لبقاء الزيتون في العجانة، وقيام البعض إلى برفع درجة حرارة تسخين الزيتون أكثر من اللازم وهذا ما يُفقد الزيت خواصه ويرفع من نسبة الأسيد فيه ويؤدي إلى بقاء نسبة من الزيت في المخلفات ( التفل ) تزيد على 5% في حين النسبة العالمية 1% فقط، وهذا ما يتطلب تشديد الرقابة على المعاصر من الجهات المعنية، حسب قولهم.
وانتقالاً إلى الشغل الشاغل وهو أسعار الزيت هذا العام، فبالرغم من عدم ثبات تسعيرة “دارجة” للزيت حتى الآن، فإن أحاديث تدور عن أن الأسعار لن تقل عن المليون ليرة للصفيحة بوزن 16 كغ، ما يعني أن الأسعار ستتضاعف أكثر من ثلاث مرات مقارنة مع الموسم الماضي حيث كان سعر الصفيحة يتراوح بين 275 و300 ألف في بداية الموسم.
مواطنون أعربوا في حديثهم لـ”تشرين” عن خشيتهم من أن يضع التجار يدهم على الإنتاج هذا الموسم كما حدث في مواسم سابقة، ما قد يرفع الأسعار إلى مستويات أعلى كما حدث في الموسم السابق، حسب قولهم، حيث تدحرجت الأسعار بدءاً من 300 ألف ليرة وصولاً إلى أكثر مليون ليرة، وذلك بعد استئثار التجار بحصة كبيرة من السوق وهي الحصة التي وجدت طريقها للتصدير، الذي كان مسموحاً به حينها.
ودخلت 36 معصرة نطاق العمل هذا العام في درعا، معظمها يضم خطي إنتاج وتعمل على مبدأ الطرد المركزي.
وتوقع مدير صناعة درعا المهندس عماد الرفاعي أن تصل الطاقة الإنتاجية لكل معصرة إلى ما يزيد على 120 طناً من ثمار الزيتون يومياً وبمعدل 1200 كغ زيت، مشيراً الى أنه سيتم تزويد المعاصر بمادة المازوت الصناعي من مديرية الصناعة ولجنة محروقات المحافظة لزوم العمل خلال الموسم.