«غلوبال ريسيرتش»: غزو بري «أمريكي» إسرائيلي لغزة.. والفشل واحد ومؤكد
ترجمة وتحرير: لمى سليمان:
ينتظر الكيان الصهيوني فشلاً في تنفيذ عمليته البرية في قطاع غزة، هذا ما نقله موقع «غلوبال ريسيرتش» الكندي، موضحاً أن هناك عوامل كثيرة تجعل ساحة المعركة المحلية صعبة للغاية بالنسبة للكيان، وأبرزها شبكة الأنفاق.
علاوة على ذلك، أصبح حطام المباني التي دمرتها آلات الحرب الإسرائيلية عائقاً أمام القوات الإسرائيلية التي ترافقها الوحدات الخاصة الأمريكية المشاركة في العملية. وتأكيداً لما توقعه العديد من الخبراء، فإن الكيان سيواجه الفشل في خطة غزوه البري لغزة.
وحسب كاتب المقال، فإن عدة تقارير أخيرة تؤكد أن العملية البرية الإسرائيلية التي طال انتظارها قد بدأت بالفعل، لكنها كانت محبطة للغاية للطموحات الإسرائيلية. وفي الفترة ما بين 22 و27 تشرين الأول، كانت هناك غارات ضد غزة، ولكن يبدو أن الفلسطينيين تمكنوا من تقييد هذه التحركات بسرعة. وحسب تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتزي هاليفي، فإن هناك مخاطر كثيرة في العملية البرية وليس هناك «انتصار» من دون دفع الثمن.
ويبدو أن «الحليف» الأمريكي توقع الفشل فأرسل وحدات خاصة لتقاتل إلى جانب الإسرائيليين في التوغلات البرية. وهناك تقارير تفيد بأن وحدة «دلتا» الأمريكية الخاصة تشارك في العمليات، بالرغم من أن واشنطن تتجنب التعليق على القضية علناً. ومع ذلك، حتى مع هذا النوع من المساعدة، لا يمكن تنفيذ عملية توغل ناجحة. في 25 تشرين الأول، قال مستشار البنتاغون السابق دوجلاس ماكجريجور: إن القوات الإسرائيلية والأمريكية التي حاولت دخول غزة تعرضت لإطلاق النار وتكبدت خسائر فادحة.
يقول الكاتب: لقد تنبأ الخبراء بكل ما يحدث، والآن تواجه القوات الإسرائيلية صعوبات كبيرة في تنفيذ «القتال الحي»، كما أنها لا تتمتع بالمهارة في حالات المواجهات الطويلة. ويمكن قول الشيء نفسه عن الوحدات الخاصة الأمريكية، التي ليس لديها خبرة في منطقة غزة. ومن ناحية أخرى، فإن المقاومة الفلسطينية على دراية بالجغرافيا المحلية، وتعرف المنطقة أفضل من العدو، وتتمتع بميزة استخدام أنفاقها تحت الأرض لتنفيذ هجمات مفاجئة وللانسحاب عندما تتكبد خسائر.
الطريقة الوحيدة لنجاح «إسرائيل» في تنفيذ العملية البرية – حسب الكاتب- هي زيادة مستويات العنف بشكل كبير. وهي التي تعتمد بالأساس على عمليات مشتركة من الغارات البرية والقصف الجوي العنيف للغاية، ما يزيد من عدد الضحايا المدنيين. ومن الناحية العملية، تتأثر الحكومة الإسرائيلية بشدة بهذه الاستراتيجية، حيث إن ردود الفعل الدولية على العنف الصهيوني سلبية، ما يولد ضغوطاً سياسية ودبلوماسية ضد «إسرائيل».
ويؤكد كاتب المقال أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق إزاء تزايد هذا الضغط، ونصحوا «إسرائيل» بإعادة التفكير في استراتيجية الغزو البري. وعلى ما يبدو فإن ما كان مخططاً له أن يكون غزواً نهائياً بعدد كبير من القوات أصبح عبارة عن سلسلة من الهجمات البرية الصغيرة بعدد أقل من الجنود والوحدات الخاصة. كما تشير التقارير إلى أن المسؤولين الأمريكيين يحاولون منع وقوع حمام الدم في المناطق المكتظة بالسكان في غزة ـ ليس بسبب وجود مخاوف إنسانية حقيقية على المدنيين الفلسطينيين، بل لأن ذلك يؤثر في صورة «إسرائيل» ومؤيديها الأمريكيين. وهذا ما يفسر لماذا قامت «إسرائيل» في الأيام الأخيرة بشن غارات صغيرة النطاق. والمشكلة هي أن هذه الخطة أيضاً من غير المرجح أن تنجح، حيث أثبت الفلسطينيون قوتهم بالقدر الكافي لصد الغزاة.
كما أن هذه الهزائم المستمرة للقوات الاسرائيلية ستؤدي إلى زيادة الضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وإجبار الحكومة على مضاعفة العنف، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى توليد ضغوط دولية بالنظر إلى التأثير الإنساني. وبهذا تبدو الحكومة الإسرائيلية مرة أخرى وكأنها وقعت في فخ لا يمكنها الفكاك منه.