هل يأخذ المرشد النفسي دوره داخل المدرسة أم يقتصر عمله على ملء حصص الفراغ؟
بلغ عدد المرشدين النفسيين والاجتماعيين في المدارس حسب آخر إحصائية حوالي /7631/ مرشداً نفسياً واجتماعياً
الصعوبات تتمثّل بالعدد الكبير للطلاب والتلاميذ في المدارس ونقص في عدد المرشدين
تشرين- منال الشرع:
يمكن للأطفال والشباب أن يواجهوا العديد من المشكلات المتعلقة بالتعلم والعلاقات الاجتماعية، كالشعور بالاكتئاب والقلق والعزلة، فيأتي الإرشاد النفسي المدرسي لتهيئة قدرات الطالب ويجد حلولاً لمشكلات يعاني منها الطلاب، نفسية كانت أم اجتماعية داخل المدرسة أو خارجها .. لذلك من المهم تفعيل دور الإرشاد النفسي داخل المدارس وأن يكون للمرشد النفسي دور فاعل، يتحسّس فيه مشكلات الطلاب بعيداً عن الدور التقليدي، ففي بعض المدارس قد يقتصر دور المرشد على ملء حصص الفراغ لتتحول مهمته إلى مهمة إدارية داخل المدرسة، رغم أهمية هذا الأمر في تكوين شخصية الطلاب وتلبية متطلباتهم لمساعدتهم في بلوغ أقصى درجات النضج النفسي والاجتماعي. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما مدى تطبيق المهام في مدارسنا، ومدى تقبّل وجود المرشد النفسي وفاعلية دوره والتجاوب معه؟
بلغ عدد المرشدين النفسيين والاجتماعيين في المدارس حسب آخر إحصائية حوالي /7631/ مرشداً نفسياً واجتماعياً
للإضاءة على هذا الجانب بيّن رئيس دائرة الإرشاد في وزارة التربية صفوان العامر لـ”تشرين” أن وزارة التربية قامت بتعزيز دور المرشد النفسي والاجتماعي وتفعيل دوره بشكل أكثر فاعلية، وذلك من خلال تعيين مرشدين اجتماعيين ونفسيين بموجب المرسوم الجمهوري رقم/ 466 / بتاريخ 5/9/2001م المتضمن إضافة مرشد نفسي واجتماعي للعاملين في وزارة التربية، وبناءً عليه تم تعيين عدد من المرشدين النفسيين والاجتماعيين في كل المحافظات، وأخذت العملية الإرشادية تشكل حيّزاً كبيراً في العملية التربوية لأنها تساعد التلاميذ والطلاب على رسم خططهم التربوية التي تتناسب مع قدراتهم وميولهم وأهدافهم، وقد بلغ عدد المرشدين النفسيين والاجتماعيين في المدارس، حسب آخر إحصائية، حوالي /7631/ مرشداً نفسياً واجتماعياً، وتقوم وزارة التربية بتحديث قاعدة البيانات سنوياً، كما تم تحديد مهام المرشدين النفسيين والاجتماعيين وإصدار مجموعة من البلاغات الوزارية الناظمة لعملهم، ووضع برنامج تدريبي لهم من خلال إقامة الدورات التدريبية المتضمنة التعريف بالإرشاد ومدى الحاجة له في العملية التربوية والاطلاع على مبادئه ومجالاته وطرقه، وكيفية بناء العلاقة الإرشادية مع المسترشد، إضافة إلى طرق الإرشاد ووسائله وبرامج الدعم النفسي والاجتماعي والصحة العقلية والنفسية لتلاميذ وطلاب المدارس.
خطة إرشادية
وأيضاً تزويد المرشدين النفسيين والاجتماعيين بالخطة الإرشادية السنوية في المدرسة، المزامنة لعملهم، ضمن أسس علمية لتقديم خدمات توجيهية وإرشادية لفئة محددة أو عامة من (التلاميذ- الطلاب) وتُراعي هذه الخطة التنظيم والوضوح وتقوم بتحديد المشكلات الإرشادية في المدرسة وترتيبها حسب أهميتها والأساليب والوسائل المساعدة لتنفيذها والجهات والعناصر المشاركة فيها، وتكون هذه الخطة مرنة وقابلة للتعديل للتعامل مع الحالات الطارئة بما يراه المرشد وإدارة المدرسة، ووضع أهداف الخطة الإرشادية السنوية للمرشد في المدرسة وتتضمن نشر آلية العمل الإرشادي بين جميع التلاميذ والطلاب وأعضاء الهيئة الإداريّة والتدريسيّة والتعليميّة وأولياء الأمور والبيئة المحلية وتعزيز التعاون فيما بينهم وذلك لحسن سير التعليم في المدارس وجعلها بيئة تربوية محفزة وآمنة، والحدّ من المشكلات السلوكيّة داخل المدرسة والعمل على معالجتها وتعرّف حاجات الطلبة الملحة وتقديم الاستشارة التربويّة والنفسيّة والاجتماعيّة المناسبة ووضع الخطط التربويّة الفرديّة والجماعيّة (للتلاميذ والطلبة)، ومساعدة الطلبة المستجدين على التكيف مع البيئة المدرسية والعمل على تحقيق مبادئ التوعيّة الوقائيّة السليمة في الجوانب (الصحيّة- التربويّة- النفسيّة- الاجتماعيّة).
مواجهة السلوكيات غير التربوية
إضافة إلى تعزيز دور الإرشاد النفسي والاجتماعي في المدارس لمواجهة السلوكيات غير التربوية بين التلاميذ والطلاب إن وجدت (حالات العنف- التدخين – الشغب)، وفقاً للعامر، وذلك من خلال الإرشاد الفردي والجماعي وتعزيز لغة التواصل والاستماع والحوار بين التلاميذ والطلاب ونبذ العنف والابتعاد عنه، ومن خلال تقديم الدعم النفسي الاجتماعي للقائمين بالسلوكيات غير التربوية خاصة وللطلاب والتلاميذ عامة.
في الأزمات والكوارث
وأضاف العامر: كما تم تعميم نشرات إرشادية مختلفة على موقع وزارة التربية، إضافة إلى تعميمها على الموجهين الاختصاصيين للإرشاد (النفسي والاجتماعي ) والمرشدين (النفسيين والاجتماعيين) في مديريات التربية، وتتضمن (دور المرشد في الأزمات والكوارث – الأزمة الحالية وأثرها في الأطفال – خصائص مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع المراهقين – دور المرشد في التعامل مع الأطفال العدوانيين –الإدمان – قلق الامتحان- استقبال التلاميذ الجدد- عدم استخدام العنف في المدارس – الإيدز… إلخ)، إضافة إلى إحداث مكتبة إلكترونية متخصصة بالمجال التربوي النفسي والاجتماعي، كما قامت وزارة التربية – دائرة الإرشاد النفسي والاجتماعي بتعميم كتب إلكترونية (D.V.D) خاصة بالإرشاد والتربية وعلم النفس وكتب وأدلة وأنشطة عن الدعم النفسي والاجتماعي، وتم توزيعها على الموجهين الاختصاصيين للإرشاد والمرشدين في كل مديريات التربية لتعزيز وتنمية مهاراتهم المعرفية ولتوسيع إشراف الموجه الاختصاصي للإرشاد.
متابعة عملهم
وقد كلفت وزارة التربية – حسب العامر- عدداً من الموجهين الاختصاصيين للإرشاد النفسي والاجتماعي في دوائر البحوث لمتابعة أداء عمل المرشدين من خلال اللائحة التقييمية لأداء المرشد النفسي والاجتماعي التي عممتها الوزارة على مديريات التربية دوائر البحوث في كل المحافظات، حيث يقوم المشرف الاختصاصي للإرشاد بلقاء المرشدين شهرياً للتعّرف على آلية عملهم وتحديد الصعوبات التي تواجههم والمقترحات لحلها والقيام بالجولات الميدانية على المدارس لمتابعة العملية الإرشادية والصعوبات والمقترحات الخاصة بالمرشدين.
دليل الدعم النفسي
وعن تأهيل المرشد النفسي وتطوير قدرات العاملين في المدارس بشكل عام والمرشدين النفسيين والاجتماعيين أوضح العامر أن وزارة التربية تجري سنوياً دورات تدريبية مركزية ومحلية للمرشدين الاجتماعيين والنفسيين لتعزيز مهاراتهم وقدراتهم المعرفية.
الصعوبات تتمثّل بالعدد الكبير للطلاب والتلاميذ في المدارس ونقص في عدد المرشدين
وكذلك تعزيز دورهم، حيث تم تدريب المرشدين على (دليل الدعم النفسي والاجتماعي في حالات الطوارئ والأزمات، الذي تم تأليفه بالتنسيق مع مديرية التخطيط والتعاون الدولي ومنظمة «يونيسيف» ودليل المهارات الحياتية والمشورة النفسية ورأب الفجوة، الذي يتضمن التعرف على المشكلات النفسية والسلوكية وكيفية العمل على وضع خطط وبرامج لمعالجتها، ودليل “الصحة العقلية لطلاب المدارس”، الذي تمت مواءمته مع منظمة الصحة، وتضمن الدليل الاستراتيجيات التي ينبغي على المرشدين والمعلمين ومديري المدارس القيام بها في المدرسة، ودورات تدريبية للمرشدين والمعلمين ومديري المدارس على “كتيب المعلم في الدعم النفسي والاجتماعي والتعليم في الظروف الصعبة والأزمات»، الذي تم تأليفه بالتعاون مع مكتب اليونسكو بدمشق، ودورات تعديل السلوك، كما قامت دائرة الإرشاد النفسي والاجتماعي بتأليف عدد من الأدلة التربوية، منها (تعديل وبناء السلوك الإنساني – لا للعنف – الدليل التدريبي للمرشدين النفسيين والاجتماعيين – قواعد ضبط السلوك المدرسي وإجراءاته)، وتأليف دليل إجرائي لحل المشكلات النفسية التربوية السلوكية بالتعاون مع منظمة أرض الشام، ويعد هذا الدليل بمنزلة خطة إرشادية يعتمدها المرشد في التعامل مع المشكلات، كما أصدرت الوزارة مجموعة بلاغات وزارية متضمنة: تطوير مجالس أولياء الأمور والارتقاء بها لتحقيق التعاون بين أولياء الأمور والمدرسين والإداريين والمرشدين في سبيل النهوض بالعملية التربوية والإرشادية، وذلك لحل المشكلات والصعوبات التي تعترض وتواجه الطلاب والتلاميذ ضمن البيئة المدرسية، وتعزيز كفاءة الطلاب والتلاميذ المتفوقين ومتابعة الطلبة المتأخرين دراسياً، ووضع خطط إرشادية بالتعاون مع أولياء الأمور والأطر الإدارية والتدريسية، كما أكدت على جميع مديري المدارس الاهتمام الجدّي بمجالس الأولياء، وعقدها في الوقت المحدد وحضور جميع أعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية.
الصعوبات
وعن أبرز الصعوبات التي تواجه عمل المرشد النفسي، وخاصة لطلاب المرحلة الثانوية، بيّن العامر أنها تتمثّل بالعدد الكبير للطلاب والتلاميذ في المدارس، حيث لا توجد غرفة خاصة بالإرشاد في بعض المدارس، إضافة إلى النقص بعدد المرشدين وعدم وجود القرطاسية والمستلزمات لقيام المرشد بالأنشطة، وأيضاً نقص وعي المجتمع والمجتمع المدرسي بدور المرشد.