تأجير الذهب في حفلات الزفاف ظاهرة فرضتها الظروف الاقتصادية

تشرين – دينا عبد:

مع تغير الأحوال الاقتصادية انقلبت مفاهيم حفلات الزفاف؛ فالعريس ليس بالضرورة أن يقدم كل ما تتمناه العروس، والذهب أو الصيغة أصبحت اليوم نقطة الخلاف التي تقف عائقاً أمام إتمام الزواج؛ فأسعاره ترتفع يوماً بعد يوم بشكل غير مسبوق الأمر الذي جعل أبسط قطعة تكلف مبلغاً كبيراً.

حالات

يوسف أحد الشبان المقبلين على الزواج ولكن .. يقف شراء الذهب عائقاً أمام تحقيق حلمه في تأسيس عائلة، خاصة أن بعض العوائل ترفض خروج بناتها من منزلها، من دون أن يكونوا قد اشتروا المصاغ..

مقبلون على الزواج: هناك متطلبات أهم من شراء الذهب

يقول يوسف: سعر غرام الذهب اليوم حوالي 750 ألف ليرة من دون صياغته وليس باستطاعتي أن أشتري أكثر من خاتم الزواج فهناك متطلبات كثيرة أهم من شراء الذهب؛ فتيسيراً للزواج قررت العروس استعارة المصاغ الذهبي من صديقتها مقابل مبلغ مادي حتى ترتديه في حفل الزفاف، وعدّ يوسف هذه الفكرة ستخفف عنه عبء الشراء وتكبده مصاريف إضافية لا داعي لها في هذا الوقت.
أما دعاء المقبلة على الزواج فاتفقت مع شقيقة خطيبها على استعارة مصاغها وارتدائه في حفل الزفاف على أن تعيده لها في اليوم التالي، مشيرة إلى أن الوضع الاقتصادي وغلاء أسعار الذهب منعاها حتى من شراء خاتم الزواج، وذلك لأن هناك متطلبات كثيرة اعتبرتها ذات أهمية أكثر من الذهب.
وهنا تتساءل دعاء: هل ستلحق صيغة العروس بفستانها وتصبح أيضاً بالإيجار؟
إذاً؛ ماذا تبقى للعروس من فرحة الزفاف؟ وهل تنازلها عن الصيغة فتح عليها باباً لتنازلات لا تنتهي؟
عايدة فتاة لم يحالفها الحظ بالزواج، إلّا أنها تكتنز الذهب وتجمعه (لأيامها السوداء) كما تقول، متابعة : لا أفضّل عادة تأجير الذهب؛ لأنني أخاف من الخداع والسرقة؛ ولكن إن كنت أعرف العروس أو تربطني بها صلة قرابة أقوم بإعارتها قطعة أو قطعتين مقابل رهن الهوية الشخصية وهوية زوجها أيضاً، واتفق معها على موعد لإعادتها مقابل مبلغ من المال وهو٢٥٠ ألفاً عن كل ثلاثة أيام.

استشارية أسرية: لا يتمسك بها إلّا من يحب المظاهر

وتشير أم عدنان إلى أن هناك أسراً تطلب استئجار الذهب، لاستخدامه فى الزواج كبديل لعملية الشراء التى باتت تكبد الشباب مبالغ طائلة، وبخاصة بعد ارتفاع سعر الذهب وقارب سعر الغرام عيار(٢١)750 ألفاً؛ والسيدة المذكورة تقوم بتأجير القطع الموجودة لديها مقابل ٢٠٠ ألف عن كل يوم بعد ليلة الزفاف والرهن كما تقول، هو هوية الزوجين ومبلغ من المال، في حال أعادت المصاغ قبل الموعد المحدد أعيدُ لها المال وآخذُ حقي فقط.
المطلوب الوعي
الاستشارية الأسرية نائلة الخضراء عدّت أن استئجار المصاغ ظاهرة بالية لا يتمسك بها إلّا من يحب المظاهر؛ ففي ظل الظروف الاقتصادية التي وصلنا إليها الأفضل إلغاء فكرة إقامة حفلة عرس؛ وبإمكان أي عروسين أن يفرحوا بطريقة بسيطة، ومن دون مصاريف عرس أو شراء المصاغ ؛ يفترض بعد كل هذه الأزمات أن يكون لدينا وعي أكثر، فبدلاً من شراء الذهب بإمكانهم فرش منزل أو شراء أثاث أو دفع أقساط متراكمة ، أما قضية استئجار المصاغ فهي مظهر قديم ليس من عاداتنا (فلا يكلف الله نفساً إلّا وسعها).
يشار إلى أنه وبالرغم من أننا رصدنا بعض الحالات إلّا أنه من الصعب رصد هذه الظاهرة بدقة، لأن جزءاً أساسياً من إتمام الموضوع هو (الكتمان والسرية)، حيث تستأجر العروس الصيغة، لتتباهى بها أمام الأهل والأقارب، ولن تبوح بذلك أمامهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار