الأسعار تُجرّد “رب البندورة” من شعبيته.. منشآت للكونسروة تتذرع بفاتورة التكاليف وأسرٌ تلجأ لتخفيض استهلاكها
تشرين – عمار الصبح:
لم يسلم الإنتاج الرئيسي لمعامل الكونسروة في درعا، وهو “رب البندورة”، من موجة ارتفاع الأسعار، حيث سجّل سعر المنتج هذا الموسم ارتفاعاً تجاوز أضعاف ما كان عليه خلال الموسم الماضي.
ووصل سعر كيلو رب البندورة إلى 13 ألف ليرة، مقابل 3000 في الموسم الماضي، فيما لم يكن يتجاوز 1500 ليرة فقط في موسم 2021، الأمر الذي دفع كثيراً من المستهلكين إلى تخفيض الكميات المخصصة للمؤونة هذا العام.
ويأتي ارتفاع أسعار البندورة هذا الموسم، مضافاً إليه فاتورة المحروقات، في طليعة الأسباب التي يتحدث عنها أصحاب معامل الكونسروة والتي أدت، حسب قولهم، إلى ارتفاع أسعار منتجاتهم.
وأشار أحد أصحاب المعامل إلى أن أسعار البندورة تضاعفت هذا العام عما كانت عليه سابقاً، إذ وصل سعر كيلو البندورة العصيرية مؤخراً إلى 3000 ليرة، فيما لم يكن يتجاوز 500 ليرة في الموسم السابق، فضلاً عن عدم كفاية الكميات المخصصة من المحروقات اللازمة للعمل واضطرار الكثيرين لتأمين النسبة الأكبر من السوق.
وأضاف: في الموسم الماضي كان سعر طن الفيول قرابة 2.4 مليون ليرة، ليرتفع تدريجياً إلى أن وصل إلى ما يقارب تسعة ملايين، وحتى بعد انخفاضه قبل أيام إلى 7.6 ملايين ليرة، لا يزال الفارق مرتفعاً قياساً بالموسم الماضي، مشيراً إلى تضاعف أجور النقل أيضاً وارتفاع أسعار العبوات، وهو ما دفع كثيرين لطلب المادة في أكياس لتوفير أسعار العبوات البلاستيكية.
بالتوازي، انعكس ارتفاع أسعار رب البندورة، أو كما يطلق عليه “دبس البندورة”، على استهلاك المادة من قبل كثير من المستهلكين، وحسب ما أشارت إليه إحدى السيدات، فقد عمدت إلى تقليص الكميات التي اشترتها هذا الموسم، إذ كانت الكميات التي تخصصها للمؤونة في الأعوام السابقة تصل إلى أكثر من 20 كيلوغراماً ، إلّا أن هذه الكمية بدأت بالتناقص تدريجياً، إلى أن وصلت إلى خمسة كيلوغرامات هذا الموسم، على حدّ قولها.
وتعدّ صناعة الكونسروة من الصناعات الغذائية المهمة التي تشتهر بها المحافظة، حيث استفادت هذه الصناعة من قرب منشآتها من أماكن زراعة البندورة، وهو ما منحها ميزة تنافسية أكبر.
وحسب أرقام مديرية الصناعة في درعا، يبلغ عدد معامل الكونسروة التي أقلعت هذا الموسم 37 منشأة، من أصل 45 منشأة مرخصة.
وبيّن مدير صناعة درعا المهندس عماد الرفاعي أن منشآت الكونسروة باشرت العمل منذ منتصف شهر تموز الماضي، مع وصول إنتاج محصول البندورة إلى ذروته، فيما يستمر عمل هذه المنشآت عادة حتى منتصف شهر تشرين الثاني، لافتاً إلى أن الطاقة الإنتاجية لهذه المنشآت تتراوح بين 70 و200 طن بندورة يومياً.
وأوضح الرفاعي أن المديرية تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على تزويد هذه المنشآت بالمحروقات حسب المتوافر، وذلك لضمان استمرار عملها، وخاصة أن إنتاج هذه المعامل من “رب البندورة” لاقى رواجاً في الأسواق المحلية، واكتسب ميزة تنافسية في الأسواق الخارجية، بسبب جودته العالية وشروط تصنيعه الخاضعة للمواصفات القياسية.