(فَقَس) الدعم..!؟ 

في طرطوس يمشي مربو الدواجن، وهم يكلمون أنفسهم .. وبعضهم كان يمسك زهرة و( ينتف ) بتلاتها، وهو يردد – بتظبط – ما بتظبط ..

بعد أن ( دقت ) الحكومة على صدرها، وأقسمت على دعمهم، وأوكلت هذا الأمر إلى وزارة الزراعة التي ألقت هذا الحمل على رأس مديرياتها .. الأمر ليس بعيداً، وهو لا يتجاوز الشهر .. بعد هذا التوجيه تجاوز سعر الصوص الـ ٩ آلاف ليرة، بعد أن كان بأقل من أربعة آلاف .. وتجاوز سعر طن العلف الـ ٨،٥ ملايين بعد أن كان ( يحوم ) حول ٧ ملايين .. تجاوز سعر ليتر المازوت ١٤ ألف ليرة بعد أن كان نحو ٧ آلاف في السوق السوداء، وغير ذلك من لقاحات وأدوية ..إالخ

أكثر من استبشر خيراً بتوجيه رئاسة الحكومة هم المربون البسطاء، وخاصة منهم أصحاب المداجن غير المرخصة التي أقرت التعليمات دعمهم بالمازوت بسعر ٣٠٠٠ ليرة لليتر .

في طرطوس وحدها ٤٨٥ مدجنة غير مرخصة، ووزارة الزراعة تزيد عاماً بعد آخر من تعليماتها واشتراطاتها للترخيص .. لكن «عبث» ..!؟

المهم أن أصحاب هذه المداجن صدقوا قرار وزارة الزراعة القاضي بدعمهم بالمازوت ، وتقاطروا إلى مديرية الزراعة لإنجاز معاملات ( الدعم ) مع الطوابع وتعطيل الأعمال والمشاغل وتكاليف النقل .. وأجور النقل للجان الكشف .. بعد أن استقالت كل الجهات الحكومية التي يحتاج عملها إلى معاينة تنفيذ القرارات لعدم توفر الوقود اللازم لنقل لجانها، وأصبح هذا الأمر كله على عاتق المربين ..؟!

اجتمعت اللجان، ووضعت طلبات المربين على الطاولة .. و (فقست ) .. ولكم أن تتخيلوا ماذا يعني ذلك إذا حسبنا فقط أجور نقل لجان الكشف التي ( سيحلف ) أمامها المربون أن مداجنهم الموجودة في الريف حصراً مملوءة بالصيصيان رغم إبرازهم فواتير شراء الصوص والعلف .

بعض اللجان ( كانت رحمانية ) إذ قامت بتجميع عدة طلبات على خط سير واحد لتخفيف التكلفة على المربين .. لكن بقيت الخسارة قائمة، رغم إمكانية تداركها ..!؟

اجتمعت لجنة المحروقات، وتبين أن هناك بعض الإجراءات لوزارات أخرى لم تتخذ بعد ..واجتمعت مرة أخرى ، وأقرت أن يتم تزويد المداجن غير المرخصة بالمحروقات بدءاً من تاريخ ١ /١٠ .. وهذا جيد، لكن يبدو أن هناك من أراد أن يهدم ثقة المربين بقرارات الحكومة، فلم يكمل التنفيذ .

كل هذه الهمروجة بدأت بعد ١٠ / ٩ .. ولأن مدة تربية فروج اللحم هي ٤٥ يوماً.. والبيض أشهر طويلة، كان بإمكان اللجنة أن تدرس تلك الطلبات، وتحدد لها نسباً من الدعم بعد احتساب المدة المتبقية للمباشرة بالبيع .. هذا فقط لتعزيز الثقة بقرارات الحكومة ؛ لكن لا أحد يملك النية الطيبة لذلك .

وهذه الثقة هي في مفترق خطر .. منعتم دعمهم بالمازوت في الوقت الذي يفترض أن يتم افتتاح دورات علفية بسعر التكلفة .. ولتعزيز هذه الثقة نرى أن توجه الإدارة الجديدة في طرطوس بأن يتم نقل لجان الكشف بآليات حكومية منعاً للابتزاز والخسارة .. يكفي ملايين الليرات التي دفعها المربون، وأضيفت إلى قائمة خساراتهم .. وأنتم تتفرجون ..؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار