الشاعر«صقر عليشي» يُغالي في التلميح ويوقّع كتاب «اللمحات»
تشرين- لمى بدران:
بعد محافظتي طرطوس وحمص توّجهت (لمحات) الشاعر صقر عليشي إلى دمشق ليوقّعها ضمن اتحاد الكتاب العرب- فرع دمشق ليحكي خلالها القصائد التي هي لمحات، كل لمحة فيها تصبو حسب تعبيره من زاوية تصويرية معينة لا تستطيع أن تصورها الكاميرات ،ومن يصورها هو كلمات الشاعر وأحاسيسه المطلقة، أُنجِزَ هذا الكتاب خلال فترة زمنية قياسية لا تتعدّى أربعة أشهر، وهي المرّة الأولى للشاعر عليشي الذي ينهي فيها كتابه في هذا الوقت فقط.
«أَرْتعِب عندما أبدأ بالكتابة…» هذا ما أجابنا به عليشي بخصوص تفاصيل الخوض في أي ديوان يسعى لإنجازه وأكمل جازماً: مخاوفي على أعمالي لم تنتهِ، ولن تنتهي وهذا لا أعده عيباً بل يمنحني الحرص الشديد على الارتقاء بما أكتب لأفضل درجة ممكنة، وفي رأيه يجب على الكاتب السوري ألا يفقد الأمل، وأن يتمسك به مُؤكّداً أنه سيحدث في وقته يوماً ما.
بدأت الجلسة بقراءة شبه تفصيلية عن الكتاب من قِبل الكاتبة والناقدة ميرفت علي، عضو هيئة مكتب فرع اتحاد كتاب طرطوس، وأوضحت خلالها أن الكِتاب يُشكل علامة فارقة من علامات الشعر العربي، وأن أهم ما يميزه هو قدرة الشاعر على تقنين الملفوظ، فنلاحظ في اللمحات رهافة المشاعر، وإيجاز الكلمات، وجودة التعامل مع الفكرة الرقيقة، ويتعامل مع الأشياء المحسوسة على أنها غير محسوسة وبالعكس.
ولفتت إلى أن الشاعر صقر عليشي أجاد في التعامل مع التراث العربي والعالمي، والعلم ومنجزات البشر، وعبَّر عنها بشكل غير محسوس في قصائده الجميلة، واعتنى بالفلسفة التي لا تشبه الأفكار التي نعرفها عن الأشياء، وكان ذكياً بما يكفي ليتفوق ويكسب ثقة القارئ والناقد.
قرأ الشاعر مقتطفات من كتابه مثل لمحة عن النار ولمحة عن الشمعة والسماء والدمع، ثم تنوّعت المداخلات والقراءات خلال حفل التوقيع، أبرزها كان ما كتبته الشاعرة إيمان موصلّلي، وهو نصّ أهدته للشاعر بعد الانطباع الذي تشكّل لديها عن الكتاب، أما الشاعر جمال المصري ففي رأيه أن عليشي إنسان عابر للخيال يبحث عن الإمساك بالجمال المنفرد، وأنه ماكر والله خير الماكرين.
بينما الكاتبة والإعلامية هيلانة عطا الله لا تنسى أبداً قصيدتي الزيت والإبرة اللتين سمعتهما منذ زمن للشاعر في أحد الملتقيات، واختارت جزءاً من لمحاته الحالية لتقديمها خلال برنامجها على التلفاز، وكان الختام بتوقيع الكتاب الذي يحمل رسائل إنسانية وتاريخية واجتماعية متعددة.