الخضار المصابة بالعفونة .. رغم مضارها بصحة البشر إلا أنها تطرح في الأسواق بلا حسيب أو رقيب
تشرين – وليد الزعبي:
تبعث بعض أصناف الخضر والفواكه المطروحة في الأسواق الريبة بمدى جودتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري، فمنها ما هو بمظهر جيد من الخارج لكن بداخلها يوجد عفن لا يظهر الا بعد تحضيرها للطعام، ومنها ما يبدو بمظهر غير طبيعي إن لجهة اللون أو وجود نمو خضري وحتى مشاهدة العفن بشكل واضح، والأمثلة الأبرز على تلك الحالات تأتي من البصل والبطاطا والفليفلة والرمان، ومثل هذه المحاصيل وغيرها حاضرة في الأسواق ولا تلاقي أي رقابة تضبط الكميات غير الصالحة للاستهلاك وخاصةُ تلك التي فيها عفونة واضحة، فيما لا تؤخذ أي عينات من غيرها التي تبدو عليها بعض التغيرات غير الطبيعية للتأكد من سلامتها وخلوها من أي أثر قد يضر بصحة المستهلك، علماً أن مختصين يعيدون سبب وجود عيوب في المنتج إما لمشكلة ما أثناء نموه أو لسوء تخزينه.
المسالمة: الرقابة غائبة عن مراحل الإنتاج والتخزين وكذلك الأسواق .. والمتضرر هو المستهلك
ويستغرب البعض مراقبة الخضار المعدة للتصدير عبر المنافذ الحدودية من الجهات المعنية بالزراعة، حيث يتم إجراء التحاليل للتأكد من خلو هذه المحاصيل من الأثر المتبقي من المبيدات والإصابات المرضية سواء أكانت حشرية أو فطرية، وفي حال لم تكن سليمة تعاد للداخل، وعلى الأغلب فمصيرها السوق المحلية من دون المصادرة والإتلاف.
رئيس غرفة زراعة درعا المهندس جمال المسالمة، أشار إلى وجود مشكلات كثيرة، تتمثل بعدم وجود مراقبة على عمليات ري المحاصيل الزراعية التي تتم أحياناُ بمياه الصرف الصحي الآسنة، كما أن هناك غياباً لمراقبة جودة التخزين للخضار والفواكه المعدة للاستهلاك المحلي أو للتصدير، والمثال يأتي من البطاطا التي يلاحظ على بعض كميتها المخزنة إنبات وتصبغ باللون الأزرق، وهي بهذه الحالة ضارة بصحة الإنسان وحتى غير مسموح بتحويلها كعلف للماشية، كذلك البصل فإن سوء الحفظ والتخزين له يؤدي إلى ظهور عفن أسود وهو ضار أيضاً بالصحة، كما يشاهد بداخل الرمان عفن بني، وهذه المحاصيل وغيرها ينبغي عدم طرحها للاستهلاك بهذه المواصفات الضارة بصحة الإنسان، لكن ما يحدث عكس ذلك في ظل عدم وجود أي رقابة عليها.
وتطرق رئيس الغرفة إلى غياب تحري الأثر المتبقي للأدوية والأسمدة في بعض المحاصيل كالعنب مثلاً، حيث من المفروض عدم طرح إنتاجه في الأسواق إلا بعد مرور ١٥ يوماً على عملية رش الثمار بالأدوية، لكن ما يحدث هو عدم التقيد بذلك والرقابة غائبة عن كل ذلك، والمستهلك يتناول تلك المنتجات الزراعية من دون أن يعرف أنها قد تضر بصحته.
الصمادي: العفن مرض له أسبابه ويمكن تلافيه .. وعلى المستهلك تجنب شراء المنتج المصاب
المهندس حسن الصمادي رئيس دائرة الوقاية في مديرية زراعة درعا، ذكر أن ظاهرة اخضرار درنات البطاطا ناتج عن تعرضها للضوء نتيجة لتمثيل الكلوروفيل فيها، وهو عيب فسيولوجي، وتصاحب ذلك دائماً زيادة في محتوى الدرنات من مادة السولانین السامة للإنسان، وهنا على الفلاح الاهتمام بعمليات الخدمة وخاصة طمر الدرنات التي تظهر فوق سطح التربة، كما ينبغي على المستهلك تجنب شراء هذه الدرنات نظراً لنوعيتها السيئة وطعمها غير المستحب بالإضافة لاحتمال وجود سمية فيها.
أما مرض عفن القلب الأسود في الرمان، فهو وفق ما ذكر الصمادي مرض فطري يصيب ثمار الرمان ويؤدي لتلفها، ويسببه فطر الترناريا سولاني (Alternaria solani) الذي يصيب الأزهار وينمو داخل الثمرة أثناء نموها، وتبدو القشرة الخارجية للثمار غالباً سليمة، ولكن محتواها الداخلي أجوف وتالف، ويظهر عفن داخلي ذو لون بني إلى أسود، والسبب الرئيسي لحدوث الإصابة هي الظروف الجوية الرطبة خلال مرحلة الإزهار وخصوصاً عند هطل الأمطار خلال فترة الإزهار أو في المراحل الأولى من نمو الثمار.
وللوقاية من هذا المرض ينبغي قص وجمع الفروع الميتة وحرقها، والمهم إزالة جميع الثمار المتبقية والمتساقط حول النبات لأن الممرضات تقضي الشتاء على بقايا الثمار الساقطة على التربة وفي الثمار المحنطة على الشجرة، كما ينصح بالرش الوقائي بالمبيدات النحاسية قبل وبعد الإزهار وخاصةً إذا كانت الظروف رطبة.
ولجهة مرض العفن الأسود فى البصل، أوضح الصمادي أنه يعتبر من أهم الأمراض الفطرية التى تصيب محصول البصل فى المخزن، ويطلق على هذا المرض أيضاً اسم العفن الهبابي، ومن أسباب انتشار هذا المرض الحرارة العالية والرطوبة المرتفعة، وكذلك المخازن سيئة التهوية والأبصال المصابة بالحشرات وعلى وجه الخصوص ذبابة البصل، ولتلافي هذا المرض ينبغي فرز الأبصال المصابة قبل التخزين واستخدام مخازن جيدة التهوية وجافة.
وبشكل عام نصح الصمادي المستهلك عدم شراء أي من تلك المحاصيل المصابة مهما انخفض ثمنها، وذلك لتجنب احتمال الإضرار بصحته.
الشحادات: التخزين غير المناسب يغير الصفات والتراكيب الغذائية للمحصول وقد يعرضه للتلف
بدوره أوضح المهندس محمد الشحادات رئيس دائرة الإرشاد الزراعي بمديرية زراعة درعا، إلى أنه يفضل قبل تخزين محاصيل الخضار والفواكه في وحدات الخزن والتبريد اتباع عدة إجراءات، وهي تتمثل بالتأكد من خلو الثمار من الإصابات الفطرية والحشرية وخاصة لمحصول البطاطا والرمان، وفرز واستبعاد الثمار المصابة عن السليمة قبل إدخالها إلى وحدات الخزن، وعدم تعريض الثمار التي ستوضع بوحدات الخزن لأشعة الشمس فترات طويلة، ومراقبة ضبط العوامل الجوية من درجة الحرارة والرطوبة لوحدات الخزن بشكل مباشر ، ومراعاة تخزين الثمار حسب الصنف ضمن غرف التبريد وعدم استغلال مساحة التخزين لأكثر من محصول ضمن الغرفة الواحدة، ويفضل إخراج المحصول من غرف التبريد دفعة واحدة وعدم فتح غرف التبريد بصورة مستمرة حفاظاً على الثمار من التلف.
وبين الشحادات أن أهمية الالتزام بتلك الإجراءات، تأتي من كون التخزين غير المناسب يعرض المحصول إلى التلف وتغيير الصفات والتراكيب الغذائية، كما تتغير المظاهر التسويقية للثمار المخزنة بصورة غير ملائمة مثل تبرعم درنات البطاطا وتغير في لونها.