عن الدلعونا المخطوفة!!

على إحدى القنوات الفضائية العربية؛ استضاف مروان خوري في برنامجه “طرب مع مروان” كل من المطربين اللبنانيين: علي حليحل، وهادي خليل، وكان موضوع الحلقة يتناول التراث الغنائي؛ كيفية الحفاظ عليه، وتطويره، أو الإضافة عليه بالوقت نفسه..
ورغم أهميّة محور الحلقة، غير أن ثمة تصريحات أطلقت خلالها، لا يُمكن تصنيفها إلّا تحت بند “الطرافة المُحزنة”.. ولاسيما بما توصل إليه الفنان علي حليحل، مؤكداً بما يُشبه اليقين: “إنّ الدلعونا، أول ما نشأت؛ نشأت في بعلبك، ومن ثمّ انتشرت في كلِّ مناطق الكون..”
هنا بالتأكيد لا نُقلل من أهميّة منطقة بعلبلك اللبنانية ذات التراث الغني، وعلى صعد الفن كافة، ولا بأهمية هذه المنطقة التي أنجبت كبار المطربين الذين يملأ حضورهم اليوم العالم العربي كله.. لكن أن تكون بعلبك دون غيرها منشأ الدلعونا؛ فهذا بحث يحتاج للكثير من الدراسة والأدلة.. قد تكون ثمة “دلعونا بعلبكية” تُميزها عن (دلعونات) كثيرة منتشرة في مختلف الأرياف السورية من زاغروس شمالاً وحتى سيناء جنوباً – بما يُعرف بسوريّة الطبيعية – هذا صحيح، وقد سبق للفنان إسماعيل العجيلي أن ولف (بانوراما الدلعونا السورية) قدمتها “فرقة الرقة” التي يُديرها، تناولت تلك البانوراما كل الدلعونات السورية، وفي حديث مطوّل مع العجيلي؛ فقد شرح لي حينها ميزات كل دلعونا سورية: الساحلية، والحموية، والجزيرة، والمنطقة الجنوبية، وغيرها.. حتى أنه أنجز بانوراما أخرى مماثلة عن “اللا لا السورية”، ومن ثمّ؛ فإن “دلعونة بلعبك” ليست أكثر من تنويع في “الدلعونات” السورية المنتمية جميعها للتراث الغنائي لبلاد الشام، وهنا تبدو استحالة أين كانت المنطقة السبّاقة في إطلاق الدلعونا ومن ثمّ انتشارها في كلّ العالم..
غير أن الأطرف من كل ما سبق، وكتأكيد على أصالة الدلعونا البعلبكية؛ فقد غنى الجميع في نهاية الحلقة: مروان خوري، علي حليحل، وهادي خليل “شفتك يا جفلة عالبيدر طالعة..”. هذه الأغنية التي هي ملمح غنائي سوري ساحلي صرف، على ما يؤكد غير باحث ليس أولهم الراحل الأديب ممدوح عدوان..
أما عن أغاني المواسم والأرياف الشامية التي كانت سبباً في شهرة عشرات المطربين مثل فيروز وصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين، فا للحديث أكثر من بقية..
إنها أغانينا المخطوفة أيها السادة !!
هامش:
وأنا
الكائنُ في احتمالات
موسم قطاف نعنع الشفاه؛
تماماً
كاحتمالات الأرغفة
في حقول القمح،
أو
كاحتمالات الناي
في قصب الضفاف،
وأخيراً
كاحتمالات النبيذ
في العنب..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة دور المرأة المقاومة في تعزيز الانتماء وتحصين الهوية الإنهاك الحراري.. خطوات سريعة لتبريد الجسم ونصائح للوقاية في حرارة الصيف المرتفعة في قراءة للمرسوم التشريعي لذوي الإعاقة.. المحامي الداية: المرسوم مهم جداً بدليل إحاطته بأدق التفاصيل اليومية لهذه الشريحة.. وسيحقق الأهداف المرجوة شريطة تطبيق العقوبات للمخالفين