معرض الباسل والاهتمام بجيل المستقبل
حسناً فعل القائمون على معرض الباسل للإبداع والاختراع، في دورته 21
والذي نظمته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، بالتعاون مع عدد من الوزارات، والجهات الداعمة والحاضنة، بتخصيص عدد من الجوائز لمنظمتي طلائع البعث وشبيبة الثورة، والذين وصل عددهم إلى 17 مشروعاً مشاركاً، من بين 72 إجمالي المشاريع المشاركة في المعرض.
الاهتمام بجيل المستقبل خطوة مهمة، على طريق زرع حب الابتكار والإبداع عند هذه الفئة، التي يعول عليها في قادمات الأيام أن تكون النواة، لإعادة البناء والإعمار في أكثر من مجال، وخاصة أنها عاشت الواقع المعيشي الصعب، ومن خلال ما قدمته من حلول مبتكرة للعديد من المشكلات، تبرهن أنها على قدر المسؤولية، إذا ما توافرت لها الظروف المناسبة للإبداع وتنمية الاختراعات، وتذليل الصعوبات التي تعترض طريقها، كما أشار وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك محسن عبد الكريم علي في كلمته في حفل توزيع الجوائز على الفائزين، منوهاً بسعي الوزارة بكل الوسائل والإمكانات لدعم المبتكرين والمخترعين والعناية بهم.
من هنا تبدو أهمية العناية في مخرجات هذا المعرض السنوي المهم، الذي يقدم من خلاله المخترعون، ومن أعمار مختلفة جلّ ما يتوصلون له من أفكار، لمعالجة المشكلات التي يعاني منها الوطن في مختلف القطاعات.
محاور المعرض الستة في الطب والبيئة والزراعة والصناعة والتكنولوجيا والطاقات البديلة، التي شملت الفائزين بعد تقييم اللجان المختصة، كانت بحاجة لمحور مهم يتعلق بالمخترعين الذين أمضوا السنوات العديدة من جهدهم وتعبهم لتقديم اختراعات مهمة للساحة المحلية، وخاصة للمنتسبين لجمعية المخترعين، ومن حقهم أن يكون لهم محوراً خاصاً بهم، على أمل أن يتم استدراك ذلك في المعارض المقبلة، ولاسيما أن اختراعاتهم تتحدث عن نفسها، وعما قاموا به خلال العديد من السنوات السابقة، وما زالوا يقدمون حتى الآن.
أيضاً كان من المفيد أن تقدم الميداليات حسب عدد المشاركين في كل محور، فهل يعقل أن يحصل الفائزان في محور ما على ميدالية واحدة، وشهادة فقط، أو سبعة فائزين على ميدالية واحدة فقط، عدا الجائزة المادية التي ستوزع على جميع أعضاء الفريق، ونعتقد أنها أمور بسيطة يتطلب استدراكها في المستقبل، ولا بد من مراقبة عمل المشرفين على موضوع الإقامة للقادمين من المحافظات، فيما يتعلق بالإطعام الذي قدم خلال فترة الإقامة، وكان موضع تساؤل للمقيمين، الذين شعروا بالارتياح لتأمين السكن، بدلاً من الإقامة في الفنادق.
هي مسائل بسيطة لاستكمال الصورة الجميلة، التي قدمها المعرض في استقطاب المخترعين والمبدعين، وفي الحضور الجماهيري المتابع لتلك الاختراعات، على أمل استدراكها، وتأمين الرعاية الكاملة لمخرجات أعمال المخترعين، من خلال لجنة متابعة تسعى لتأمين الرعاية والاستقطاب لتلك الاختراعات، وتوفر لها فرص العمل والبيئة المناسبة لنجاحها وتألقها.