السبب تلوث مياه الشرب.. الجهات المعنية بدرعا تستنفر لمعالجة الإصابات بالتهاب الكبد في منطقة الشجرة
تشرين – وليد الزعبي:
في متابعة من «تشرين» حول ما نشرته يوم السبت الفائت عن وقوع إصابات كثيرة بمرض التهاب الكبد بين سكان منطقة الشجرة بالريف الغربي من محافظة درعا، لوحظ أن هناك استنفارا لكل من مديرية صحة درعا والمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدرعا ودائرة الصحة المدرسية، بهدف معالجة المصابين والأسباب التي أدت إلى انتشار المرض مع إجراء التثقيف الصحي حوله وطرق الوقاية منه بين الأهالي وتلاميذ وطلاب المدارس.
سبب الانتشار
أوضح المهندس مأمون المصري مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي بدرعا لـ” تشرين” أنه بعد الإعلام عن ظهور حالات التهاب الكبد في بلدة الشجرة، تم بشكل فوري توجيه عناصر دائرة مكافحة التلوث بالمؤسسة وورشاتها إلى المنطقة، ولدى الكشف الحسي على الواقع تبين وجود تعديات من مزارعين على خط الجرّ (بقطر ٢٥٠ مم) المغذي لبلدة الشجرة من نبع عين ذكر بالقرب من مسيل جوار بلدة عين ذكر، وتتمثل التعديات بثقب ثلاث فتحات منها اثنتان بقطر إنش وأحد لكل فتحة، والثالثة بقطر ٣ إنش وذلك بهدف إسالة المياه في المسيل وسقاية الماشية.
المصري: التعدي بثقب خط الجر أدى إلى سحب سلبي من المياه الآسنة وتمت المعالجة
ولفت المصري إلى أن هذه الفتحات تسببت بسحب سالب من تجمع المياه الآسنة في الموقع إلى خط الجر، والذي يحدث أثناء توقف الضخ، وبعد معاودة الضخ تتلوث المياه الذاهبة إلى خزانات مياه منازل السكان، وهو ما تسبب بالإصابات بمرض التهاب الكبد.
تلافي المشكلة
وبيّن المدير العام أن المؤسسة اتخذت إجراءاتها بالمعالجة الفورية، حيث تمت صيانة جميع الفتحات المخالفة وغسيل وتعقيم خط الجر وتأمين الكميات اللازمة من سائل التعقيم لزوم نبع عين ذكر وجميع المصادر المائية في المنطقة، كما تم توجيه السكان لضرورة غسل خزاناتهم و تعقيمها بعد أن قامت المؤسسة بتوزيع أقراص التعقيم (هيبو كلوريد الصوديوم) عليهم مع توضيح كيفية استخدامها، كما تم بالتوازي استهداف بلدة كويا بالإجراءات نفسها احترازياً لكونها تتغذى من خط الجر نفسه.
سليمة بعد المعالجة
وأشار المصري إلى أنه وبعد اتخاذ الإجراءات اللازمة من إزالة التعديات وأعمال الصيانة والغسيل والتعقيم، قام عناصر المؤسسة بقطف عينات من الينابيع المغذية للمنطقة ومن منازل المواطنين ومدارس المنطقة، واتضح بعد إجراء التحاليل صلاحية المياه للشرب ومطابقتها للمواصفات القياسية السورية.
السويدان: كوادر المنطقة الصحية وعيادات متنقلة تتابع المعاينة والعلاج
معاينة وعلاج
من جهته أشار الدكتور بسام السويدان مدير صحة درعا لـ”تشرين” إلى أنه في إطار الاستجابة العاجلة للحالات الصحية المثبتة إصابتها بمرض التهاب الكبد في منطقة الشجرة وما حولها، تم إرسال عيادات متنقلة مع طواقمها الصحية ومزودة بالأدوية اللازمة من مضادات تشنج وإقياء وقثاطر وكمامات وكفوف وسرنغات وسيرومات، حيث تجري عمليات المعاينة للحالات المشتبهة والمعالجة للحالات المثبتة، علماً أنه جرى بالإضافة لذلك تنظيم جدول مناوبات صباحي ومسائي للكوادر الطبية في منطقة الشجرة الصحية طوال أيام العطلة الحالية من الأربعاء وحتى السبت لضمان استمرار المعاينة والمعالجة، علماً أنه تم اليوم الخميس ارسال سيارتين متنقلتين مع طواقمهما الصحية وكل المستلزمات الطبية، إحداهما ستبقى في مقر المنطقة الصحية والثانية ستتجول على البلدات المحيطة لتحري الإصابات وتقديم المعالجة اللازمة في حال التثبت من وجودها.
تراجع الإصابات
وتطرق مدير الصحة إلى استمرار الاستجابة وعلى مدار الساعة مع ملاحظة بدء انخفاض عدد الحالات التي تراجع الجهات الصحية المعنية بعملية المعاينة، لافتا إلى أن العمل بمتابعة الحالات سيستمر بأقصى الاهتمام وعلى عدة مسارات من معاينة ومعالجة وتثقيف صحي ما يفضي إلى انحسار تزايد الإصابات.
حامد: تحري الإصابات بالمدارس مع التثقيف الصحي والتركيز على النظافة والتعقيم
متابعة المدارس
بدوره أشار الدكتور مروان حامد رئيس دائرة الصحة المدرسية إلى أن كوادر مستوصف الصحة المدرسية بمنطقة الشجرة إضافة إلى كوادر من الدائرة، يعملون إلى جانب كوادر مديرية صحة درعا على تقصي الإصابات بين تلاميذ وطلاب المدارس، مع التركيز على التثقيف الصحي لجهة التعريف بمرض التهاب الكبد وطرق الوقاية والعلاج، والتوجيه إلى ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة دورات المياه وخزانات المدارس وتعقيمها بشكل دوري، علماً أنه لدى تحري الإصابات قبل نحو أسبوع في مدارس المنطقة ولمختلف مراحل التعليم البالغة ٥٧ مدرسة، تبين أن عددها ٣١٦ إصابة بين التلاميذ والطلاب، ومن خلال المتابعة مع مستوصف الصحة المدرسية في المنطقة بينت المؤشرات بدء شفاء العديد من الحالات المصابة توازياً مع عدم تزايد الإصابات.