خطوط السرفيس غائبة و “جي بي إس” لايمكن أن يحل مشكلة الفشل في تنظيم الخطوط وتخديمها
تشرين – صفاء إسماعيل:
لاتزال مشكلة النقل تتصدّر معاناة عدد كبير من أهالي محافظة اللاذقية، وخاصة في الأرياف، حيث تشكّل وسائل النقل شريان الحياة الوحيد بالنسبة لهم لتأمين نقلهم من وإلى قراهم، ففي قرية ريحانة متوَر بريف جبلة لا يوجد سرفيس واحد يخدّم القرية التي يضطر فيها الأهالي، وخاصة الموظفين وطلاب الجامعات، للتوجّه إلى قرية زاما التي تبعد عن قريتهم 3 كم، حتى يتمكنوا من الصعود في سرفيس ينقلهم إلى مدينة جبلة، ومن كان في حالة اضطرارية مستعجلة فإنه مجبر على استئجار سيارة خاصة ودفع مبلغ 100 ألف ليرة للوصول إلى جبلة.
عدم وجود سرافيس على خط “ريحانة متور” يقطع السبل بالأهالي ويعيق التدريس في القرية
“حالتنا بالويل، وخارج حسابات المحافظة”، عبارة اتفق عليها معظم الشاكين من أهالي قرية ريحانة متوَر لـ”تشرين”، مشيرين إلى معاناتهم مع عدم وجود أي سرفيس يخدّم قريتهم المنسيّة خارج حسابات المحافظة فيما يتعلق بخطوط السير وتركيب جهاز التتبع “جي بي إس”.
وأضاف الأهالي: على الموظف الذي يريد التوجه إلى جبلة أن يسعى وراء أحد سكان القرية لنقله بـ”المَونة” أو بالأجرة أو كتوصيلة على طريقه، في حال كان صاحب السيارة متوجهاً إلى قرية زاما المجاورة أو إلى مدينة جبلة، وإذا كان الموظف يستطيع أن يدبّر نفسه بـ” التوصيلة” اليوم، فإنه غير قادر على ذلك في اليوم التالي، حيث تتراوح “التوصيلة” بين 8-10 آلاف ليرة لسيارة أو سرفيس ينقل أكثر من شخص إلى زاما، وبين 75-100 ألف لسيارة خاصة تنقل شخصاً واحداً أو عائلة إلى مدينة جبلة.
وأكد الأهالي أنهم اشتكوا مرات عدة إلى بلدية متوَر، وإلى المحافظة، لكن من دون جدوى، وخاصة بعد أن ازدادت حدة المعاناة لديهم، مدللين أنه قبل إلزام سرافيس خط جبلة- زاما بتركيب جهاز “جي بي إس” كان سائقو خط زاما يقومون بتوصيل ركاب ريحانة متوَر إلى قريتهم، لكن بعد تركيب الجهاز لم يعد بإمكانهم ذلك، لتكون آخر نقطة توصيل هي لقرية زاما، على أن يبحث أهالي ريحانة متوَر عن طريقة توصلهم لقريتهم. وخاصة في ظل إعراض الكثير من أصحاب السرافيس والسيارات عن سلوك الطريق التي يشكو الجميع من كثافة الأعشاب على جانبيه، ما يجعلها ضيقة وخطرة.
وحسب الأهالي، فإن مشكلة السير لم تعرقل حركة نقل الأهالي والموظفين، الذين يعملون في جبلة أو اللاذقية فقط، وإنما انعكس سلباً على مدرسة القرية، حيث بيّن عدد من أهالي الطلاب أنه منذ بداية العام الدراسي وحتى تاريخه، لم يتلقَ الطلاب سوى ما ندر من الدروس المقررة، والتي تحوّل معظمها إلى دروس رياضة، وذلك لعدم تمكّن المدرسين من الوصول للقرية.
ولفت الأهالي إلى أنهم تقدموا بطلب إلى وزير الإدارة المحلية والبيئة لتخديمهم بخط سرافيس، وقد وجّه الوزير طلب الأهالي لمحافظة اللاذقية للاطلاع والمعالجة منذ حزيران الماضي، لكن من دون أن يبصر خط السير النور حتى تاريخه.
بصدد رسم الخط
بدوره، أكد رئيس مجلس بلدة متور هيثم عيسى لـ”تشرين” عدم وجود خط سرافيس يخدّم قرية ريحانة متور، مشيراً إلى أن سرافيس خط سير جبلة- زاما، كانت تخدّم ريحانة متور، بوصفها أقرب إلى زاما أكثر من متور، لكن بعد تركيب جهاز التتبّع “جي بي إس” لم يعد بامكان سائقي السرافيس الوصول إلى ريحانة متور، نظراً لتزويد السرافيس بالمازوت وفقاً لخط السير المحدد لها، أي إلى زاما فقط.
وأشار عيسى إلى أنهم قاموا بمراسلة المحافظ والمكتب التنفيذي في المحافظة ولجنة النقل المشترك، من أجل تخديم قرية ريحانة متور، مضيفاً : منذ آذار الماضي ونحن نعمل على إحداث خط سير بين جبلة- ريحانة متور، ومن المقرر أن يتم رسم خط سير هذا من قبل لجنة “جي بي إس”، وتم الاتفاق مع لجنة النقل على نقل سرفيس من خط سير جبلة- المشفى، إلى جبلة- ريحانة متور، وعليه أرسلنا كتاباً إلى الشركة العامة لنقل المحروقات لنقل السرفيس المشار إليه و تعديل مخصصاته من المازوت وفق البطاقة المؤتمتة لتتناسب مع خط السير المحدد، وفور تعديل مخصصات بالسرفيس، سيتم تشغيله على خط سير جبلة- ريحانة متور.
وفيما إذا كان سرفيس واحد يكفي لحل أزمة النقل، أكد عيسى أنه يكفي لتخديم أهالي القرية، باعتبار أن عدداً كبيراً منهم غير موجود في القرية، فمنهم مغترب، ومنهم من يقطن في جبلة أو في دمشق، مدللاً أنه عندما كانت سرافيس زاما تصل إلى ريحانة متور، كان السرفيس يتابع الطريق إلى هناك براكب أو راكبين فقط.
وحول انتشار الأعشاب وأغصان الأشجار على جانبي الطريق، أوضح عيسى أنه تم رفع كتاب إلى المحافظة، التي تقوم وفق جدول للبلديات بإرسال “بوبكات” إلى القرى لتنظيف الطرقات من الأعشاب و أغصان الأشجار، مؤكداً أنه في كل عام تقوم بلدية متور بتنظيف أطراف الطرقات من الأعشاب وأغصان الأشجار.
من جهته، أكد مدير تربية اللاذقية عمران أبو خليل ل”تشرين” أنه يوجد كادر تدريسي كافٍ في مدرسة الشهيد حيدر محمد في قرية ريحانة متور، مدللاً بوجود 47 طالباً من الصف الأول للصف السادس، ووجود 7 معلمين، مدير، أمين سر، أمين مكتبة، معلم إنكليزي، مدرس رياضة، بالإضافة لفرز معلمين اثنين للمدرسة المذكورة ضمن التشكيلة الجديدة.
وأضاف أبو خليل: لكن عدم وجود خط سير للقرية يعيق وصول المدرسين إلى المدرسة، مشيراً إلى أنه تم التواصل مع المحافظة، لجنة السير، لحل مشكلة المواصلات في ريحانة متور وغيرها من القرى التي تعاني، مشيراً إلى أنه سيصار إلى معالجتها.