أهلي (الطراطسة)..!

تذكرني مديرية حماية المستهلك في طرطوس، بدوريات ( أبو جودت في مسلسل باب الحارة ) بكل أجزائه وفصوله وحلقاته ..

هذه الدوريات كانت تجوب الأسواق .. أفران وطحين .. المقاهي ودكاكين بيع المخللات والزيوت والسمون .. وكلها كانت موجودة ومتوفرة .. المهم أن رئيس الدورية يقوم في كثير من الأحيان ( بغرس إصبعه ) في أوعية الألبان والمربيات.. الخ ويتذوقها .. وهذا عوضاً عن المخبر الموجود في كل المديريات بالمحافظات .. ومخبر مركزي يتبع للادارة المركزية ..

يتذوق صاحبنا الطعمة، ثم يحكم على صلاحية هذه المادة او تلك .. ففي حالات كثيرة كانت الدورية تقود المخالف مخفوراً الى (حضرة) أبو جودت .. يودع المخالفون في السجن الى حين قدوم ( الزكرت ) زعيم الحارة الذي يعرف سلفاُ العلاج .. ( كام دهبة ) .. وفضت السيرة ..؟

ذات الشيء.. دوريات التجارة الداخلية في طرطوس تجوب الأسواق والدكاكين والمولات والأفران والكازيات.. وتعود بألف ضبط منذ أول هذا الشهر، وحتى الثالث والعشرين منه حسب تصريح لمدير التجارة الداخلية إلى الزميلة ( البعث ) بتاريخ ٢٤ الشهر ذاته ..

المشكلة أنه مع زيادة الضبوط، تزداد الاسواق فجورا .. والاسعار اكثر سعارا .. والدوريات ( تغزو ) الاسواق ..

٤٣،٤ ضبطاً كل يوم .. ومازالت الخضار اغلى من كل الأسواق .. واسعار السكر والارز والملح والالبسة .. حتى البنزين المهرب اغلى من كل الاسواق المجاورة .. اعرف الكثير من اهالي بانياس يذهبون الى جبلة التي تبعد عنهم حوالي ٢٠ كيلومترا لشراء الألبسة لأن اسعارها أقل ب ٢٥ % من أسعار بانياس وطرطوس .. فما جدوى كل تلك الضبوط .. وما نفع هذه الدوريات إذا لم ينعكس الاداء على اسعار المواد والسلع ..

مع كل يوم من استمرار هذه العقلية في الإدارة، يزداد وضع الأسواق سوءاً.. وترتفع الأسعار يومياً بشكل غير مسبوق، حتى أثقلت كواهل المواطنين .. وأفقرتهم .. حقاً أفقرتهم .. ولا حسيب ولا رقيب ..؟

غريب حظكم أهلي الطراطسة .. حتى الكهرباء عندكم تقل ب ٧٥ % عن جيرانكم .. لكن ليس بمقدوركم الذهاب إلى جبلة وشراء الكهرباء .. ؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار