الثروة الحيوانية بين فكي كماشة، غلاء المادة العلفية وعدم توافر المراعي الخضراء
تشرين- طلال الكفيري:
بعد أن أصبحت المادة العلفية خارج حسابات الشراء عند مربي الثروة الحيوانية “أبقار- أغنام- ماعز” من جراء أسعارها الفلكية في السوق المحلية، باتت المؤسسة العامة للأعلاف هي المنقذ الشرعي لمواشيهم التي أعياها الهزال.
يشير مربو المواشي لـ” تشرين” إلى أن استمراريتهم في ” كار” تربية الثروة الحيوانية منوط بتأمين الأعلاف لقطعانهم من مؤسسة الأعلاف، من دون المرور بنظام الدورات العلفية، لكونها الحل الأنجع لقطع الطريق على تجار الأعلاف، الذين باتت أسواقهم محرمة على العديد من المربين لغلائها وعدم مقدرة المربين على مجاراتها، فسعر طن العلف تجاوز الـ 10 ملايين ليرة، وما زاد الطين بلّة هو عدم توافر المراعي الخضراء، التي تعد رديفاً علفياً للمواشي في حال عدم تأمين الأعلاف لها.
ويشير المربون إلى إن بقاءهم تحت رحمة أسعار السوق المحلية، المترافقة بعدم توافر محاصيل حقلية، سواء خضراء أو جافة، سينعكس سلباً على إنتاجية المواشي، وسيعرّضها للعديد من الأمراض الطفيلية، وكل ذلك سيدفع بالمربين للعزوف عن تربية الثروة الحيوانية، وبيع ما لديهم بأسعار زهيدة، هرباً من تكاليف التربية التي باتت تحتاج، ولاسيما في فصل الشتاء الذي أصبح على الأبواب، لميزانية مالية مفتوحة.
مطالبين بضرورة توزيع مادة النخالة المكدسة في مستودعات الأعلاف لزوم مواشيهم، وعدم بقائها وجبة غذائية دسمة للقوارض.
وفي هذا السياق أوضح مدير “فرع الأعلاف” في السويداء وائل النجم لـ” تشرين” أن المادة العلفية توزع وفق الدورات العلفية المتبعة، والمتوافر حالياُ في مستودعات الفرع هي مادة النخالة، إذ يتم تأمينها للأغنام والماعز بمعدل 8 كيلوغرامات للرأس الواحد، وذلك بسعر 1180 ليرة للكيلو مع استمرار استجرار المادة من موقع مطحنة أم الزيتون ورايا، بما يلبي احتياجات الثروة الحيوانية في المحافظة، بالإضافة إلى أن الفرع يقوم، وبشكل مستمر، باستجرار مادة “جاهز حلوب الأبقار الأغنام” من معمل الأعلاف في عدرا، إذ يتم بيعها من خلال الدورة العلفية المفتتحة بمعدل 100 كيلوغرام للرأس الواحد وبأسعار مخفضة عن القطاع الخاص، مع مواصلة استجرار كميات إضافية من المادة تباعاً خلال الأيام القادمة.