بعدما فشلت كل المحاولات على مدار السنوات الماضية.. هل نتخلص هذه المرة من مصائب «زهرة النيل»؟
تشرين- محمد فرحة:
منذ أكثر من عشرين سنة والمحاولات مستمرة لمكافحة زهرة النيل والتخلص منها وهي التي تهدد مخزوننا المائي، فما إن تتم إزالتها من أقنية الري ومن سدي محردة والعشارنة حتى تعود كأن شيئاً لم يكن، لدرجة يمكن أن يطلق عليها الزهرة المعندة.
قصة زهرة النيل قصة طويلة، فهي شرهة للمياه وامتصاصها وتغطي وجه بحيرتي سد محردة وسد العشارنة وكل أقنية الري في سهل الغاب وكذلك في مجرى نهري السن والأبرش وتفرعاتهما المائية في مجال محافظة طرطوس، حيث تمتص يومياً من سطح بحيرة محردة، وفقاً لحديث مدير محطتها الحرارية، مئة متر مكعب يومياً، بل وصلت بها الأمور لدرجة باتت تعرقل سحب المياه من السد لتبريد المحطة، زد على ذلك تكاثرها وتمددها بشكل فظيع ولذلك لابد من التخلص منها .
فماذا عن آخر المستجدات حيال ذلك؟ وما الجديد في هذا المجال؟ وأسئلة أخرى يجيب عنها الدكتور محمود زنبوعة محافظ حماة لـ«تشرين» : بالأمس زارنا وزير الزراعة وممثل منظمة «الفاو» فقمنا معاً بجولة اطلاعية على سدي محردة والعشارنة وبعض أقنية الري الأخرى ، فكان المشهد مذهلاً لحجم وجودها، وكيف تغطي سطح مياه السدين المشار إليهما بشكل لا يوصف.
وأوضح المحافظ أنه تم تجريب كل الطرق لإزالتها ميكانيكياً وبالأعداء الحيوية على مدار العقدين الماضين فلم تفلح كل تلك المحاولات، في الوقت الذي نحن أحوج فيه لكل نقطة مياه في هذه الظروف ومتغيراتها المناخية.
وتابع الدكتور زنبوعة حديثه بأن ممثل منظمة «الفاو » وعدنا بتأمين حصادة تقوم بإزالة الزهرة تماماً من دون أن تترك أي أثر منها، الأمر الذي لا يجعلها تعود للنمو والتمدد بشكل سريع.
وتسأل «تشرين» هل تعولون الكثير على هذه الخطوة؟
يقول محافظ حماة: لطالما تم تجريب كل الطرق ولم يتم التخلص منها، فقد يكون عن طريق هذه الحصادة الحل الأمثل، فهي الأمل المنتظر، حيث تمت الاستعانة بالعديد من الفنيين من مصر ومن البحوث العلمية الزراعية، فكانت الحلول غير صائبة سوى لفترة قصيرة فسرعان ما تعاود من جديد .
وختم محافظ حماة حديثه بالقول: في كل الأحوال منظمة «الفاو» تقدر ذلك جيداً وقد وعدتنا على لسان ممثلها الذي كان برفقة وزير الزراعة قبل أيام بأن يتم تأمين الحصادة لهذه الغاية، وقد تكون الحل الأمثل للتخلص من زهرة النيل وشراهتها للمياه حال توافرها إن شاء الله.
في النهاية نختم لنقول: إن إزالة زهرة النيل من سدي محردة والعشارنة وكل أقنية الري قد تعيد لهذه المسطحات المائية رونقها وتوقف نزيف امتصاص المياه، فيكفي عملية التبخر.. وسننتظر جهود وزارة الزراعة ومنظمة الفاو فكلمة الفصل عندهما .